تزايد حالات الإصابة بداء “الليشمانيا” بشكل ملحوظ، في عدد من المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي (المصنّفة على قائمة الإرهاب)، وسط تحذيرات حديثة لمنظمات محلية ودولية من انتشار موجة جديدة من الأمراض المعدية.
وأفادت مصادر طبية، ورود سلسلة بلاغات جديدة منذ مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وحتى أواخر يناير/ كانون الثاني المنصرم، من قرى ريفية ونائية تتبع محافظات عدة، منها صنعاء وذمار وإبّ والحديدة وحجة والبيضاء والضالع، تفيد بظهور إصابات جديدة وحالات وفاة نتيجة الإصابة بالمرض.
و”الليشمانيا”، مرض طفيلي جلدي ومُعدٍ يصيب الجماعات الأشد فقراً في اليمن الذي يشهد أسوأ أزمة انسانية في العالم. أما ظهوره فيربط بأسباب عدة أبرزها سوء التغذية والظروف السكنية الرديئة وضعف الجهاز المناعي، وفقاً للأطباء.
وأرجعت المصادر الطبية أسباب تزايد حالات الإصابة بالمرض إلى استمرار تدهور القطاع الصحي ونهب مليشيا الحوثي الدعم المحلي والمساعدات المخصصة من جهات دولية للمركز الإقليمي في صنعاء، نتيجة تراجع خدماته بشكل كبير.
وكان المركز الإقليمي لمكافحة “الليشمانيا” يقدم كامل الخدمات لمعظم المحافظات اليمنية، بالشراكة مع الأكاديميات الأميركية والأوروبية والجمعية الدولية للأمراض الجلدية.
وتراجعت خدمات المركز بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، مقارنة بسنوات ما قبل الانقلاب الحوثي في سبتمبر/ أيلول 2014م، وهو ما يعتبره الأطباء وأسر المرضى أيضاً استهدافا ممنهجا للمواطنين.
وحملوا مليشيا الحوثي المدعومة إيرانياً، مسؤولية تزايد حالات الإصابة، وتفاقم الحالة الصحية بهذا الشكل لمئات المرضى.
في السياق، ذكرت منظمة الصحة العالمية، في تقرير حديث أنها رصدت نحو 15 ألف حالة إصابة بداء «الليشمانيا» الجلدي في اليمن خلال العام 2023، مشيرة إلى أن ضحاياه في تزايد إثر استمرار انتشاره.
وأفادت المنظمة بأن ضحايا الوباء من أشد المجموعات فقراً، ويرتبط بعدة أسباب أبرزها: سوء التغذية، والنزوح، والظروف السكنية الرديئة، وضعف الجهاز المناعي، ونقص الموارد المالية، وغيرها.
وشددت على أهمية تأسيس نظام ترصُّد أو تقويته من أجل تقييم اتجاهات هذه الأمراض، وإنشاء آلية تنسيق متعددة القطاعات، لا سيَّما في المناطق الموطونة بـ«الليشمانيات» الكبيرة.