الوديعة.. منفذ لتعذيب وإذلال اليمنيين
يمن الغد / تقرير – عبد الرب الفتاحي
في كل عام يكتظ المسافرون في منفذ الوديعة، هناك فنون من تعذيب المسافرين تقوم به إدارة المنفذ بتأخير سفرهم ومماطلتهم.
آلاف السيارات والأسر تظل عالقة لأيام دون انجاز المعاملات، فيما ادارة المنفذ تضع تعقيدات كبيرة دون أن تضع معالجات روتينية لاهمالها ، فكل تأخير له ثمن بينما المسافرون هم الضحايا حيث تتواصل معاناتهم في ظل إهمال إدارة المنفذ.
تعقيد المعاملات:
تتعمد إدارة منفذ الوديعة على تأخير المسافرين والتسبب بتعقيد معاملاتهم دون الاهتمام لهم ،ويتجه اليمنيين إلى السعودية بغية العمل أو تأدية العمرة ليعيشوا في أسوأ لحظات حياتهم عند وصولهم إلى المنفذ الذي حولت إدارته السفر قطعة من العذاب ففي منفذ الوديعة يظل المسافرون وعوائلهم عالقين في المنفذ لأسابيع، و ترتص السيارات لأيام.
ورغم بقاء هذه الظروف مع بقاء فساد إدارة منفذ الوديعة ،لكن لم يحدث أي تغير أو محاسبة للإدارة القائمة على المنفذ، حيث أصبح هناك مزاج معتاد في إهانة المسافرين.
يظل واقع منفذ الوديعة هو الأسوأ من وجود التعقيدات واستغلال المسافرين، فخلال سنوات الحرب أصبح اليمنيون يختارون هذا المنطقة، بعدما أغلقت جميع الطرق التي كان يسلكها اليمنيون للوصول إلى السعودية ، ومع وقوع الطرق التي كان يختارها اليمنيين تحت سيطرة جماعة الحوثي، فإن المواطنين يتجهون للسفر عبر منفذ الوديعة، وهذا وضعهم أمام خيارات حرجة خاصة عندما تم اختيار طريق الوديعة كطريقة بديلة، وبذلك يشعر المواطنين أنهم سيجدون كل الصعوبات وسيعيشون لحظات صعبة لم يمروا بها من قبل.
منفذ للاستغلال:
في سفره لثلاث مرات يجد عبد الرحمن عبد الله أن منفذ الوديعة ،هو أكثر ما يقلق المسافرين لأنهم يشعرون بكل متاعب السفر ،حيث أن منفذ الوديعة فيها إدارة تتعمد تعقيد إجراءات السفر، ولا تقدر ظروف الناس والأسر والأطفال .
وقال عبد الرحمن ليمن الغد ” ما يجري في منفذ الوديعة شيء مأساوي ،وطوال سفري وعبوري في هذا المنفذ لم يحدث أي تغير فطريقة استمرار إذلال الناس هو ما نجده ونعتاد عليه، حيث يتعمد بعض المسؤولين في هذا المنفذ لصناعة هذه التعقيدات، وهذا ناتج عن فساد وهناك انعدام للضبط التي كان يجب أن تقوم بها الحكومة، في مواجهة المتاجرة بهذا المنفذ لصالح قوى الفساد المتحكمة بحياة الناس ومصيرهم .”
يمارس المسؤولون في هذا المنفذ شتى السياسات ،التي تقف حائلا أمام مرور المسافرين بسهولة، مع أنه يمكن أن تكون هناك معالجات سريعة لمرور الكثير من المسافرين ، لكن في مواسم معينة أثناء العمرة والحج تكون كثافة المسافرين كبيرة، ولا تتخذ ادارة المنفذ سياسات التخفيف من الازدحام والانتظار من قبل المسافرين لإيام فتقوم بتوفير الخدمات وازالة التعقيدات واجراء معاملات سريعة لمنع تراكم المسافرين.
معاملة سيئة واذلال:
آلاف المسافرين يتجمعون في موسم العمرة كل عام ،حيث يفضل اليمنيين اجراء العمرة عندما يقترب رمضان ، ومع عدم تسهيل إجراءات السفر ، فإن الانتقال الكثيف للناس يخلق ازدحاما كبيرا عند المنافذ ،مع وصول المسافرين كل يوم.
في الخط المؤدي للمنفذ من اتجاه اليمن يزدحم المسافرون وتتجمع السيارات، وتكون هناك عوائل في وضع لا تحسد عليه مع الاطفال ،وتظل المعاملات شبة جامدة ويقف الناس تحت الشمس وفي الصحراء، حيث ينتظر المواطنون هناك تجاوز منفذ الوديعة ليخرجوا من هذه المساحة المحددة ،فهم لم يعد لديهم القدرة في الاستمرار على ذات النمط الذي لا يتغير في كل عام .
يتحدث سرور عبد القادر” مواطن ” ليمن الغد عما يحيط به من قلق ويأس ،حيث تكون الايام التي يقضوها في المعبر هي الأسوأ ولا يستطيعون انجاز معاملاتهم، لكن من لديه معروف أو ساطة فهؤلاء تكون لهم الأولوية.
لامبالاة:
وقال سرور ليمن الغد: ” من الضروري أن تنجز معاملات الناس في منفذ الوديعة لأن الانتظار في هذه الصحراء أمر مقلق، سيئ، خاصة الذين لديهم عوائل ورغم ما نعانيه فإننا نجد إدارة المنفذ لا تذهب للعمل بمسؤولية، بل أنهم يتعمدون على التأخير وهناك روتين من التعقيدات ،وعدم اتخاذ اجراءات سريعة لتسهيل المعاملات والتقليل من انتظار المواطنين في الوديعة.