أميركا وشماعة الإرهاب بعد تفكيك المجتمع اليمني وتنمية الفوضى

يمن الغد / تقرير – عبد الرب الفتاحي

تصنيف الحوثيين كجماعة ارهابية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، سيغلق أي عمل سياسي معها، وسيجعلها تحت المراقبة والإستهداف ، وسيؤدي إلى مضاعفة أزماتها الإقتصادية والمالية، كما أن ما ستفعله المليشيات لن يكون له أي أثر في الداخل والخارج ،وستتعرض اموال قيادات الحوثية في الداخل والخارج للتجميد والمراقبة .

أميركا وتشجيع الحوثيين:

التسهيلات الدولية والغربية ساعدت الحوثيين في الانقلاب على الدولة اليمنية في عام 2015، وخلخلة البنية السياسية والإجتماعية، مما شجع الحوثيين في البداية للتوسع ،وشن الحروب على اليمنيين وارتكاب الجرائم.
أخذ الحوثيون خلال الحروب التي قاموا بها على اليمنيين، يرددون احاديثهم أنهم يحاربون الارهاب ،وهذا ما أردته الولايات المتحدة والغرب في صناعة الحوثيين من البداية، واعطاء الضوء الاخضر لهم في تشكيل مليشياتهم.
ظلت الولايات المتحدة تتساهل مع الحوثيين خلال سنوات الحرب، حيث اعاقوا أي سياسات اقتصادية وحاولوا دعم وجودهم ، وضغطت الولايات المتحدة والغرب في اتخاذ مواقف سياسية لوضع الحوثيين كطرف سياسي وحمايتهم .
كما فرضت الولايات والغرب طرق شتى لوضع الحوثيين في موقع القوة، ليتمكنوا من استخدامه في تحقيق سياسات مذهبية، واعادة رسم واقع المنطقة، لإحداث حالة من الفوضى والتفكك وتدمير الدولة ،وتوسيع الاضطرابات السياسية والاقتصادية والعسكرية.
ينظر سفيان عبد الواسع سياسي يمني انخراط الغرب وأميركا في ترتيب وجود مليشيا الحوثيين ،منذ سقوط الدولة اليمنية فقد قام الغرب، بدور تفكيك المجتمع اليمني دون أن يمسوا مصالح الحوثيين.
وقال سفيان ليمن الغد: ” تصنيف امريكا للحوثيين ليس تصنيف جديا ،بقدر ما يحمل التصنيف العديد من الثغرات التي تعتبر خيار محدود، حيث أن مثل هذا القرار يمثل نوعا من الردع لكنه ليس في جوهره، قرار استراتيجي للقضاء على موارد الحوثي وامكانياته ووجوده.

معايير مزدوجة:

خلال سنوات سيطرة مليشيا الحوثي وقعت العديد من الجرائم في اليمن، وأرتكبت المليشيا تدمير منظم لواقع اليمنيين، واستمر الحوثيون في استهداف المدنيين والمدن وقطع الطرقات ، بل تعدت تجاوزات الحوثي لاستخدام كل سياسات العنف والارهاب السياسي والعسكري والإقتصادي والاعدامات والقنص ، إلى جانب السياسات التي وضعتها المليشيا والتي زادت من نسبة الفقر وانهيار واقع السكان وتردي التعليم .
ظلت امريكا والغرب ينظرون لما يمارسه الحوثيون ،على اعتبار أنها إجراءات روتينية ولم تصل لمستوى الجرائم، هذا الأمر ظلت امريكا والغرب ملتزمة به مع تغطية واسعة لممارسات وجرائم الحوثي ، بل أن امريكا والغرب تدخلوا لحماية أنشطة الحوثيين وحققوا له العديد من المطالب وظل الغرب ينظر لما يقوم به الحوثي من تجاوزات كونه لا يرقى إلى جرائم حرب .
اختلف الامر عندما قام الحوثيين بمهاجمة السفن التجارية في البحر الأحمر، حيث عملت امريكا والغرب في اتخاذ كل الاجراءات لايقاف الهجمات الحوثية، ووصلت امريكا لتقديم الكثير من الحوافز في محاولة لايقاف ما يقوم به الحوثيين ،وبعد أن عجزت أمريكا بدأت بإتخاذ اجراءات عسكرية محدودة وقد تتطور إلى تدخل مباشر.

تنمية قوة الفوضى:

يصف مروان عبد الحكيم حقوقي يمني الدور الغربي، بإنه يخضع لمصالح معينة كما أنه يخضع لتخطيط استراتيجي ،لصناعة المليشيات المدمرة للدول والتي تعمل على تحقيق مصالحها، وهذا ما ترك امريكا تعمل طوال السنوات السابقة لحماية الحوثيين .
ويقول مرون لـ”يمن الغد”: الامريكيون شجعوا الحوثيين للانقلاب على الدولة اليمنية وتدمير المؤسسات وتفكيك اليمن واستنزافها وهم من ظلوا يدافعون عنهم لمجرد أن الحوثيين قوة فوضوية ولها مشروع تدمير”.

Exit mobile version