الإمارات في اليمن.. مشاريع إنسانية وتنموية أضاءت دروب اليمنيين

يمن الغد – تقرير

انطلاقا من إيمان رسّخه الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في قلوب الإماراتيين، تسير الإمارات على نهج ثابت في دعم اليمن، وبرز دور دولة الإمارات العربية المتحدة منذ عام 2015، بمساهمتها الفاعلة تجاه اليمن وفاء لوصية الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والتي جعلت دعم هذا البلد فلسفة إنسانية راسخة لدى قيادة الإمارات ومؤسساتها وهيئاتها الإنسانية والخيرية.
ولم ترتبط المساعدات الإنسانية التي تقدمها الإمارات لليمن بمحافظة دون غيرها، وإنما امتدت إلى كافة المحافظات، لا سيما المحافظات المحررة مراعاة في المقام الأول للجانب الإنساني وتبنيا لمقاربة شاملة للتخفيف من عمق المأساة ومن عذابات اليمنيين.
وبرزت المساعدات الإماراتية في اليمن على 3 محاور، تتمثل بالمساعدات التنموية والمساعدات الإنسانية والمساعدات الخيرية والإغاثية في دعم لتطبيع الحياة والارتقاء بمستواها كما هو الحال بالنسبة لتأهيل المتنفسات العامة، والتي كان أبرزها تأهيل حديقة الشعب بمدينة البريقة بعدن؛ وهي إحدى أكبر الحدائق بعدن من قبل الهلال الأحمر الإماراتي.

مشروعات تنموية:

في ديسمبر/كانون الأول 1986، زار الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان اليمن، وتحديدا محافظة مأرب، لافتتاح مشروع إعادة إحياء سد مأرب التاريخي، بما يحمله من دلالات تاريخية وتنموية.
وفي عام 2015، كان رجال الإمارات على رأس طلائع القوات العسكرية للتحالف العربي لتحرير سد مأرب وإعادة الحياة إلى أرض سبأ ليصبح السد رمزا للانتصار والنماء.
وعلى ذات النهج تسير المقاربة الإماراتية، حيث بدأت الإمارات منذ مطلع 2023 تشييد سد حسان الاستراتيجي في محافظة أبين، بعد طرد ومكافحة تنظيم القاعدة الإرهابي وذلك بتكلفة إجمالية بلغت 100 مليون دولار أمريكي.


ويعد سد حسان هو أكبر السدود جنوب اليمن إذ يبلغ طول السد عند القمة 337 متراً، وعرضه عند القمة 6 أمتار، فيما تبلغ مساحة منطقة التجميع 3.2 كيلومتر مربع، ومتوسط جريان المياه السنوي نحو 39 مليون متر مكعب، ويبلغ أعلى منسوب للمياه في السد 135.5 متراً.
ويتسع السد لـ 19.5 مليون متر مكعب من المياه، ويهدف للتحكم بالفيضانات وتنظيم الري للأراضي المستفيدة البالغ طولها 10 آلاف هكتار، فيما يصل عدد المستفيدين منه إلى حوالي 13 ألف مزارع كأهم المشاريع الاستراتيجية في قطاع الزراعة والري باليمن.
من أبين إلى المخا، غربي تعز، المطلة على البحر الأحمر، حيث تقود الإمارات تأسيس أهم مدن اليمن التاريخية عبر مشاريع كبيرة وضخمة بتمويل مفتوح تحت إشراف نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي العميد الركن طارق صالح.
وشيدت الإمارات، مطار المخا الدولي من الصفر وعلى 3 مراحل، تمثلت المرحلة الأولى بتعبيد 2200 متر والثانية 800 متر، حيث بلغت مساحة المدرج والبرج 3100 متر.
ويستوعب مطار المخا بحسب مسؤولين تحدثوا لـ”العين الإخبارية” طائرات “نيشن” الكبيرة والمتوسطة، وبني على معايير عالمية وفقاً لمنظمة ريفال العالمية، حيث تستوعب صالة الاستقبال 350 مسافراً.


وكأحد نماذج المشاريع الإنمائية الإماراتية في اليمن، يتجسد طريق الكدحة غربي تعز والذي بلغ تمويله نحو 7.7 مليون دولار ليمثل طوق نجاة للمدنيين الذين تقطعت بهم السبل وسلكوا ممرات مميتة طيلة 9 أعوام.
وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة قد وجه بتشييد طريق الكدحة، الذي يمر بين أدغال الجبال ومجاري السيول الرابطة بين مدريتي “الوازعية” و”المعافر” غربي تعز بطول 14 كيلومترا ليشكل سوق “الكدحة” الريفي التاريخي همزة وصل بين مثلث “البيرين” ومثلث “المخا بطول 40 كيلومترا.
ويضم الطريق 68 جسرا لتصريف مياه السيول والأمطار منها 63 جسرا حجريا تتفاوت أبعادها من منفذ إلى 3 منافذ ويبلغ طول مدماكها من1.5 متر إلى 3 أمتار، فيما لجأ المهندسون للجسور الخرسانية طويلة الأبعاد في 5 مواقع.

الجبهة الصحية:

في الجبهة الصحية، تواصل الإمارات دعمها لقطاع الصحة في شتى المحافظات اليمنية عبر أذرعها الإنسانية وذلك بما يضمن إعادة الحياة إلى طبيعتها وتقدم الخدمات المجانية لليمنيين وتطبيب جراحهم جراء الحرب الحوثية والإخوانية.
ففي محافظة شبوة على سبيل المثال، تقوم دولة الإمارات بتجهيز وتأهيل 4 مستشفيات محورية تشكل أولوية في المحافظة كمرحلة أولى، تليها المرحلة الثانية التي تشمل 12 مستشفى من بمختلف مديريات المحافظة.
أما في حضرموت فسعت الإمارات لتشييد وتأهيل العديد من المستشفيات، كان أبرزها افتتاح 4 مستشفيات من بينها مستشفيان جديدان عام 2021، و إعادة تأهيل وصيانة وتأثيث 7 مستشفيات وتزويدها بالأدوية في 2019.
كما تم افتتاح المحور الطبي الخيري في بلدة “خلف” 2024 وهو أحدث المشاريع التي تمولها الإمارات وتقدم العلاجات والأدوية المجانية لآلاف المرضى ومن شتى المحافظات.

حضرموت نموذجا لدعم الإمارات:

وتعد محافظة حضرموت نموذج للمحافظات اليمنية التي استفادت من الدعم الإماراتي والذي استمر دون انقطاع عبر ذراعها الإنسانية، هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، في إطار خطة عاجلة وضعتها الهيئة للتدخل الإنساني، بهدف التخفيف من معاناة الأهالي وتحسين ظروفهم المعيشية.
وتولت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي تنفيذ المشاريع الإماراتية، حيث شهدت محافظة حضرموت، ومديرياتها وقراها، خلال عام 2023، حزمة من المشاريع الإنسانية والإغاثية والتنموية والصحية والمجتمعية ومشاريع المياه والبنى التحتية.

أبرز المشاريع:

Exit mobile version