محلياتمقالات

موزع.. تخوم المضيق

الجيوسياسية موزع التي توزع القلب شوقاً وشغفاً على حواف النهر والبحر وقعت على مسافة ليست بعيدة من مضيق باب المندب لا زالت تقاوم.
التنوع الغذائي الممتد على خارطة المطر شاسع غزير السلا والسلامة، عاش المغني وقد انتهى به المطاف ليرسو منتصف الليل أطراف المدينة التي لا تصحو وليست تنام منذ قرون من الزمان، جاء ذكرها في المرويات، وحكايات الجدات وكتب الأولين.
تناقل الناس عن بحرها العاتي كثير القصص، غزير المعاني، تراقصت في الشفاه عنها الرواية.

تدفقت الأساطير تؤلف الأضداد، تباعد الأسفار التي ذكرتها…

تقترب الخراف لتغدو متن الكتاب، ترزح أوراق بعثات “المستشرقين” تحت عاصف مثير، يرغي كما لو يختفي حواف الرمال المتحركة أقاصي الأرض والنواحي التالية للمد، تصطف إلى جوار البحر كميناء بحري موغل في القدم وقد تقادم ذِكره.

تزرع شجر الجنة_الحناء.

تعشب في البراري جدائل وارفة بالنخيل، والمانجو وحبوب الذرة البيضاء والحمراء.

سلة غذاء سردها يطول كحقول السردين التي تعشب وسط الشُعب المرجانية.

موزع تقترب لتلاصق المَخَا_مُوكَا.

تحيط بها جبال عاتية، شماريخ تتماوج وسط السهول، أطراف الوديان تهذي وقد اختمرت بعطر الحبيبة، تتمايل كما لو سرى دواخلها فيض الغيول المُنسدلة من جبال “الحُجَرِية”. ليحدث ذلك المزيج المُعشق بنكهة مختلفة وقد تدفق السُكر مواسم المطر تتزاحم التلال ترشف ماء الشوق المفعم بالجريان، يلهث الغي، تركض السيول وقد ذاعت عنها في أدبيات التراث اللامادي الكثير من المهاجل والملالاه وأغاني الرعاة والفلاحين والصيادين.

“واسيل من موزع حَطوا الجِمال تجزَع”.

من موزع إلى عديد محطات ومدن سارت القوافل التجارية قرونا كثار حين توزعت الطرق وتفرعت لتصبح موزع ملتقى الطرق ومفترق كمحطة تجارية هامة براً وبحراً.

اشتهرت عبر ميناء كان ولا زال من أهم الموانىء العالمية وقد وقعت على مقربة من خط الملاحة الدولي الذي تعبره سفن العالم بين الشرق والغرب.

ازدهرت في الزمن القديم عبر ميناء المخا_ميناء القهوة والبُن.

تختال موزع كعروس شواها الهجير وقت ارتحال الشموس من البحر إلى النهر، تلهج المراعي تنوس، تتهادى المعابر، مدارب السيل عند المواسم تعود، تجود الحقول بطيب الزرع كما لو يسامق السماء.

تحضر البوادي مراعي النخل والنحل تتجدد موائد الصيف والشتاء، الربيع على تراب القرى المتناثرة يعزف أناشيد الرعاة، يتلون الغيم، يصهل ساعة يشوي الهجير كما لو ساعة صفاء ماطر غزير، الخريف أطرافها ينتحر.

جغرافيا تشدهك في المسافات الشاسعة وقد أصبحت على خط الشوق تتلوى ما بين الذهاب والإياب محطة على طريق الحياة.

واعدة بالنمو، والازدهار وليس غير وتلك هي القضية التي يقاتل الناس من أجلها.

خط الشوق..

يكسر الحصار عن المحافظة التي تحاصرها المليشيا الانقلابية ويسمح بتدفق شريان الحياة.

بين مدينتين يعاود الزمن تلك التخوم عبر المخاالكدحةالبيرين _تعز.

في مسافة لم تعد إلا ساعة زمن.

(مائة كيلو متر) الطريق صارت أيسر

أمام حركة التنقل بجميع وسائل النقل

والسفر، عادت طريقا سياحية وتجارية تصل شرق وشمال البلاد بالساحل الغربي والجنوب.

تتعرج السوائل كمواطن موغلة

في صناعة اللبن، والجبن، والعسل، تتوزع البهجة، تفشي الأرض سر حُسنَها المَطمُور، ذلك المقاتل المغوار، ينتصب فوق القمم وسفوح الوديان، عند اندلاع الشروق يُلالي بينما يفني العمر ذلك الكادح وقد زهد في الهوى والغرام

يصحو أهلها باكرين وقد قضوا الليل سامرين على خط الشوق يتناوب القمر والنجوم تتلالأ تلتمع في خيال السامرين عن المدينة خلف الجبال البعيدة ألف حكاية.

يتدفق جيل صاعد متخم بالتنوع البيلوجي، يركضون الفيافي والقفار يسابقون إلى ضحى النهار والغد بحثاً عن حياة.

تتقاسم الشموس جينات المواليد، كما لو تحبل الأشجار بعديد الأجنة ترغي الفواكه في شفاه الرجال، يتناوبون على حراسة التاريخ، توزعتهم الجغرافيا وليس ثمة أوراق ذاع عنها تتالي الحقول المتخمة والمفعمة بالحياة.

تتدفق لتقيم تحقيقاً يرفد الباحث والباعث على تدوين سيرة قرى كانت إلى صباح الأمس القريب معزولة كما لو خلف التاريخ تعيش.!

الموزعي ذلك الجَمَال الذي سَار وسافر مع القوافل التجارية على خط الشوق، مسار الشفق، يتدفق أول المسير كحادي العيس.

موزع، وردت في كتاب الغد قصيدة شعر نثرتها الأساطير حكاية وقصة ورواية، تورف في ظلال الأمس واليوم والغد ذلك النهار الآتي من رحم المدى والمدار.

موزع جغرافيا السهل والبحر والجبل مديرية لا زالت تواعد الغد في انثيالات المطر.

موزع التي عاشت توزع السوائل إلى البحر إلى جوارها الوازعية المتاخمة لجبال الحُجَرِية عاشت تعاني كثير إهمال ولا زالت مهمشة بعيدة عن برامج التنمية المستدامة، ولا زالت كما لو كانت أرضا تم تهجير سكانها قسرياً لتبقى كما لو أرض بلا سكان نتاج العزلة والطوق الذي فرض عليها لقربها من طرق الملاحة الدولية.

هاجر سكانها وهجروا، توزعتهم مدارب السيول، كما لو كان لها من اسمها نصيب.

لكأنها من خلف المدى تعود لتحضر كمديرية لها من الأهمية الجيوسياسية لمضيق باب المندب ما ليس لغيرها من موقع استراتيجي يؤمن حركة الملاحة الدولية.

زر الذهاب إلى الأعلى