ذكرى «عاصفة الحزم» في اليمن.. 9 أعوام من وقف تمدد الحوثي
في مثل هذا اليوم عام 2015، بدأ اليمن ربيع الخلاص من شرور مليشيات الحوثي بعد أن أذاع التحالف العربي بقيادة السعودية بيان انطلاق عملية ” عاصفة الحزم”.
فبعد 9 أعوام، أصبح اليمنيون يدركون جيدا أنه لولا “عاصفة الحزم” هذه لكان بلدهم الآن في وضع لا يمكن تصوره أقله أن مليشيات الحوثي تجر البلد بأكمله لخوض حرب بالوكالة ضد العالم بأسره لصالح أجنداتها العابرة للأوطان.
كما تأتي الذكرى اليوم لتذكير العالم الذي وقف ذات يوم عقبة لعرقلة تحرير اليمن من “عصابة مارقة” بأن خطر مليشيات الحوثي لم يعد شأنا عربيا فحسب وإنما أيضا هو شأن دولي بعد أن أضحت الممرات الملاحية والمصالح العالمية في مرمى هجمات متهورة لهذه المليشيات، وفق مراقبين.
مباغتة ورسالة:
عسكريا، اعتمد انطلاق عاصفة الحزم فنون التكتيك العسكرية، عبر استخدام عناصر المفاجأة والمباغتة والسرعة ودك أهم الأهداف الاستراتيجية للحوثيين عبر شل قدراتهم.
فعقب لحظة وجيزة، تمكن طيران التحالف العربي بقيادة السعودية من تدمير أو تحييد جزء كبير من الصواريخ والدفاع الجوي، والسيطرة الجوية والبحرية الحوثية.
أما على الأرض، فهي الخطوة الأهم والأقسى، عندما خاض معركة استثنائية عبر الدفع بوحدات محترفة إلى عدن ومأرب ليس فحسب لتدريب المقاومة المحلية وإنما لتقدم صفوف لتحرير وتطهير المناطق تلو الأخرى.
فبدعم وإسناد من تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية والإمارات، حرر اليمنيون 80 % من أراضيهم، وقرابة 90 % من الشريط الساحلي البالغ قرابة (2200) كيلو متر على طول بحر العرب وخليج عدن وباب المندب والبحر الأحمر.
ولولا الضغوط الدولية والأممية لوقف العملية العسكرية في محافظة الحديدة المطلة على البحر الأحمر لتم تحرير كامل الشريط الساحلي الذي تتخذه مليشيات الحوثي اليوم منطلقا لهجماتها في الممر الملاحي ضد سفن الشحن العالمية.
أما سياسيا، فمثلت “عاصفة الحزم” رسالة حازمة لردع المشاريع الهدامة المدعومة من دول إقليمية في اليمن والمنطقة، ونقطة أمل فارقة في مسار التضامن العربي، وفق رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، رشاد العليمي.
وأعرب العليمي في الذكرى التاسعة لانطلاق “عاصفة الحزم” عن الاعتزاز الكبير بـ”الموقف الشجاع لتحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، اللتين استجابتا لنداء الواجب الأخوي ومد يد العون لنصرة شعبنا والحيلولة دون سقوط دولته في قبضة المشروع الإمامي المدعوم إيرانيا”، على حد تعبيره.
وقال العليمي إن “الحرب المستمرة منذ سنوات لم تكن خيار الشعب اليمني، بل فرضتها المليشيات الحوثية الإرهابية ومن ورائها النظام الإيراني.. وعاصفة الحزم جاءت استجابة لنداء الواجب العروبي الأصيل بعد أشهر من انقلاب المليشيات على التوافق الوطني والحكومة الشرعية”.
وأثنى العليمي على “استمرار الالتزام القوي من جانب الأشقاء في التحالف بدعم تطلعات الشعب اليمني في بناء دولته الجامعة، وتحقيق السلام والاستقرار، والتنمية في ربوع الوطن”.
توقيت مناسب:
من جانبه، قال نائب رئيس المركز الوطني للدراسات الاستراتيجية في اليمن العميد الركن ثابت حسين صالح إن “انطلاق عاصفة الحزم صبيحة يوم 26 مارس/آذار 2015 جاء في توقيت مناسب وكضرورة ملحة لوقف التمدد الإيراني في المنطقة”.
وأضاف أن دعم التحالف مكن “المقاومة الجنوبية والمقاومة الوطنية في الشمال بمشاركة طلائع من قوات التحالف في تحرير عدن ومن ثم العند وأبين، وإجمالا تحرر الجنوب عسكريا إلى جانب جزء كبير من الساحل الغربي وصولا إلى الحديدة، بل وتم دعم وتحرير عدد من محافظات الشمال مثل تعز ومأرب والبيضاء والجوف”.
وتطرق صالح إلى العوامل التي ساعدت الحوثيين في الاستيلاء على كل مقدرات الدولة وعتاد جيشين (الشمال، والجنوب منذ حرب 1994) وإلى الدعم الإقليمي الذي حول اليمن إلى منصة لتهديد العالم.
من جهته، أكد وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني في بيان بمناسبة ذكرى عاصفة الحزم “إن عمليتي عاصفة الحزم وإعادة الأمل حققتا أهدافهما الاستراتيجية منذ وقت مبكر في وقف الانهيار الشامل للأوضاع في اليمن، وكسر الزحف الحوثي”.
كما قطع اليمنيون بدعم من أشقائهم أشواطا مهمة في معركتهم المصيرية عبر إعادة بناء مؤسسات الدولة، واستعادة 80% من الأراضي اليمنية، والعمل على توحيد قرارهم وإرادتهم وجهودهم تحت مظلة مجلس القيادة الرئاسي، وفقا للإرياني.
وقال وزير الإعلام “ها هو العالم بعد قرابة عامين من الهدنة في 2 أبريل/نيسان 2022 في مواجهة مباشرة مع الإرهاب الحوثي الذي كشر عن أنيابه مع موجة الهجمات وأعمال القرصنة البحرية التي طالت سفنا مدنية، ومثلت تهديدا غير مسبوق للملاحة في البحر الأحمر وباب المندب، كنتيجة مباشرة للتقديرات والحسابات الدولية الخاطئة، وتجاهل التحذيرات اليمنية والعربية منذ الانقلاب من خطورة تدليل مليشيات إرهابية”.
ومنذ الانقلاب وحتى الهدنة الأممية (2015- 2022)، ونيابة عن العالم أجمع، حيد التحالف العربي تهديدات مليشيات الحوثي الإرهابية للسفن التجارية وناقلات النفط، تمكن من تأمين الممر الملاحي في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، عبر إحباط مئات الهجمات، وتدمير قرابة (100) زورق مسير مفخخ، وتفكيك (247) لغما بحريا.
ووقف الإرياني فإن التحالف “دمر عددا من المعامل والورش التي استخدمتها المليشيات الحوثية لصناعة الألغام البحرية وتجميع وتفخيخ الطائرات المسيرة والزوارق المفخخة ومنصات إطلاق الصواريخ الباليستية”.