يمن الغد / تقرير – خاص
استقبلت نساء اليمن، اليوم العالمي للمرأة، الذي يصادف الثامن من مارس من كل عام، في ظل تراجع دور المرأة فى البلاد وتعرض النساء لانتهاكات شتى سيما في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي.
بيئة غير ملائمة:
ووفق الناشطة جميلة الخيلي فان نساء اليمن أثبتن حضورهن الفاعل في مختلف المراحل بما في ذلك
وقالت الخيلي في سياق حديثها لـ”يمن الغد”: تقاوم اليمنيات ظروف الحرب القاهرة، وحماية هوية اليمن، ونسيجه الاجتماعي، ومستقبل أجياله المتعاقبة رغم البيئة غير الملائمة وما يتعرضن له من انتهاكات وتضييق للحريات.
وبالمناسبة، أكدت الأمم المتحدة دعمها الحكومة ممثلةً باللجنة الوطنية، والوزارات، ومنظمات المجتمع المدني، واتحاد نساء اليمن، ورابطة أمهات المختطفين ودور النساء في بناء السلام بما يُسهم في زيادة مشاركة وحضور المرأة اليمنية في جميع المبادرات والمشاورات لإحلال السلام في اليمن.
كما تعهد رئيس مجلس القيادة الدكتور رشاد العليمي بهذه المناسبة، لنساء اليمن، بأن مجلس القيادة الرئاسي والحكومة، والسلطات المحلية، العمل من أجل: تحسين الظروف المعيشية للأسرة اليمنية، و تمكين المرأة من حقوقها الأصيلة، ومشاركتها البناءة في صنع القرار واستعادة مؤسسات الدولة، والسلام والتنمية.
وكان الرئيس العليمي قد أصدر في سبتمبر الماضي، قرارا بتعيين 8 نساء يمنيات كأعضاء في المحكمة العليا في خطوة نوعية وغير مسبوقة حظيت بإشادة واسعة محليا ودوليا.
الناشطة اليمنية والمدافعة عن حقوق المرأة أشجان شريح في حديث لها عن دور المرأة في إحلال السلام في اليمن، قالت: “دور المرأة في إحلال السلام في اليمن مهم ومحوري ليس لكونها المتضرر الأكبر من الحرب وآثاره بل لأن المرأة تشكل الجزء الآخر من التكوين المجتمعي ويفترض مشاركة المرأة في كل مراحل بناء السلام وفي جميع المستويات.
وتدعو منظمة سيفرورلد المجتمع الدولي والجهات المانحة إلى تقديم الدعم المباشر للمجتمع المدني اليمني بما في ذلك المنظمات النسائية لبناء الجسر بين بناء السلام على المستوى المحلي والتغيير السياسي الرسمي.
وطالبت من المجتمع الدولي ممارسة المزيد من الضغط على جميع الأطراف في اليمن نحو مشاركة المرأة من جهة وتقديم الدعم المباشر للنساء من أجل تمكينهن وتأهيلهن لمساعدتهن في تحقيق مشاركة فعالة في تحقيق السلام في اليمن.
دور نسوي أكثر رسوخا:
وبالمناسبة، نظمت اللجنة الوطنية للمرأة ممثلةً بالدكتورة شفيقة سعيد، احتفالية تحت شعار(الاستثمار في النساء لتسريع التقدم والتنمية)، وذلك في العاصمة المؤقتة عدن، برعاية كريمة من رئيس الوزراء، وزير الخارجية وشؤون المغتربين، رئيس المجلس الأعلى للمرأة، الدكتور أحمد عوض بن مبارك، وبالشراكة مع هيئات الأمم المتحدة في اليمن.
وفي مستهل الاحتفالية التي حضرها وزير الشؤون الاجتماعية والعمل، الدكتور محمد سعيد الزعوري، ومعالي وزير الشباب والرياضة، نايف صالح البكري، ألقى رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين، الدكتور أحمد عوض بن مبارك، كلمة نقل خلالها تحايا رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي.
وحيّا رئيس مجلس الوزراء، المرأة اليمنية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي يُصادف الثامن من مارس من كل عام، مشيدًا بمسيرة نضالها، ومبادرتها لتقديم التضحيات الجسيمة من أجل حاضر ومستقبل الوطن رغُم الظروف الصعبة التي تُمر بها البلاد.
وثمن رئيس مجلس الوزراء، الدور الفاعل والمؤثر الذي تلعبه المرأة اليمنية في مختلف الأصعدة والمجالات، وعلى وجه الخصوص في بناء السلام باليمن من خلال مشاركاتها المتعددة على الصعيدين المحلي والعالمي، فضلًا عن حماية حياتها وحقوقها أثناء النزاعات المسلحة.
وعبر الدكتور بن مبارك عن تفهم وإدراك الحكومة للمعاناة التي تتحملها المرأة اليمنية في ظل الظروف الراهنة، والثمن المضاعف الذي تدفعه نساء اليمن في الوضع الراهن نتيجةً للحرب التي تشنها المليشيات الحوثية.. مؤكداً حرص الحكومة على تأسيس دور أكثر قوة ورسوخًا للمرأة اليمنية، والالتزام بمساندة قضاياها على المستوى التشريعي والسياسي والاجتماعي، إيمانًا بأهمية دورها الجوهري.
ووجه الدكتور بن مبارك التحية لأمهات الشهداء والجرحى والأسرى والنساء النازحات اللواتي مازلن في الخيام من النازحات لدورهن النضالي الكبير.. مجددًا التزام الحكومة بإزالة جميع العوائق التي تحول دون مشاركة النساء في صناعة القرار.. مشددًا على الاهتمام بتنمية المرأة ليس فقط في المُدن الرئيسة بل في كافة المحافظات بما يسهم في بناء الوطن وتنميته.
