يرفض عدد متزايد من شركات التأمين تغطية السفن الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية ضد مخاطر الحرب بالبحر الأحمر مع استمرار هجمات الحوثيين.
ويأتي تردد شركات التأمين في الوقت الذي دعا فيه مسؤولون أمريكيون السفن التجارية الأمريكية إلى ضرورة الابتعاد عن الممر المائي الحيوي حتى إشعار آخر، بحسب شبكة (سي إن إن) الإخبارية.
وقال ماركوس بيكر، الرئيس العالمي للخدمات البحرية والبضائع والخدمات اللوجستية، وهي وحدة وساطة التأمين واستشارات إدارة المخاطر في شركة مارش ماكلينان، إن “بعض شركات التأمين لم تعد مستعدة للتأمين ضد مخاطر الحرب للسفن التي تملكها أو تشارك فيها الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة أو إسرائيل والتي تسافر عبر البحر الأحمر”.
وتعرضت سفينة شحن تملكها وتديرها الولايات المتحدة لهجوم بصاروخ باليستي مضاد للسفن أطلقه الحوثيون يوم الاثنين، بحسب القيادة المركزية الأمريكية. وتعهد مسؤول حوثي، الأربعاء، باستمرار الهجمات على السفن “المرتبطة بإسرائيل” في البحر الأحمر وبحر العرب.
وعلى الرغم من أن شركات التأمين لا تفرض جميعها قيودا، إلا أن بيكر قال إن سوق التأمين “تتشدد” بشكل واضح ويمكن أن تستمر الأسعار في الارتفاع.
وقال بيكر إن معدلات مخاطر الحرب ارتفعت من0.01% فقط من قيمة السفن في أوائل كانون الأول/ديسمبر إلى 0.7% اليوم. وهذا يعني أن تكلفة التأمين على سفينة حاويات بقيمة 100 مليون دولار ارتفعت من 10 آلاف دولار لكل رحلة إلى 700 ألف دولار اليوم.
اختناق سلاسل الإمداد
من جهة أخرى، قالت شركة “إيه.بي مولر ميرسك” في تحديث للعملاء اليوم الخميس إن الاضطرابات الناتجة عن الطقس في موانئ شمال أوروبا وتحويل السفن بعيدا عن البحر الأحمر تسببا في اختناقات في أرصفة استقبال الحاويات في الموانئ.
وحولت ميرسك وغيرها من شركات الشحن مسار السفن بعيدا عن البحر الأحمر وخليج عدن إلى رأس الرجاء الصالح حول أفريقيا بدلا من المرور عبر قناة السويس، أقصر طريق بحري بين آسيا وأوروبا، بسبب هجمات الحوثيين.
وقالت الشركة إن عواصف شتوية وأثر موسم العطلات الأحدث في شمال أوروبا أدى لإغلاق بعض الموانئ وتعليق الملاحة.
وقالت ميرسك “من المتوقع أن تؤثر الظروف الجوية الشتوية وكذلك الأحداث الطارئة في البحر الأحمر على العمليات في جميع أنحاء أوروبا والموانئ الرئيسية”.
وأضافت “أسفرت هذه الظروف عن ارتفاع الكثافة في أرصفة الحاويات بالموانئ ونهيب بالعملاء استلام شحناتهم في أقرب وقت ممكن بعد التفريغ لدعم سيولة الحركة”.
وقال الرئيس التنفيذي لميرسك أمس الأربعاء إن التعطل الذي تشهده حركة الشحن العالمية بسبب الهجمات على سفن في البحر الأحمر سيستمر على الأرجح لبضعة أشهر على الأقل.
وقالت الشركة في تحديث نشرته اليوم الخميس “بينما نأمل في حل مستدام في المستقبل القريب ونفعل ما بوسعنا لنساهم في التوصل إليه، نحث العملاء على الاستعداد لمواصلة التعرض لتعقيدات في المنطقة ووجود تعطل كبير في الشبكة العالمية”.
وقالت ميرسك إنها عرضت على العملاء خيار تحويل بعض الشحنات من السفن إلى الشحن الجوي في موانئ في سلطنة عمان والإمارات لنقل السلع جوا لوجهاتها في أوروبا أو الولايات المتحدة.