الحوثيون وحصار مدينة تعز

أغلقت قوات الحوثيين الطرق الرئيسية من تعز وإليها منذ 2015 ما يقيّد بشدة حرية تنقّل المدنيين ويعيق تدفق السلع الأساسية والأدوية ووصول المساعدات الإنسانية إلى سكان المدينة.


الأمم المتحدة تتجنب الخوض مع الحوثيين في ملف رفع الحصار عن مدينة تعز وفتح المعابر المغلقة، معتبرة أن هذه القضية ستشتت الانتباه والجهود في سعيهم لتحقيق سلام في اليمن.


أكدت مجموعة الأزمات الدولية على ضرورة إبقاء مسألة فتح الطرق المغلقة بمدينة تعز المحاصرة كأولوية من أجل ضمان نجاح الهدنة في اليمن والتي تسعى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى تجديدها وتوسيعها.


طرحت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا مقترحًا لفتح 5 طرق في محافظة تعز جنوب غربي البلاد ظلت مغلقة منذ نحو 8 سنوات مع استمرار جهود شعبية للوصول لاتفاق ينهي معاناة سكان المحافظة المحاصرة.


أكدت اللجنة التفاوض الحكومية لفتح الطرقات استعدادها لبحث آليات التنسيق لاستقبال المواطنين القادمين للمدينة أو المغادرين منها وتشكيل لجان مشتركة مع ميلشيا الحوثي لحل أي إشكالات في حال تم فتح الطرق.


ترتبط المدن الكبيرة في اليمن بشبكة واسعة من الطرق الممهدة وكذلك في المناطق الريفية حيث تم رصف 5500 كم من الطرق خلال السنوات العشرين الماضية لكن كل ذلك تلاشى منذ الانقلاب.


لقد كان للانقلاب الحوثي الأثر السلبي الكبير على الشعب واقتصاد اليمن بحيث جعلت الاتصالات والتنقلات بين مراكز المحافظات أكثر صعوبة وأغلى ثمنا مما قلل من التجارة الداخلية والخارجية.


ينحصر موقف الحوثيين في اللقاءات الأممية في كيفية الحصول على أقصى فائدة ممكنة دون الالتزام بأي تعهدات أو تقديم أي تنازلات مقابلة، لذلك لا يزالون مستمرين في إغلاق الطرقات الرئيسية.


الهدنة الحالية حققت للحوثيين معظم مطالبهم الرئيسية التي تمثلت في إعادة فتح مطار صنعاء وزيادة شحنات الوقود الداخلة لميناء الحديدة بينما المطلب الوحيد للحكومة اليمنية المعترف بها وهو إعادة فتح طرق تعز لم يتحقق حتى الآن.


شكك تقرير لمجموعة الأزمات الدولية في اهتمام الحوثيين بإيجاد حل وسط بشأن ملف فتح الطرق في تعز حيث إنهم يميلون لتقليل وقت الهدنة أكثر من محاولة إيجاد حل وسط بخصوص هذه المسألة.


يختلف الطلب على النقل من مكان إلى آخر داخل اليمن حيث يزداد بشكل كبير في الشمال الغربي المكتظ بالسكان والمناطق الجبلية مما جعل ميليشيا الحوثي تتعمد قطع الطرقات في المحافظات بشكل غير إنساني.


ضعف السيطرة على حمولة المركبات التي تسير في الطرق الوعرة جراء إغلاق الحوثي للطرق الرئيسية أسهم في رفع الخسائر المادية والبشرية للمواطنين.


يعتمد الشعب اليمني على النقل البري بشكل متزايد من أجل الوصول إلى الخدمات العامة والأسواق العامة وكذلك ضمن وصول واردات الطعام إلى المناطق النائية لكن قطع الطرقات من قبل الحوثي زاد من صعوبة الحياة عليهم.


يعيش أكثر من 70% من سكان اليمن في قرى ريفية تنتشر في أنحاء مختلفة يحتاج معظمها إلى طرق وتضم أكثر السكان فقراً كما أن النقل من المتطلبات الأساسية للتجارة والتي تعد أساسا للحياة الاقتصادية التي اعاقها الانقلاب المشئوم.
*من صفحة الكاتب على إكس

Exit mobile version