رفضت جماعة الحوثي بصنعاء مضامين إعلان المبعوث الأممي إلى اليمن هانس جروندبرج بشأن خارطة الطريق الأممية، ووجهت قواتها برفع الجاهزية ومواصلة التصعيد برًّا وبحرًا.
وعلمت “العين الإخبارية” من مصادر أمنية وعسكرية رفيعة في اليمن، أن زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي أصدر تعميمًا لقياداته لا سيما العسكرية في الجبهات برفع الجاهزية والبقاء في حالة تأهب ورفض خارطة الطريق الأممية.
وأكدت المصادر، أن تعميم زعيم الحوثيين تضمن “عدم التعاطي مع أي أخبار أو إعلانات تتحدث عن السلام في الجبهات، واعتبار إعلان المبعوث الأممي إلى اليمن الصادر يوم السبت الماضي مرفوضًا بشكل تام”.
وأضافت المصادر أن “زعيم الحوثيين وجه تعميمًا للقيادات العليا عبر القيادي الحوثي يوسف الفيشي، ونص على اعتبار الإعلان الأممي عن قرب التوصل إلى وقف الحرب بأنه “مرفوض وأن صنعاء غير معنية به”.
التعميم الحوثي كذلك خاطب القيادة العسكرية للجماعة “بإصدار أمر عملياتي إلى كل الجبهات بالبقاء في حالة تأهب وجاهزية وعدم تخدير المقاتلين بالحديث عن السلام، كون هذه الصيغة المعلنة غير مقبولة”، وفقا للمصادر.
وأكدت المصادر أن التعميم نص كذلك على أن الحرب لن تتوقف حتى “استعادة كل المحافظات”، وفرض ما سماها الحوثي “السيادة الكاملة” على الأراضي والمياه اليمنية شرقا وجنوبا وما تبقى من المناطق المطلة على سواحل البحر الأحمر، في إشارة إلى محافظات الجنوب المحررة وأجزاء من مأرب وتعز والحديدة.
وبحسب المصادر ذاتها فإن التعميم الصادر من قبل زعيم الحوثيين أكد أنه سوف “يصدر موجهات مسجلة للجبهات، لتأكيد استمرار التأهب التام ومواصلة المعركة دون أي توقف حتى التحرير برًّا وبحرًا”، في إشارة لاستمرار التصعيد العسكري.
وأوضحت المصادر أن التعميم الحوثي تضمن أيضًا أنه “حتى لو تم التوقيع من قبل المفاوضين على اتفاقات سياسية وإنسانية واقتصادية فإن عناصره المسلحة غير معنية بذلك، ومهمتهم تتعدى البحث عن رواتب للموظفين إلى بسط السيطرة على كل البلاد”.
ولفتت المصادر إلى أن “جماعة الحوثي عززت جبهات محافظة تعز والجبهات الساحلية وجبهات محافظة حجة بمجاميع بشرية كبيرة من المقاتلين والسلاح خلال اليومين الماضيين، في مؤشر على نوايا تصعيد عسكري للحوثيين”.
وكشفت المصادر عن “نقل أعداد كبيرة من الطائرات المسيرة من مناطق محافظتي البيضاء وعمران إلى جبهات مناطق محافظة تعز والمرتفعات المطلة على الساحل الغربي للبحر الأحمر”.
وكان هانس جروندبرج أعلن، السبت، توصل الأطراف اليمنية لـ”الالتزام بمجموعة من التدابير” ضمن خارطة الطريق للحل السلمي، وهو ما لقي ترحيبًا سريعًا من قبل الحكومة اليمنية والسعودية ودولة الإمارات وعُمان وقطر والبحرين والكويت ودول عربية عديدة، فيما تجاهله الحوثيون الذين أعلنوا رفضهم لما ورد فيه.