يمن الغد/ تقرير – خاص
التصعيد العسكري في البحر الأحمر تؤججه مليشيا الحوثي للاستفادة من استغلال ملف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بفلسطين الى أقصى مستوى في الوقت الذي بدأت تحركات دبلوماسية واتصالات سرية مع جماعة الحوثي التي تبرر هجماتها على السفن بالتضامن مع غزة وتشترط إيقاف العدوان الإسرائيلي مقابل الكف عن هجماتها.
الزخم الزائف:
وبدأت تحركات دبلوماسية بوساطة عمانية لإيجاد حل دبلوماسي لايقاف هجمات مليشيا الحوثي على السفن في الوقت الذي تتودد ايران للتقرب من المملكة العربية السعودية لتطبيع العلاقات المتوترة.
وفي السياق يشير المحلل السياسي محمود قويدر ليمن الغد الى انه كان بإمكان الولايات المتحدة الأمريكية الضغط على إسرائيل لايقاف عدوانها على غزة الفلسطينية بدلا من ترك الملف لاستغلال الجماعات التابعة لإيران في المنطقة.
وأفاد بأن الغارات الجوية التي تنفذها الطائرات الأميركية والبريطانية على مواقع الحوثيين في اليمن ستعمل على تقوية المليشيا الحوثية واكسابها زخما إعلاميا وحماهيريا، أكثر من نجاحها في ردعها.
ويشير الناشط السياسي مبروك الحميدي لدى حديثه ليمن الغد، إلى ان قيام المسؤولين العسكريين الإيرانيين بجولة في معرض الدفاع في الرياض بينما تنخرط الجماعات المسلحة بالوكالة في حرب على جبهات متعددة هو أمر مثير للاهتمام في حد ذاته.
الدور السلبي لطهران:
وكشف المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينغ عن جهود دبلوماسية حثيثة تجري للحد من نشاط الحوثيين في البحر الأحمر.
وقال أنه كلما استمرت أزمة البحر الأحمر زاد التهديد أمام جهود تحقيق الاستقرار باليمن.
وأكد ان إيران تساعد الحوثيين في تحديد أكثر الأهداف المربحة لمهاجمتها بالبحر الأحمر.
وقال ان هجمات الحوثيين على سفن الشحن في البحر الأحمر ليست مقبولة ولا مشروعة.
وأوضح ان عدد من االبلدان عبر العالم تأثرت بالهجمات التي يشنها الحوثيون في البحر الأحمر.
واكد ان الإيرانيين يلعبون دورا سلبيا في المنطقة من خلال تأجيج الصراع.
وقال ان ما يفعله الحوثيون يضر بالسلام في #اليمن وسوف يؤدي إلى المزيد من المعاناة.
واعتبر سلوك الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر لا يفيد الفلسطينيين بأي حال من الأحوال.
وفي الغضون قالت الخارجية الأمريكية في بيان لها ان المبعوث الأمريكي الخاص لليمن، تيم ليندركينغ سيسافر إلى منطقة الخليج هذا الأسبوع للاجتماع بالشركاء في المنطقة بهدف بحث الحاجة الملحة للتخفيف من التوتّرات الإقليميّة، بما في ذلك وضع حدّ لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر وتجديد التركيز على تحقيق السلام الدائم للشعب اليمني.
اتصالات غير مباشرة:
وكشفت مصادر دبلوماسية مطلعة عن اتصالات غير مباشرة أجرتها الولايات المتحدة مع جماعة الحوثي عبر الوسيط العماني لتقديم عرض أخير للأخيرة مقابل وقف التصعيد في البحر الأحمر .
ونقلت وسائل إعلامية عن المصادر أن ثمة معلومات موثوقة عن اتصالات غير مباشرة أجرتها الولايات المتحدة مع جماعة الحوثي عبر الوسيط العماني عرضت من خلاله واشنطن الغاء قرار تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية والذي صدر في 17 يناير المنصرم قبل اكتمال الفترة الزمنية المحددة بشهر لبدا سريانه مقابل خفض الميلشيا للتصعيد العسكري في البحر الأحمر والعودة الى مربع التهدئة لإتاحة الأجواء المواتية لاستكمال التوقيع على اتفاق تمديد الهدنة الإنسانية في اليمن .
وأشارت المصادر الى أن هناك مساع أمريكية طارئة تهدف الى محاولة انعاش مسار التسوية السياسية المتعثر في اليمن من خلال دفع الأطراف اليمنية للتوقيع على أتفاق تمديد الهدنة الإنسانية الذي تم تجميده بسبب تصاعد التطورات العسكرية في منطقة جنوب البحر الأحمر.
ولفتت الى أن الزيارة المرتقبة للمبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن “تيم ليندركينغ” إلى المنطقة المقررة الأسبوع الجاري تتزامن مع مؤشرات عن قرب التوصل لاتفاق هدنة لأربعة اشهر بين الحكومة الإسرائيلية والمقاومة الفلسطينية في غزة وهو ما دفع الخارجية الأمريكية الى إيفاد مبعوثها الخاص لليمن الى المنطقة بهدف اجراء مباحثات مع المسئولين في كل من السعودية والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا وفي وقت لاحق سلطنة عمان بهدف دفع اتفاق تمديد الهدنة الإنسانية وحث الأطراف اليمنية على التوقيع عليه الى جانب العمل مع ” الشركاء الإقليميين” للولايات المتحدة لخفض التصعيد في البحر الأحمر .
تحركات طارئة:
وأشارت المصادر الى أن التحركات الأمريكية الطارئة سواء من خلال بدأ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن جولة جديدة إلى منطقة الشرق الأوسط، تشمل كل من المملكة العربية السعودية، ومصر، وقطر أو الزيارة المرتقبة خلال الأسبوع الجاري للمبعوث الأمريكي الخاص لليمن تندرج ضمن مساعي أمريكية لخفض مظاهر التصعيد والتوتر التي بدأت تتصاعد في المنطقة بالتزامن مع ضغوط تمارسها واشنطن على الحكومة الإسرائيلية للقبول بهدنة إنسانية في قطاع غزة تستمر لمدة أربعة اشهر .
وقالت الخارجية الأمريكية في بيان لها ان المبعوث الأمريكي الخاص لليمن، تيم ليندركينغ سيسافر إلى منطقة الخليج هذا الأسبوع للاجتماع بالشركاء في المنطقة بهدف بحث الحاجة الملحة للتخفيف من التوتّرات الإقليميّة، بما في ذلك وضع حدّ لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر وتجديد التركيز على تحقيق السلام الدائم للشعب اليمني.