إخوان اليمن وإنهاء العداوة مع الحوثي.. كيف انكشف الغطاء وماهي الدعوات الانتهازية المغلفة بـ”دماء غزة”؟

لم يعد التحالف الحوثي – الإخواني، خفياً على أحد، فما شهدته الأشهر الماضية وتحديداً منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي، يؤكد أن التحالف القديم عاد للواجهة وتحت مبررات وشعارات جديدة.
في الآونة الأخيرة تكررت دعوات القيادات الإخوانية للتحالف مع الحوثي والعكس صحيح، وآخر تلك الدعوات ما خرج به القيادي الإخواني محمد عبدالمجيد الزنداني، خلال الأيام الماضية بشأن إيقاف حالة العداء بين حزب الإصلاح وجماعة الحوثي تحت شعار “الوفاء للأمة ولأبناء غزة وفلسطين”.
وقال القيادي وهو نجل رجل الدين المعروف في اليمن عبدالمجيد الزنداني: “من باب الواجب علينا والوفاء لأمّتنا ولأهلنا في غزة وفلسطين أن نعلق ذلك العداء بيننا وأن ننبذ الخلاف ونوحد صفوفنا في وجه كل قرار أمريكي يدعم العدوان على غزة ويصنف كل من يدعمها في موقفها بالإرهابي، سواء كان ذلك الموقف حقيقياً كما هو في نظر البعض أو كان صوريا كما هو في نظر البعض الآخر”.
وكان “الزنداني الأب” نشر بياناً قبل أيام، دعا فيه الأحزاب والأطراف اليمنية -بينها حزب الإصلاح والحوثيين- إلى طي صفحة الماضي، وتوحيد الصفوف من أجل مواجهة العدوان الإسرائيلي ونصرة أشقائهم في غزة.
هذه الدعوات ليست الأولى ولن تكون الأخيرة من قبل القيادات الإخوانية التي بدأت فعلياً بخلق قنوات تقارب وتواصل مع الميليشيات الحوثية، مستغلين المستجدات المحلية والإقليمية لإصدار مثل هذه الدعوات التي تكشف مدى التقارب بين الجماعتين، بحسب مراقبين يمنيين.
وشهدت صنعاء عقب اندلاع الحرب في غزة، سلسلة من اللقاءات العلنية أبرزها اللقاء الذي جمع القيادي الحوثي علي القحوم مع قيادات من حزب الإصلاح -جناح الإخوان في اليمن- بينهم منصور الزنداني وفتحي العزب. إلى جانب تشكيل وفد مشترك من الطرفين لزيارة مقر حركة المقاومة الفلسطينية “حماس” في صنعاء.
التقارب الكبير بين أجنحة الحوثي والإخوان برز بشكل كبير عقب الدعوة التي أطلقها القيادي البارز في الميليشيا الإيرانية باليمن، محمد البخيتي، مطلع نوفمبر الماضي، تحت مسمى فتح صفحة جديدة مع حزب الإصلاح، وطي صفحة الماضي وتوحيد الصف لمواجهة ما أسماه العدوان الغربي بقيادة أمريكا وإسرائيل. وأكد حينها البخيتي أن قادة وقواعد المليشيات جاهزون لهذا التحالف. بحسب قوله.
القيادات الحوثية أكدت أن اللقاءات مع قواعد حزب الإصلاح في الداخل تهدف إلى “بناء العلاقات” و”التنسيق المستمر” لتعزيز ما سماه بـ”الجبهة الداخلية” و”الشراكة”، حفاظا على “الاستقلال والوحدة”.
ما لفت الانتباه في الدعوة التي أطلقها نجل الزنداني، ليس المطالبة بإنهاء حالة العداء بين حزب الإصلاح الذي ينتمي إليه والميليشيات الحوثية، بل الرفض الإخواني لإلصاق تهمة الإرهاب على هذه الميليشيات، في إشارة إلى القرار الأميركي الأخير الذي أعاد تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية عالمية.
ويشير المحلل والكاتب بشير البريكي أن ما نشاهده من وقوف جماعة الإخوان مع أدوات إيران المليشياوية، يكشف حجم التخادم والتقارب فيما بينهم، ويثبت مجددا واحدية الهدف والمشروع الإرهابي والتدميري الذي يحملونه لاستهداف الدول العربية، وإثارة الصراعات والتباينات، وإغراق المنطقة بالكثير من التحديات والكوارث.
وأضاف: إن جماعة الإخوان عبر فرعها المحلي -حزب الإصلاح في اليمن- تقف بكل وضوح مع الحوثي، وهناك الكثير من الدلائل والشواهد السابقة التي تؤكد أن الإخوان شركاء الحوثي عسكرياً وميدانياً. وتطورت هذه العلاقة بين الطرفين لتصل إلى دعم التنظيمات الإرهابية إمدادها بالأسلحة والطيران المسير والعبوات الناسفة لاستخدامها في استهداف المحافظات الجنوبية المحررة.
وأشار البريكي إلى أن الحوثي يتفاخر اليوم بشعاراته المزيفة ومزاعمه الجديدة لنصرة فلسطين، ويستغلون عواطف المواطنين بقوته الوهمية والمصطنعة والتي يستمدها من تخادمه مع الإخوان وقوى الإرهاب التي يغذونها بالمال والسلاح.

Exit mobile version