أخبار العالماخبار الشرعيهالحوثي جماعة ارهابيةالرئيسيةتقاريرصنعاءعدنمحلياتملفات خاصة

اللعبة الجديدة في صناعة سلام هش في اليمن

يمن الغد/ تقرير – عبدالرب الفتاحي

السلام في اليمن تقف أمامه العديد من التعقيدات، منها غياب الضمانات لترسيخ اتفاقات لتسوية سياسية شاملة.
نجاح أي اتفاق في اليمن ليس بالأمر السهل، في ظل الصراع الدائرة في غزة والهجمات التي تتزايد في البحر الأحمر، إذ أصبح يضع تحديات لدى كل الأطراف الرعاية للمفاوضات سواء في داخل اليمن، أو في الإقليم حتى على مستوى التحركات الدولية التي قل اهتمامها بحرب اليمن مؤخرا.

ظروف معقدة:

تتزايد الفجوة للوصول لاتفاق ينهي الحرب في اليمن، الامر لم يعد كما كان سابقا، فظروف اليمن وتبعات الحرب في غزة الفلسطينية، واصرار إسرائيل على ارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين، حيث خلق انطباع أن الولايات المتحدة الأمريكية جزء من هذه الحرب.
جماعة الحوثي استغلت الموقف الأمريكي الداعم لإسرائيل ،لتتحرك في اتجاه تصعيدي في البحر الأحمر وذلك لزيادة تعزيز وجودها وإظهار نفسها قوة سياسية بدعمها العسكري لفلسطين ،من خلال محاولة تعطيل الحركة في البحر الأحمر.
الموقف السياسي لجماعة الحوثيين مازال يضعف أية حلول واتفاقات لإنهاء الحرب في اليمن، خاصة وأن مطالب الحوثيين لا تكاد تنتهي وهي تضع شروط تعجيزية من وقت لآخر.

هروب من الإتفاق:

كلما اقترب موعد اتفاق الأطراف اليمنية على إنهاء الحرب ،والدخول في خطوات أولوية لتعزيز الثقة والسير لخلق تفاهمات واسعة ،سواء من خلال الحل السياسي وايقاف الحرب ،سرعان ما تظهر ظروف ورؤى مختلفة تجعل سير الحوارات، تبدو صعبة وهي كانت أقرب للحل فعدم وجود تأثير داخلي للضغط ،يجعل واقع التأثيرات الخارجية أوسع خاصة وايران هي من تضع خيارات الحل بالنسبة للحوثيين .
ظروف الحل اليمني يواجه بالعديد من الصعوبات ،وهذا ما يجعل مدى هذا الاتفاق يتعرض من حين لإخر، لنوع من الشد والجذب وهو ما يعيد الحلول إلى مستويات متراجعة، بعد أن تكون هناك خطوات متقدمة قد تم الاتفاق حولها بين الاطراف المتصارعة .
تأخر الاطراف اليمنية على التوقيع على هذا الاتفاق ،يفسر على أنه مرتبط بغياب الالية التي تتوافق عليها جميع الاطراف اليمنية ، أو المحاولات التي تحدث في عدم قبول صياغة الحلول الموجودة وايجاد بديل عنها، يرتبط بمصالح طرفا بعينه والذي لا يكون واضحا في القبول أو حتى الرفض ،ويضع سياسات محددة بمطالبه وهذا ما يفعله الحوثيين .
يرى عبد الناصر العامري سياسي يمني، أن التقلبات التي تجري في اليمن وهروب الحوثي من واقع الحل، لدعم غزة هو ما يعرقل الحل النهائي ،وأن طريقة تفكير هذه الجماعة هو ما يجعل السلام مستحيلا، لأنها لا تريد اي سلام حقيقي وهي تملك مخطط لفرض حكمها بالقوة .
وقال العامري لـ”يمن الغد”: أسس الحل هو أن تعترف جميع الاطراف اليمنية ،أنها كانت سببا للوضع العام الذي يعيشه اليمنيين ،وهو وضع سيئ وليس منح هذه الاطراف حوافز وجعلها تستمر بنفس الالية والسياسة! التي لم تتغير منذ بداية الحرب حتى الآن”.

كارثية تأخير الحل:

يحتاج اليمنيون إلى حل شامل ينهي الحرب التي تسببت بإنهيار الوضع الاقتصادي والمعيشي، وترتب على ذلك ارتفاع أسعار السلع واستمرار انهيار العملة.
اي اتفاق سلام سيؤدي لوضع حد لهذه الآثار المدمرة، التي انعكست على جميع اليمنيين، هذا ما تحدث به مصطفى أحمد الشرجبي وهو خبير اقتصادي ،إذا أن سبب كل هذه الفوضى وبروز هذه الاختلالات كان بسبب الحرب، التي اعاقت وجود دولة واحد واقتصاد منظم يعمل وفق اليه محددة .
ويضيف مصطفى أن الحرب أدت إلى انقسام الموارد ونهبها، ووجود سياسة من العبث ومحاولة تحويل هذه الامكانيات، لتصبح ضمن تملك اطراف تعرقل الوصول لحلول سياسية ،بل أن امكانيات اليمن تعددت بتعدد اطراف الحرب وهذا جعل الواقع الاقتصادي هو من تضرر بشكل أوسع وتأثرت حياة الناس بهذه الحرب وما شكلته من واقع أضر بحياة اليمنيين وضاعف من معاناتهم .
يقول مصطفى لـ”يمن الغد”: تبرز العديد من الظواهر السيئة ،وهي ابقاء الباب مفتوحا لكل الاحتمالات ،هذا يعني أن الحديث عن السلام في اليمن قد لا يكون ثابت، بل أن العديد من التسريبات قد تكون كاذبة ، المشكلة الجوهرية في الحرب اليمنية أن الأطراف التي سببت بكل هذه الكوارث ،تعيد ترتيب نفسها لتلعب اللعبة في صناعة سلام هش، ثم العودة للحرب من جديد خلال السنوات المقبلة”.

زر الذهاب إلى الأعلى