الإمارات.. ترياق ضد الألم وبلسم يزرع الأمل في اليمن

أينما يممت وجهك باليمن، ستجد أيادي الإمارات البيضاء حاضرة في كل مجال، تشهد ويشهد معها اليمنيون والعالم على عطاء لا ينضب.

وبين الفينة والأخرى، يشهد اليمن افتتاح مدارس بتمويل إماراتي أو مراكز ومستشفيات صحية، أو إقامة حفلات زفاف جماعي في مختلف مدن اليمن، بدعم إماراتي لإدخال الفرحة والبهجة في كل بيت، أو تقديم مساعدات إنسانية وتنموية مليارية لدعم المؤسسات واقتصادها.

قطرات من فيض عطاء إماراتي وفير، كان -ولا يزال- محل إشادة وشكر وعرفان دائمين من أهل اليمن وقادتها ودول العالم والمؤسسات الأممية.

وبلغة الأرقام، بلغ إجمالي المساعدات التي قدمتها دولة الإمارات لليمن نحو 22.97 مليار درهم، خلال الفترة من 2015 إلى 2021، وارتفع الإجمالي إلى مبلغ يزيد عن هذا الرقم بكثير مع تواصل المساعدات الإماراتية لليمن في جميع المجالات خلال عامي 2022 و2023 وحتى اليوم.

وضمن أحدث جهود الدعم، أعلنت دولة الإمارات خلال مؤتمر المانحين الذي استضافته السويد وسويسرا بالتعاون مع الأمم المتحدة بجنيف، في فبراير/شباط الماضي، التركيز خلال عام 2023 على دعم مشاريع التعافي وإعادة التأهيل، بمبلغ قدره 325 مليون دولار أمريكي.

وتهدف الجهود الإماراتية لدعم قطاعات الرعاية الصحية والطاقة المتجددة والزراعة، بما في ذلك مشروع كبير لبناء سد لأغراض الري.

دعم الصحة:


حرصت الإمارات على الوصول بمساعداتها إلى جميع أنحاء اليمن، سواء المدن والقرى والمناطق النائية، حرصا على أن يستفيد الجميع من إنسانية أشقائهم.

ففي مجال الصحة على سبيل المثال لا الحصر، تشق عيادات متنقلة لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي طريقها كل صباح إلى قرى ريفية نائية في أقاصي حضرموت اليمنية لعلاج المرضى.

أطفال ومسنون، نساء وشيوخ، هد أجسادهم المرض فلم يجدوا غير يد الإمارات الإنسانية تطبب أوجاعهم، عبر عيادات متنقلة عالجت على مدار عام 2023 لوحده أكثر من 13 ألف مريض في حضرموت وحدها، بمعدل 1200 مريض شهرياً.

ومؤخرا، نفذت دولة الإمارات مشروع بناء وإعادة تأهيل وصيانة 8 مستشفيات ومراكز طبية في حضرموت، ومن ضمنها المركز الوطني لنقل الدم وأبحاثه، وذلك لتعزيز قدرات مؤسسات الدولة بالمحافظة.

ويعد المركز الوطني لنقل الدم وأبحاثه بساحل حضرموت من المراكز الخدمية المهمة التي قامت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي مؤخرًا بإعادة تأهيله، حيث يستفيد من خدماته حوالي 3 ملايين نسمة من أبناء محافظات حضرموت وشبوة والمهرة وسقطرى كونه المركز الوحيد المتخصص في توفير كافة فصائل الدم للمحافظات الأربعة شرقي اليمن.

أجيال المستقبل:


ومن الصحة إلى التعليم، حيث شهد العام الدراسي الحالي في اليمن 2023/2024 افتتاح عدد من المدارس بدعم إماراتي، ضمن دعم الدولة المتواصل لقطاع التعليم في اليمن حرصا على النهوض بالبلاد وبأجيال المستقبل.

دعم إماراتي كان آخره بناء وتشييد 3 مدراس تعليمية نموذجية في مدينة المخا، أحد أهم الحواضر اليمنية على البحر الأحمر، وذلك كون المدارس هي البنية التحتية اللازمة لبناء المجتمعات ورفعتها.

وفي نهاية أغسطس/آب الماضي، تم افتتاح 3 مدارس للتعليم الأساسي والثانوي في مديرية المخا، تم تشييدها وتأهيلها بدعم إماراتي عبر خلية الأعمال الإنسانية في المقاومة الوطنية.

وتعد هذه المدارس جزءا من مشاريع التنمية التي تنفذها المقاومة الوطنية بدعم إماراتي في مجالات الصحة والكهرباء والمياه والتعليم وغيرها.

