كيف أوقف العبث الحوثي إنتاج مصنع عمران للإسمنت؟

يمن الغد / تقرير _ عبد الرب الفتاحي

انهار مصنع عمران لإنتاج الإسمنت وتوقفت عملية الإنتاج إثر تعرض موارده وأصوله للعبث من قبل مليشيات الحوثي، بعد أن وضعت جماعة الحوثي إمكانية المصنع وانتاجه تحت سيطرتها وتحويله ليكون ضمن ملكية الجماعة، ما أفقده موارده الخاصة بالإنتاج، وفرضت المليشيات اجراءات لنهب الأموال واهدارها لمصالح المليشيات.

مديونية:

فاقمت أزمة غياب إدارة لمصنع عمران لتصنيع الأسمنت لتزيد من الانهيار الذي وصل إليه، و بعد سنوات من نهب إمكانية المصنع صار هناك عجز دون تحقيق أية ارباح أو فوائد ،وتحول المصنع لممول لكل أنشطة الجماعة السياسية والعسكرية ، فيما اصبحت أموال انتاجه لقيادات الحوثيين، التي تقوم بتقاسمها وتحويلها ضمن مخصصاتها وامتيازاتها خاصة.
أصبح مصنع عمران مع سطوة مليشيات الحوثي لسنوات يعاني من مديونية متراكمة وهائلة ، فيما مبيعات الاسمنت في الغالب لا تصل لصالح المصنع في البنوك ،و مع تعيين الحوثيين إدارة للمصنع قريبا منهم إنعكس على واقع المصنع مما جعل مصنع عمران ضمن ملكية الجماعة، حيث تورد مبيعات المصنع للعديد من قيادات الجماعة .

إدارة عابثة:

ولفت فارس الحميري وهو صحفي يمني إلى أن سياسات الحوثيين، انعكست على نشاط المصنع فهم عينوا قيادات من الجماعة للإشراف وإدارة المصنع، ومارسوا عمليات فساد مالي وإداري، كما أنهم استولوا على معظم الأصول والممتلكات واقترضوا ديون كبيرة باسم المصنع.
ووصلت أزمات مصنع عمران ليتكبد مؤخراً ديون هائلة من مصارف وبنوك تجارية، أحد هذه الديون من بنك تجاري واحد في العاصمة صنعاء ،حيث بلغت مديونية المصنع أكثر من ( 40 مليار ريال) بفوائد باهظة وهناك أكثر من 60 مليار ريال متراكمات ديون، من قيمة الفحم و قطع غيارات لشركات تجارية.


يربط عبد الرحمن الوجية وهو اكاديمي يمني متخصص في الجوانب الإقتصادية والمالية، أن طبيعة السياسات الحوثية هو استنزاف امكانية الدولة والمصانع، التي ظلت تغذي البنك والحكومة بأموال تذهب لصالح الدولة ،حيث كانت هذا المصانع ناجحة ولديها انتاج ذات جودة عالية ،يفوق جودة المصانع الخاصة.
وقال الوجية ليمن الغد” حول الحوثيين المصنع ليكون ضمن تخصصهم ،وصاروا يقومون بالتصرف بالمصنع بشكل عشوائي، فأموال المصنع تذهب ضمن احتياج الجماعة للتمويل الخاصة وتمويل نشاطها. كما أن الاموال التابعة للمصنع تحولت إلى اموال خاصة للحوثيين وقياداتهم، ولم يعد للمصانع أي أصول وتصرفت المليشيات بكل امكانياته.

سياسة تدمير ممنهجة:

وذكر الناشط فارس الحميري ليمن الغد أن قياديا من الحوثيين عينته الجماعة، رئيسا لمجلس إدارة المؤسسة اليمنية العامة لصناعة وتسويق الأسمنت (ي. ح. د)، قام بتحويل أكثر من مليار ريال من مخصصات مصنع أسمنت عمران الى حسابه الخاص في غضون 8 أشهر.
بل أن القيادي الحوثي نفسه وجه بصرف كميات كبيرة من أكياس أسمنت عمران، باسم وزارة الدفاع وهيئات أخرى تابعة للحوثيين تحت مسميات مساعدات ومعونات.
قيادي حوثي آخر يدعى (ع. س) عينته الجماعة مديراً عاماً لمصنع أسمنت عمران، استولى على مخصصات مالية كبيرة.
السيطرة على امكانية المصنع مخطط حوثي مدعوم من قيادات عليا، حيث تهدف مثل هذه السياسات لتصفية المصانع ،واستولت في مايو العام الفائت جمعية (نبراس الخيرية) وهي جمعية وهمية يديرها “توفيق المشاط” شقيق رئيس المجلس السياسي للحوثيين مهدي المشاط، على أكثر من ٧ ألف لبنة من الأراضي والمحاجر الخاصة بالمصنع، تحت ذريعة إقامة مشاريع خيرية.
قيادي حوثي يدعى (أبو هاشم الكبسي) استولى على باقي الأراضي والمحاجر، حيث تشير المعلومات التقديرية إلى أنه استولى على نحو 1000 لبنة تابعة للمصنع في مديرية بني حشيش صنعاء.
محاجر التربة الطينية الخاصة بالمصنع هي الأخرى تم الاستيلاء عليها ، وكانت تشكل نسبة من أصول وممتلكات المصنع، وتساعد في الإضافات الإنتاجية لعملية إنتاج الأسمنت.
ويعمل في مصنع أسمنت عمران أكثر من 1500 عامل ، كما تعتمد أكثر من عشرة آلاف أسرة (عائلها يعمل في الخدمات اللوجستية كالنقل وغيرها) على إيرادات المصنع بشكل غير مباشر، وهناك مخاوف من تسريح كافة العاملين.
ويعد المصنع من أهم المصانع ،والذي كان يزود فيها السوق المحلية بما تحتاجه من مادة الأسمنت، وكان ينتج بطاقته الكلية خطي الإنتـاج؛ مليـــون وستمائة ألف طن سنويا، اليوم بات الإنتاج صفر.

Exit mobile version