قال عضو مجلس القيادة الرئاسي- رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح، إن أزمة البحر الأحمر لن تنتهي بانتهاء الحرب في غزة؛ لأنها مخططة بشكل مستقل ومسبق من قبل إيران، مستعرضا الخطر الكبير الذي تشكله سفينة روبيمار، التي باتت على وشك الغرق وتلويث البيئة البحرية.
طارق صالح في حوار مع المعهد الملكي للشؤون الدولية “تشاتام هاوس”، أكد أن الحل الأمثل لما يجري في البحر الأحمر يتمثل في دعم الحكومة لتفرض سيطرتها على التراب اليمني كاملًا، خاصة وأن المجتمع الدولي أصبح يدرك خطر المليشيا الحوثية بشكل واضح بعد أن مست مصالحه مباشرة.
وجدد طارق صالح الإشارة إلى أن الحاصل في البحر الأحمر حاليًا ناتج عن وقوف المجتمع الدولي أمام تحرير الحديدة، وصناعة اتفاق ستوكهولم الذي يدفع ثمنه اليوم اليمن والعالم، مؤكدا أن هذا الاتفاق جعل مليشيا الحوثي تحوّل باب المندب إلى ميدان حرب خدمة لأجندة إيرانية.
ونفى طارق صالح مشاركة الحكومة في تحالف حارس الازدهار، وقال “نتواجد على جزرنا ومياهنا الإقليمية ونؤمّنها وقادرون على حمايتها”.
وأوضح أن ما يحدث في البحر الأحمر مخطط إيراني ليس له صِلة بالعدوان الإسرائيلي على غزة، وأن “كمية الصواريخ المستخدمة في الهجوم على السفن التجارية تثبت أن الإعداد لهذا السيناريو تم من قِبل الحرس الثوري، وقد تم التحضير مسبقًا لتنفيذ هذا المخطط”.
وأشار إلى أن اليمنيين ملتزمون -بالفطرة- بالانتماء للقضية الفلسطينية، التي تستخدمها مليشيا الحوثي وأدوات إيران في المنطقة شماعة لتنفذ أجندة إيران، التي “تريد اختطاف القضية الفلسطينية من العرب”.
وأكد أن الغرض الأساسي من إنشاء إيران للكيان الحوثي ليس تدمير اليمن فحسب؛ إنما أيضًا السيطرة على باب المندب.. مبيّنًا أن من يدير غرف عمليات مليشيا الحوثي هو الحرس الثوري الإيراني.
وفيما يخص مفاوضات السلام، أوضح أن المفاوضات التي أجرتها المملكة العربية السعودية مع مليشيا الحوثي نتج عنها تفاهمات لخارطة طريق من ثلاث مراحل عُرضت على مجلس القيادة الرئاسي، وتم الأخذ بعين الاعتبار اقتراحات مجلس القيادة في هذا الصدد.
كما أكد أن المكتب السياسي ليس بديلًا لحزب المؤتمر؛ إنما مكون وطني شُكِّل ليكون إضافة وطنية وحاملًا سياسيًا فاعلًا في هذه الظروف.. لافتًا إلى أن علاقة المقاومة الوطنية وطيدة بكل القوى التي تناهض المشروع الحوثي من كل التيارات والانتماءات.
وأشاد بمواقف الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات في مساندة اليمن في كل الظروف، مستعرضًا التحسن الأمني في المناطق المحررة والأعباء التي تواجه الحكومة بسبب توقف تصدير النفط.