توقعات باتساع نطاق الصراع حول مضيق باب المندب

قائمة الشركات العالمية التي توقف عملياتها مؤقتا عبر البحر الأحمر تتمدد يوما بعد يوم، بسبب هجمات مليشيات الحوثيين، منذ أسابيع على السفن التي تعبر مضيق باب المندب.

وتستهدف الهجمات ممرا يسمح للتجارة بين الشرق والغرب، لا سيما تجارة النفط، بالعبور من قناة السويس توفيرا للوقت والنفقات بدلا من الدوران حول القارة الأفريقية. وتسببت الهجمات في دفع بعض شركات الشحن لتغيير مسار سفنها لتجنب المنطقة.

كما حذرت السلطات البحرية والوزارات المعنية بعمليات الشحن لا سيما في النرويج واليونان من الإبحار في المنطقة.

ويهرع التجار في الوقت نفسه إلى إيجاد مسارات شحن بديلة لتوصيل البضائع إلى متاجر البيع بالتجزئة، ويزيد استخدام طريق رأس الرجاء الصالح مدة الرحلة 10 أيام إضافية تقريبا.

ويقول محللون إن تأخر الشحنات قد يتسبب في نفاد مخزونات بعض المتاجر بحلول فبراير/شباط.

ويوضح مدير الاتصالات في شركة كوني الفنلندية لصناعة المصاعد أن الشركة تقدّر أن بعض الشحنات ربما تتأخر أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، لكنها تتوقع أن تصل أغلب الطلبيات في موعدها المحدد.

وقالت اليونان اليوم الخميس إنها سترسل فرقاطة تابعة للبحرية إلى المنطقة لحماية الملاحة في إطار تحالف متعدد الجنسيات أعلنته الولايات المتحدة لضمان سلامة مرور السفن عبر البحر الأحمر.

ويسيطر ملاك سفن يونانيون على نحو 20 بالمئة من السفن التجارية في العالم من حيث سعة الحمولة.

لكن عدة دول قالت الولايات المتحدة إنها ستنضم إلى التحالف أشارت إلى أنه من غير المتوقع أن ترسل قوة بحرية كبيرة إلى المنطقة.

وهدد زعيم مليشيات الحوثيين بتصعيد الهجمات لتشمل السفن البحرية الأمريكية مما يزيد من توقعات اتساع نطاق الصراع حول مضيق باب المندب.

وفيما يلي شركات قررت إيقاف الشحن مؤقتا عبر البحر الأحمر:

وكان مقذوف يُعتقد أنه طائرة بدون طيار أصاب سفينتها في 15 ديسمبر/كانون الأول أثناء إبحارها بالقرب من الساحل اليمني. ولم يصب أي من أفراد الطاقم.

وذكرت ميرسك في 19 ديسمبر/كانون الأول إن السفن التي من المقرر أن تبحر في البحر الأحمر وخليج عدن سيتغير مسارها لتبحر حول رأس الرجاء الصالح.

ما البديل؟
ستقوم السفن بالإبحار عبر رأس الرجاء الصالح بدلا من المرور عبر قناة السويس. الممر المائي البديل الذي يلتف حول القارة الأفريقية عبر رأس الرجاء الصالح يضيف أكثر من 5 آلاف كيلومتر إلى الرحلة بين آسيا وأوروبا، وهو ما يعني تكلفة إضافية بقيمة مليون دولار للوقود، وهي خطوة قد ترفع أسعار النفط بما يصل إلى 4 دولارات للبرميل، بحسب غولدمان ساكس.

وانخفض عدد السفن التي تعبر البحر الأحمر، في طريقها من وإلى قناة السويس، بنسبة 36% على أساس شهري، وفقا لبيانات “ماريتريس” التي نقلتها صحيفة فايننشال تايمز. وفي الليلة قبل الماضية كانت هناك 210 سفن تعبر البحر الأحمر، في “واحدة من أكبر التغييرات في طرق التجارة الدولية” منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.

وتعبر 57 سفينة حاويات على الأقل حاليا رأس الرجاء الصالح بدلا من عبور قناة السويس، حسبما قال باولو مونتروني من شركة النقل كوهني بلس ناجل، لشبكة سي إن بي سي، مشيرا إلى القيمة الإجمالية التي تنقلها تلك السفن بنحو 35 مليار دولار.

ضربة للاقتصاد العالمي
مع ارتفاع أسعار الشحن والنفط العالمية، سيرتفع التضخم العالمي بدوره، مما سيجدد المخاوف بشأن التضخم لدى الاحتياطي الفيدرالي بعد أن أعطانا الأمل في تخفيضات قادمة في أسعار الفائدة على خلفية تراجع التضخم.

كما ارتفع مؤشر “سولاكتيف جلوبل شيبنج إندكس” – الذي يتتبع قيمة 47 شركة بحرية – إلى أعلى مستوى له على الإطلاق. وارتفع المؤشر 11% خلال الأسبوع الماضي. وفي الوقت نفسه، ارتفعت العقود المستقبلية لخام برنت والخام الأمريكي خلال تعاملات اليوم.

Exit mobile version