الحوثي يرفض فتح الطرقات بذريعة أنّ مبادرة الشرعية بفتح بعضها من طرف واحد لا تحل المشكلة من جذورها، مُعززاً رفضه لها بمخاوف عسكرية منها أنّ طريق (مأرب الفرضة صنعاء) التي أعلن سلطان العرادة أمس عن فتحها أُختيرت بسوء نية يراد منها استعادة فرضة نهم.
وقفز للمطالبة بفتح كافة الطرقات والمعابر دون استثناء سواء في مأرب وتعز والضالع أو غيرها مع تشكيل لجان للتنفيذ، وإقرار ضمانات ملزمة بعدم التعرض للمسافرين والعابرين بأي سوء.
وفي تصوري أنّ مبادرته هذه جيدة، وأفلح إن صدق في تنفيذها كما هي بدون وضع عراقيل جديدة.
فالتجارب السابقة أثبتت أنّ تجزئة الحلول مع الحوثي بمثابة “مسمار جحا” يكسب به المزيد من الوقت والكثير من المتعاطفين لفرض واقع جديد.
فهل ستجروء قيادة الشرعية للتعامل معها بإيجابية؟
مأرب وباب المندب ركنان أساسيان في استراتيجية إيران للسيطرة على المنطقة.
مأرب.. بحسب المعتقد الإمامي الإثني عشري الذي فحواه أنّ السيطرة الكاملة عليها فاتحة للزحف نحو الأماكن المقدسة ومقدمة لخروج الإمام المهدي وظهوره من غيبته.
والمندب.. بوابة لاستقرار أو تهديد الملاحة الدولية تأمل من خلاله فرض واقع يخدم مصالحها في بناء تحالفات تعيد لها مجدها الفارسي القديم.
لذلك، استمات الحوثي خلال السنين الماضية للسيطرة على مأرب وضحى بعشرات الآلاف من مقاتليه دون جدوى.
ويرفض فك حصاره عن تعز رغم توقيعه على الانسحاب منها وفتح الطرق والمعابر في اتفاقية ستوكهولم.
ورغم خسائره الفادحة لا يزال متشبثاً بأطرافها الجبلية المطلة على خليج عدن وباب المندب طامحاً في العودة لاحتلالهما مجدداً، وصارت تهدد بذلك بعض قياداته بكل عجرفة وغرور منتشين بتضخيم الإعلام لصواريخهم ومعاركهم على السفن.
كما يرفض بحجة واهية الاستجابة لمبادرة فتح طريق الفرضة نحو مأرب.. واذا صدق في مزعومه حول قبوله بفتح كافة الطرقات سيؤكد جديته، ومن خلفه سيؤكد صدق إيران في اتفاقها مع الأشقاء في المملكة.
أمّا قولهم وأمنياتهم في السيطرة على مأرب وباب المندب مثله مثل “عشم ابليس في الجنة”.
*من صفحة الكاتب على إكس