تغييب وتهميش:
رئيس اللجنة الوطنية للمرأة، الدكتورة شفيقة سعيد، أكدت أن اللجنة الوطنية للمرأة تُدرك أن أمامها طريق شاق، وصعب يحتاج إلى عزيمة وإيمان وصبر وتضحية، مردفة: فيجب أن ننظر بعينين معًا لنرى أهدافنا بوضوح، ولنخطو بالقدمين معاً لنصل إلى أهدافنا بسرعة ودون عناء.
ونوهت إلى أن اليوم العالمي للمرأة، الثامن من مارس 2024م يحتفل به العالم في كل بقاع الأرض للتذكير بأدوار المرأة النضالية عبر تاريخها الطويل، وبحقها في الوجود واستحقاقها في البناء والتنمية.
وأشارت إلى أن المرأة اليمنية تشعر بأن ما حققته من نجاحات في المرحلة السابقة لا يرقى إلى مستوى التضحيات التي قدمتها طوال مختلف مراحل النضال الوطني وأنها مغيبة ومهمشة في أدوارها وفي مواقعها.
وأردفت قائلة: “إننا اليوم لا نطالب تمكينًا بل نطالب حقاً تقتضيه طبيعة المرحلة التي نعيشها، وتعززها طموحات المرأة اليمنية، وإمكاناتها العلمية والمهنية والتي تستدعي تضافر الجهود والوقوف صفاً واحداً من أجل البناء والتنمية”.
وأوضحت أن اللجنة الوطنية للمرأة على ثقة بأن المرحلة الجديدة تحت قيادة دولة رئيس الوزراء بن مبارك ستكون مرحلة تتعزز فيه الأدوار، والمسؤوليات والمهام المناطة بالمرأة اليمنية في كل مواقع صنع القرار
وعبرت في ختام كلمتها عن جزيل شكرها وتقديرها لدولة رئيس الوزراء الدكتور أحمد عوض بن مبارك، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة ممثلةً ب دينا زوريا، وصندوق الأمم المتحدة للسكان ممثلًا بالأخت انشراح أحمد، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ممثلًا بزينا علي أحمد، والمفوضية السامية لحقوق الإنسان ممثلًا بالأخ رينو ديتال، على اهتمامهم ورعايتهم لهذا الحفل التكريمي للنساء اليمنيات الرائدات في مختلف مراحل النضال الوطني.
هن الضحايا والمكلومات:
إلى ذلك ألقى المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن السيد جوليان هارنيس كلمة قال في مستهلها إن “النساء هن الضحايا، وهن المكلومات واللواتي يرعين العائلات الناجية”.. داعيًا على توسيع عملية مشاركة النساء في السلام والاستثمار في قدراتهن وخبراتهن.. مشيرًا إلى أن الصراعات زادت بشكلٍ كبير من تهميش المرأة، ولابد من العمل على انصافها ورد الاعتبار لها كونها عنصرًا أساسيًا في المجتمع.
وشدد السيد جوليان هارنيس على مكافحة خطاب الكراهية ضد النساء والناشطات، وتقييد حرية المرأة في اليمن.. مؤكدًا دعم الأمم المتحدة للحكومة ممثلةً باللجنة الوطنية، والوزارات، ومنظمات المجتمع المدني، واتحاد نساء اليمن، ورابطة أمهات المختطفين ودور النساء في بناء السلام بما يُسهم في زيادة مشاركة وحضور المرأة اليمنية في جميع المبادرات والمشاورات لإحلال السلام في اليمن.
ومن جهته ألقى مسؤول برامج هيئة الأمم المتحدة للمرأة في اليمن، شكيب الخياط كلمة نيابةً عن السيدة دينا زوربا ممثل هيئة الأمم المتحدة للمرأة في اليمن، أكد فيها أن اليوم الثامن من مارس يعد فرصة لنحيي جهود المرأة اليمنية في مختلف المجالات، ونفخر بالنساء في الريف والحضر، ونشيد بجهودهن وعملهن الدؤوب من أجل البلد واستقراره وسلامته وتنميته.
وأشار الخياط إلى أن العمل مع النساء في اليمن يتطلب شراكة حقيقية بين مختلف الجهات المعنية؛ دولية وحكومية ومدنية ومحلية، حتى لا يتوقف العمل النسوي عند ملف الإغاثة والأعمال الإنسانية على أهميته.
وبّين الخياط أنه من المهم أن يكون حضور النساء أكثر فاعلية في العملية السياسية وصناعة السلام، إضافةً إلى استثمار خبراتهن وجهودهن في القيادة والإدارة بما يتيح لهن خدمة البلد وشريحة واسعة من الناس.
وفي ختام الفعالية التي حظيت بحضور عددًا من المسؤولين الحكوميين، والشخصيات ذات العلاقة ومسؤولين عن المنظمات الدولية ووكالات الٲمم المتحدة العاملة باليمن ، كرمت اللجنة الوطنية للمرأة كوكبة من النساء الملهمات والرائدات منهن، و رضية شمشير، و خديجة قاسم، والأستاذة خولة شرف، والكاتبة سعاد العلس، والدكتورة ٲنيسة عبود، والبروفسور سعاد يافعي، والقاضية نورا ضيف الله، والدكتورة نوال جواد سالم، والدكتورة أنهار فيصل، والقاضية منال دومان، والعميد علياء صالح، و الدكتور سهير أحمد، وكابتن طيار روزا مصطفى عبدالخالق، والفنانة القديرة أمل كعدل ، وذلك تقديرًا لمسيرتهن الحافلة بالعطاء والملهمة للأجيال.