تزايد الخسائر مع استمرار استهداف الحوثيين للسفن وخيار التدخل البري في اليمن يلوح بالأفق
يمن الغد / تقرير – عبد الرب الفتاحي
يأخذ الوضع في اليمن طابع تصعيدي، حيث تؤدي كل عملية عسكرية للحوثيين في البحر الأحمر إلى شن غارات جوية، يقوم بها طيران الولايات المتحدة وبريطانيا على مواقع للحوثيين في اليمن، حيث صار هناك حرب أوسع تبرز في الأفق، فزيادة الهجمات الحوثية قد يؤدي لتدخل عسكري على الارض.
تصعيد مستمر:
تشن الولايات المتحدة وبريطانيا غارات على معسكرات للحوثيين من حين لآخر،حيث ترتفع نسبة زيادة الغارات مع وتيرة الهجمات الحوثية ،وتعقيدات مرور السفن عبر البحر الأحمر .
ويعزز هذا الوضع الذي تدهورت فيه واقع حركة السفن التجارية وزيادة تكاليف التأمين، إلى مخاوف أن تقود هذه التوترات إلى حرب أوسع في البحر الأحمر ،مما يدفع لدخول كل المنطقة في حرب قد تؤدي لتطورات خطيرة وكارثية على أمن المنطقة.
فيما يفسر الكثير من السياسيين والخبراء أن امريكا تركت المجال للعديد من مغامرات الحوثي، حتى تجد المبرر للدخول في حرب واسعة ،وحتى تظهر مدى ما يشكله الحوثي من خطر ،على واقع التجارة التي تعبر من خلالها أكثر البضائع والسلع والنفط ،وهذا ما يدفع العالم لمواجهة نشاط الحوثي بإعتباره يخلق الخسائر،بمصالح العالم الاقتصادية والسياسية.
تدخل عسكري محتمل:
من بين الخيارات الاميركية المحتملة، هو التدخل العسكري المباشر، والسيطرة على مناطق تمركز الحوثي على شاطئ الحديدة وميدي، وغيره من المناطق واحتلال الجزر اليمنية.
وفيما يكثف الحوثي من استهدافه للسفن والتجارة الدولية فإن امريكا وبريطانيا والعديد من الدول، صارت تدرك مخاطر بقاء الهجمات الحوثية في البحر الاحمر ، حيث خرجت مصر عن صمتها وكشف عن الاضرار والخسائر التي لحقت بقناة السويس جراء استمرار الحوثيين بتعطيل حركة السفن .
في تدخلت الصين للضغط على ايران لوضع حد لسلوك الحوثيين الذي ربما صار يهدد المنتجات الصينية ويزيد مت تكاليف وصولها وتأمينها لكن الحوثيين مازالوا مستمرين في مهاجمة السفن التجارية رغم أن الكثير من الدول صارت ممتعضة من النشاط الحوثي وتعتبر أنه من غير المعقول ترك الحوثيين يمارسون مثل هذه الهجمات إلى ما لانهاية.
فاروق عبد عثمان سياسي يمني تحدث ليمن الغد، عن التغيرات الدولية التي بدأت منزعجة من نشاط الحوثيين وهذا انعكس من سياسات الكثير من الدول التي تعارض ممارسات الحوثيين حيث أن ذلك خلق خسائر كبيرة لدى شركات النقل البحري وعملية نقل البضائع والسلع والتكليف الكبيرة مع تحول السفن من المرور عبر البحر الأحمر إلى رأس الرجاء الصالح.
تربط ايران مصالحها من خلال هجمات العديد من المليشيات التابعة لها ،سواء في اليمن والعراق ولبنان، حيث ان التحرك الجماعي لهذه المليشيات يأتي ضمن غرفة عمليات لفيلق القدس، الذي ينصب نشاطه في المنطقة العربية.
أزمات مفتعلة:
وتتحرك مليشيات الحوثي لتزيد من تعقيدات الوضع السياسي والإقتصادي في المنطقة ، فالاستهدافات الحوثية تتركز لإحداث تأثيرات واسعة وأزمات، والدفع بالوضع السياسي والاقتصادي ليأخذ حالة من التصعيد والمواجهة العسكرية الأوسع .
يفسر مروان رشيد التبعي وهو اكاديمي واقتصادي ، أن مليشيات الحوثيين من وراء هذه الهجمات، تريد شرعنة لوجودها وتريد ايضا خداع الكثير أن لديها قيم واخلاقيات وأن معركتها مع اليمنيين ومع الخارج تأتي لموقف هذه الجماعة من مواجهتها لاسرائيل .
وقال مروان لـ”يمن الغد”: لدى مليشيات الحوثيين خطة خطيرة ،وهو تفكيك واقع الجبهة العسكرية والسياسية التي تواجه مشروعها ،ولذلك تريد المليشيات وضع نفسها أمام اليمنيين أنها هي الوحيدة، من تقف أمام اسرائيل وهذا ما سيدفع الكثير للتعاطف معها في أي معركة “.