وتواصل الإمارات دعم قطاع التعليم في اليمن عبر ذراعها الإنسانية هيئة الهلال الأحمر، حيث شيدت طيلة السنوات الماضية عشرات المدارس التعليمية في المناطق المحررة منها أكثر من 346 مدرسة بين عامي 2015 و2019.

الأمن والاستقرار:


أيضا وفي إطار حرص دولة الإمارات على دعم الثقة في الدولة ومؤسساتها باليمن، وذلك بعد تعرضها لتدمير ممنهج من قبل الحوثيين وتنظيم القاعدة الإرهابي، حرصت دولة الإمارات،على دعم المؤسسات الأمنية بالأجهزة والمركبات، لعل أحدثها دعم شرطة عدن قبل شهر بالآليات عقب تأهيل أفرادها وتدريبهم.

وأعلنت شرطة العاصمة المؤقتة عدن، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، تسلمها الدفعة الثانية من المركبات المقدمة من دولة الإمارات، وذلك ضمن دعم سخي لشرطة عدن يستهدف مساعدتها في تثبيت الأمن والاستقرار.

وشملت الدفعة الثانية 10 مركبات مقدمة من دولة الإمارات لشرطة عدن لاستمرار أجهزة الشرطة في تفعيل دورها وتعزيز الأمن والاستقرار.

وكانت الإمارات قدمت في أغسطس/آب الماضي دعما مكثفا لعدد من رجال الشرطة اليمنيين الذين بلغ عددهم 292 شرطيا عبر تدريبات في مجال البحث الجنائي والتحقيق في مسرح الجريمة.

كما تم تزويد أمن عدن بـ32 مركبة لتعزيز مراكز الشرطة، إضافة لتوفير كل أوجه الدعم والمستلزمات المادية واللوجستية لرجال الشرطة في العاصمة اليمنية المؤقتة.

إنهاء أزمة إنسانية بتعز:


على صعيد مشاريع البنية التحتية في قطاع المياه، نجحت الإمارات في إنهاء أزمة إنسانية مستمرة منذ 9 أعوام تعاني منها مدينة تعز المصنفة عاصمة ثقافية للبلاد .

وتعاني المدينة (جنوب) المحاصرة حوثيا منذ 9 أعوام، من انقطاع المياه وذلك بسبب رفض المليشيات ضخ إمدادات المياه المطلوبة للمناطق المحررة الخاضعة للحكومة المعترف بها دولياً.

لكن في أغسطس/آب الماضي، دشنت الحكومة اليمنية بدء حفر 10 آبار ارتوازية في منطقة “الضباب” غربي تعز، إلى جانب شبكة متكاملة لتغذية المدينة بالمياه بتكلفة 10 ملايين دولار بدعم وتمويل من دولة الإمارات العربية المتحدة وإشراف المقاومة الوطنية.

المشروع الذي يحمل اسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، يستهدف تزويد مدينة تعز بالمياه العذبة بمعدل 7 ملايين لتر ماء في اليوم الواحد، وهو ما يعني فك أزمة إنسانية مستمرة منذ 9 أعوام في هذه المدينة.

دعم الأسر ونشر الفرح:


لم يتوقف دعم دولة الإمارات للشعب اليمني عند حدود المساعدات الإنسانية، وإنما امتد إلى أبعد من ذلك ثقافيا واجتماعيا، حيث تواصل دعمها ووقوفها إلى جانب أبناء اليمن، من خلال رعاية “الأعراس الجماعية”.

وضمن أحدث تلك الأعراس، شهد شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي تنظيم حفل زفاف جماعي لـ200 شاب وشابة من أبناء مديرية قعطبة شمالي محافظة الضالع، جنوبي البلاد.

ويعد هذا العرس الجماعي الثالث التي تنظمه الخلية الإنسانية، ذراع المقاومة الوطنية بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة.

وكانت المقاومة الوطنية نظمت بدعم من دولة الإمارات العرس الجماعي الأول وضم 200 عروس وعريس، والثاني ضم ألف عريس وعروس وذلك في مدينة المخا، غربي محافظة تعز، جنوبي اليمن.

ونظمت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي خلال الأعوام الماضية عشرات الأعراس الجماعية، واستفاد منها آلاف الشباب في تأكيد على اهتمام القيادة الإماراتية بظروف الشباب اليمني الذي يواجه تحديات كبيرة من أجل تحقيق حلمه وتطلعاته في الحياة الكريمة.

واستبقت دولة الإمارات تلك المشاريع والمبادرات بمشاريع إنسانية حيوية في مختلف المجالات ومختلف القطاعات في إطار حرص الإمارات على دعم اليمن وزراعة الأمل ونشر النور والفرح والبهجة في كل بيت يمني.

Exit mobile version