طالبت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا الأمم المتحدة بإعادة آلية التحقق والتفتيش على السفن القادمة إلى ميناء الحديدة والموانئ التي يسيطر عليها الحوثيون، وذلك لمنع إمدادات الأسلحة الإيرانية لذراعها في اليمن.
ونقلت وسائل إعلام بريطانية وأمريكية أن هذه المطالبات تمت في جلسة مجلس الأمن الدولي الخميس، والتي قدم فيها المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس جروندبرج، إحاطته الشهرية إلى المجلس، وبالتزامن مع إصابة سفينة شحن تجاري في خليج عدن بصاروخ أطلقته مليشيا الحوثي.
وأفادت التقارير أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة دعتا مفتشية الملاحة البحرية التابعة للأمم المتحدة إلى بذل المزيد من الجهود لمنع وصول الصواريخ الإيرانية إلى الموانئ التي يسيطر عليها الحوثيون في الساحل الغربي لليمن.
وتشير التقارير الغربية إلى تفاقم الانقسامات الدبلوماسية في مجلس الأمن حول كيفية التعامل مع هجمات الحوثيين، حيث أصر المبعوثان الصيني والروسي على إدانة الرد الأمريكي والبريطاني عسكريا على مليشيا الحوثي.
ودعا روبرت وود، المبعوث الأمريكي بمجلس الأمن في نيويورك، إلى تمكين آلية التحقق والتفتيش التابعة للأمم المتحدة (Unvim) من بذل المزيد من الجهد لمعالجة توريد الأسلحة الإيرانية إلى موانئ الحوثيين.
وتم إنشاء نظام التحقق والتفتيش الأممي في عام 2016 إلى نطاق واسع لتلبية مطالب المملكة العربية السعودية آنذاك بمنع تهريب الأسلحة إلى الحوثيين تحت غطاء الإمدادات الإنسانية المتجهة إلى اليمن.
وردّد جيمس كاريوكي، نائب سفير المملكة المتحدة بمجلس الأمن، المطالب الأمريكية قائلاً: “إن تفتيش السفن أمر أساسي لمنع دخول الأسلحة غير المشروعة إلى المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون مع الحفاظ على تدفق البضائع إلى اليمن. يأتي ما يقرب من 90% من جميع المواد الغذائية في اليمن من خلال الواردات التجارية، لذا فإن الحفاظ على سلامة هذه الموانئ أمر حيوي”، لكن “التقارير التي تفيد بأن السفن الإيرانية تتحايل على عمليات التفتيش هذه مثيرة للقلق للغاية… يجب على جميع السفن التي تدخل الحديدة الامتثال وإبلاغ آلية التحقق والتفتيش الأممية”.
وجدد المسؤول البريطاني التزام بلاده بدعم آلية التحقق والتفتيش الأممية، بحيث يكون لديها القدرة والتمويل اللازمين لضمان حصول اليمنيين على السلع الأساسية مع الحد من تهريب الأسلحة غير المشروعة إلى المليشيا الحوثية.
كما أشارت التقارير إلى اعتراف هانز جروندبرج، المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، بأن هجمات الحوثيين تزعزع فرص السلام في اليمن. وقال: “كلما استمرت البيئة التصعيدية، أصبح مجال الوساطة في اليمن أكثر صعوبة”، مبديا مخاوفه من أن “تغير أطراف النزاع في اليمن الحسابات وتغير أجندات المفاوضات الخاصة بهم. وفي أسوأ السيناريوهات، يمكن للأطراف أن تقرر الانخراط في مغامرة عسكرية محفوفة بالمخاطر تدفع اليمن مرة أخرى إلى دورة جديدة من الحرب”.
وقال فارع المسلمي، الخبير بمعهد تشاتام هاوس في شؤون اليمن: “لقد اكتشف الحوثيون أن بإمكانهم لي ذراع العالم بثمن رخيص للغاية”، متوقعا أن هجمات المليشيا الحوثية “لن تتوقف حتى يكون هناك وقف لإطلاق النار في غزة، مما يؤدي إلى تهدئة إقليمية أوسع نطاقا”.
وتفيد تقارير الصحف الغربية أن جيبوتي في الوقت الذي تسمح لقوات دول الغرب باستخدام أراضيها كقاعدة لشن غارات على مواقع المليشيا الحوثية، فهي تساعد أيضًا سفن التجسس الإيرانية التي ترغب في البقاء في مياه جيبوتي أو حتى استخدام الميناء البحري الصيني هناك.