يمن الغد / تقرير – عبد الرب الفتاحي
يتحدث رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، كثيرا عن مواجهة مليشيا الاتقلاب الحوثي، ويحث على الاعتماد عليه في تنفيذ هذه المهمة بعد القرصنة الحوثية التي تكال السفن التجارية في البحر الأحمر ، لكن ربما لدى الدول الغربية وااولايات المتحدة الأميركية نوعا من التحفظ وعدم الثقة بما يحاول رئيس المجلس الرئاسي القيام به ، إذ ترى اميريكا أن المجلس الرئاسي سلطة غير موجودة ،ودوره ضعيف ومفكك من الداخل وأنه سلطته شكلية وليس له السيطرة الكاملة على الجيش.
سلطة شكلية:
يفسر وجدي محمد المصعبي سياسي يمني سبب التعقيدات في الاعتماد على المجلس الرئاسي من قبل اميريكا والدول الغربية، لكونه لا يتمتع بتأييد كبير بين اليمنيين كما أن سيطرة المجلس الرئاسي على القرار السياسي والعسكري والإقتصادي وقوة وجوده شبه منعدمة.
وقال المصعبي لـ”يمن الغد”: خلال السنوات السابقة ظلت لدى امريكا والدول الغربية، تحفظات على إدارة السلطة في المناطق التي لا يسيطر عليها الحوثيين ، ففشل الحلول وتكوين سلطة قوي وعدم وجود مؤسسة عسكرية مهنية، وسيطرة العديد من الجماعات على الجيش والقادة والألوية ،عمق تفكك قرار السلطة سواء في فترة سلطة الرئيس عبد ربه منصور هادي ،وكذلك أثناء تولي المجلس الرئاسة على واقع السلطة.
غباب القرار السيادي:
فائز عبد عثمان سياسي يمني لدى حديثه ليمن الغد، قال أن لدى الغرب واميركا إدراك كامل حول غياب القرار العسكري والسياسي والاقتصادي لليمنيين ، وأن السلطة التي يمثلها المجلس الرئاسي ليست مالكة لقرار السيادي ، وهذا خلق نوع من السلطة التي لا تتمتع بتأييد حقيقي ،بل أن سياسات المجلس الرئاسي طوال السنوات السابقة لم تؤدي لتمكنه في ايجاد الحلول وتوحيد المؤسسات .
تريد أمريكا والغرب سلطة فعلية في المناطق التي لاتخضع للحوثي ،وأن يكون هناك توجد لهذا السلطة في الداخل اليمني ،ففي السنوات السابقة لم يكن هناك مواجهة ضد الحوثيين ،وظل القرار السياسي والعسكري يخضع لخيارات العديد من الأطراف في الداخل والخارج.
تقاسم المناصب السياسية وعدم تشكل جيش حقيقي، واختراقه من اطراف متعددة والتمويل ، وهذا اعاق المعارك الذي دارت في السنوات السابقة وسيطر الحوثيين على مناطق كثيرة وفرضوا وجودهم .
يقول فائز ” امريكا تريد طرف قوي لمواجهة الحوثيين ، فمع تجارب الحروب السابقة فقد كانت هذه الحرب جزء من صراع كل طرف ،لتنفيذ مشاريعه السياسية وتأثير هذه الأجندة في فشل المعركة ،وتحولت الحرب اليمنية لتكون مظهر من الاستنزاف والتجارة وعدم وجود مهنية في المناصب السياسية والعسكرية.
استراتيجية عسكرية وسياسية:
يبدو أن التدخل العسكري ضد الحوثي وبدعم امريكي ،ومن خلال الاستراتيجية الجديدة التي قد تعلن عنها امريكا ،هو في الاعتماد على سلطة فعلية مع ايجاد تغيرات عسكرية، وضمان عدم القيام بحروب شكلية وخضوع الحرب لخيارات اطراف سياسية وخارجية .
مصطفى هشام الجبري خبير عسكري تناول أثناء حديثه مع محرر “يمن الغد”، الخيارات التي قد تطور بعد قيام امريكا بقرارات تصعيدية ،وتدخلها فعليا في الواقع اليمني عسكريا من خلال الغارات الجوية .
وينظر مصطفى أن هناك دور عسكري امريكي واقليمي ، في محاولة لإضعاف الحوثي والذي صار نشاطه العسكري والسياسي يقوم بناء على أجندة ايران وفرض وجودها لتحقيق العديد من خياراتها لزعزعة واقع المنطقة .
وقال مصطفى ” هناك استراتيجية عسكرية وسياسية واقتصادية اخذت تحددها أمريكا ،فمنذ وجود الحوثيين عملت امريكا على ضمان ابقاء الحوثي ضمن اجندة زيادة تأثيره ،لتحقيق مساعيها في زيادة نسبة الفوضى وادخال المنطقة والخليج في حالة ضعف واستنزاف ،لكن الحوثي ذهبوا للقيام بنشاطهم ضمن المخطط الايراني الذي يهدف للسيطرة على باب المندب، وتهديد مصالح العالم السياسية والإقتصادية”.