أخبار العالمالحديدةالحوثي جماعة ارهابيةالرئيسيةانتهاكات المليشياتتقاريرمحلياتملفات خاصة

إلى أين يجر الحوثي المنطقة بعد عسكرة البحار وتهديد التجارة الدولية؟

يمن الغد / تقرير – عبد الرب الفتاحي

تجمع الولايات المتحدة الأمريكية حلفائها في البحر الاحمر ،وتقترب العديد من الزوارق الحربية والمدمرات من السواحل اليمنية، بينما تكشف العديد من المصادر أن امريكا تخطط لشن هجمات على مليشيا الحوثيين في اليمن، بعد تصاعد هجماتهم على السفن التجارية، وهذا ما أدى لتغير الكثير من السفن لمسارات حركتها في البحر الأحمر.

تدخل عسكري:

التحرك الأميركي بالقرب من السواحل اليمنية ،سيخلق تبريرا لتدخل عسكري محتمل لمنع الحوثيين من مهاجمة السفن .
خلال الأسابيع الماضية قام الحوثيون بفرض حصار لمنع مرور السفن خاصة الإسرائيلية وهذا أثر على واقع ومستقبل التجارة الدولية، وخلق أزمة حقيقية مع تحول الكثير من السفن التي تحمل النفط والسلع والسيارات لتغير، مسارها بإتجاه رأس الرجاء الصالح، وهذا زاد من المسافة التي تقطعها تلك السفن ،مع ارتفاع مستوى التأمين وتكليف النقل للسلع وكذلك النقل البحري.

حماية ممرات التجارة:

رغم الانسحاب الذي قامت به أسبانيا ،فإن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في البحر الأحمر يتوسع بعد انضمام العديد من الدول له .
المتحدثة باسم الحكومة الإسبانية بيلار أليغريا قالت أن “إسبانيا لن تشارك أبدا في العملية بشكل أحادي”،.
وأضافت أن مشاركة إسبانيا لا يمكن أن تتم إلا “تحت مظلة الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي”.
وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن حدد طبيعة تشكيل قوة متعددة الجنسيات، وذلك لحماية التجارة في البحر الأحمر في أعقاب هجمات جماعة الحوثيين على السفن المتجهة إلى إسرائيل.
التحالف كان يضم 10 دول هي” بريطانيا والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وإسبانيا قبل انسحابها “.
وكشفت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون حاليا أن هناك 20 دولة واقفت على مشاركة في التحالف لتأمين البحر الأحمر.
ويأتي هذا التحرك الدولي منذ بداية ديسمبر الجاري، حيث استهدفت جماعة الحوثي 8 سفن في البحر الأحمر وباب المندب، بالصواريخ والطائرات المسيرة، بعد رفضها الاستجابة لنداءات الحوثيين على خلفية قرارها منع السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى إسرائيل من المرور في البحر الأحمر.
في 19 نوفمبر الماضي، أعلنت مليشيا الحوثيين في صنعاء، الاستيلاء على سفينة الشحن “غالاكسي ليدر” المملوكة لرجل أعمال إسرائيلي في البحر الأحمر، واقتيادها إلى الساحل اليمني، ردا على عمليات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة.
وتحاول الولايات المتحدة من خلال هذا التحالف حفظ الأمن في ممر البحر الأحمر التجاري بعدما أغلقه الحوثيون في أواخر شهر أكتوبر/ تشرين الأول دعماً لغزة واستهدفوا السفن بالصواريخ والمسيّرات، مما دفع الولايات المتحدة لتشكيل تحالفاً دولياً وأطلقت يوم الثلاثاء 19 كانون الأول/ ديسمبر 2023 مبادرة باسم “حارس الازدهار” للتصدي للعمليات العسكرية الحوثية التي اعتبرتها تهديداً لحرية الملاحة والتجارة العالمية في هذا الممر الملاحي الاستراتيجي.
وزير الدفاع الأمريكي خلال الاجتماع الذي جرى مع تأسيس التحالف، تحدث للمشاركين على أن الحوثيين نفذوا أكثر من 100 هجوم بمسيرات وبصواريخ بالستية ،استهدفت 10 سفن تجارية على ارتباط بأكثر من 35 دولة مختلفة”.
وتطرق وزير الدفاع الإمريكي إلى قيام الحوثيين بإحتجاز السفينة التجارية غالاكسي، والتي يصل طاقمها المكون من 25 فردًا ليصبحوا رهائن.

ارتفاع تكاليف التأمين:

مع تصاعد الهجمات الحوثية على السفن التجارية في البحر الأحمر، ارتفعت تكاليف التأمين فيما اتجهت الكثير من كبرى شركات النقل البحري، لتعليق المرور عبر مضيق باب المندب إلى حين ضمان سلامة الملاحة فيه.
وتعددت الشركات الدولية التي أمتنعت من العبور من البحر الأحمر ،ومن بين هذه الشركات الدنماركية ميرسك والألمانية هاباغ- ليود، والفرنسية سي ام إيه سي جي إم والإيطالية السويسرية إم أس سي، والبريطانية “بريتيش بتروليوم” (بي بي).
ويمر في الوقت الحالي، وفق بيان للبنتاغون، 10 إلى 15% فقط من التجارة العالمية عبر البحر الأحمر، بسبب هجمات الحوثي وتضطر شركات الشحن الدولية إلى إعادة توجيه مسارها ،عبر رأس الرجاء الصالح ما يؤخر عمليات تسليم السلع والمواد الأساسية عدة أسابيع، بما في ذلك النفط والغاز.

عسكرة البحر:

هاني عبد العزيز خبير اقتصادي يمني يوضح ليمن الغد، أن العبور من البحر الأحمر، أصبح يمثل هاجسا للكثير من الدول، حتى تلك التي لا ترتبط بعلاقة مع اسرائيل ولا تقوم بنقل البضائع والوقود لها .
ويرجع هاني عبد العزيز ذلك إلى المرور في البحر الاحمر أصبح لا يرتبط بأي قوانين، وأن الحركة أصبحت مكلفة فأي خسائر قد تلحق بالسفن التي تنقل البضائع ،سيكون له تأثيره على واقع البحر الأحمر ككل .
وقال هاني” الحوثيون عسكروا البحر الأحمر، وتصعيدهم أدى لتشكل تحالف بحري دولي كبير، سيعمل على اضعاف سيطرة اليمن على مماراتها البحرية في المستقبل، فما يصنعه الحوثيون يعود سلبا على اليمن وكذلك واقع مرور السفن في البحر الأحمر”.

زر الذهاب إلى الأعلى