المعتقلون في سجون الحوثي.. الترقب الممل للموت الزاحف ببطئ
يمن الغد / تقرير – حاتم علي
تمر على المعتقلين في سجون مليشيا الحوثيين ظروف قاسية، إذ يعانون من أقسى أشكال التعذيب والحرمان ،فسجون الحوثيين تمثل انتهاكات وضياع، فمنذ أن يُرمى المعتقل في سجون الحوثي فإنه في كل الأحوال فاقد لحياته، وسيكون أمامه مراحل صعبة من تحمل ما سيجري له، فهو سيختفي ولن يعلم أحداً عن ظروفه وهو معرض لأبشع اشكال التعذيب والحرمان.
الموت الزاحف:
الآلاف من المعتقلين والسجناء يتوزعون في سجون الحوثيين، في صنعاء وتعز وإب وذمار وصعدة، والتي تعد أسوأ السجون حيث ليس للمعتقل والسجين والأسير غير أن ينتظر الموت الزاحف يبطئ.
يعمل الحوثيون بعد كل حادثة اعتقال على اخفاء ظروف السجناء، ولا أحد يعلم امكانهم وظروفهم وشكلهم وما وصلوا اليه، وتمر سنوات الاعتقال والسجن كجحيم قاسي، حيث يكون المعتقل في هذه السجون معرض للتعذيب ونزع حياتهم، وابتكار اشكال من التعذيب الوحشية ضدهم.
انتهاكات قائمة:
اظهر الحوثيون سلوكاً وحشيا في طريقة تعذيبهم للمعتقلين، حيث لا معتقل إلا وعانى أقسى أنواع الانتهاكات وان كان من دون تهمة سوى التفوه بما يراه حقا له بمطالبته، فالسجين والمعتقل مجرم وهو يعمل ضد جماعة الحوثي ،وفق الاتهامات التي سيسمعها ويخبره المحقوقين بها ، وسيصر الحوثيين أن يعترف سواء عن سبب موقفه السياسي أو تغريداته أو الصور التي وجدوها في هاتفه ،والرسائل الشخصية بعد أن امسكت به نقطة حوثية واخذت منه الهاتف، أو تعرض الشخص للوشاية لذا تجد جماعة الحوثيين لكل من يقع تحت يدها أن هؤلاء يهددون وجودها وسلطتها.
في كل الأحوال فكل من يدخل سجن الحوثيين وإن لم يفعل شيئ ، فإنه سيتعرض لتحقيقات يومية وتعذيب، ليعترف أنه مارس أنشطة لم يقوم به، وفي كل يوم سينتظر المعتقل واقع الانتهاك اليومي لحقوقه وسيتم تعذيبه وستدخل عليه القيادات الحوثية لإستجوابه.
الاخفاء القسري والتصفيات:
سيكون المعتقل عرضة لإصناف من الحرمان سواء من النوم والضرب والتعليق على الجدار، واللطم والركل على جسده ويصل التعذيب بقسوته، ليفقد المعتقل وعيه أو يكون التعذيب واسع وقاسي ليؤدي إلى قتل المعتقل والسجين .
فضل سعيد جازم حقوقي يمني يقول لمحرر “يمن الغد”: أن السجون الحوثية، هي سجون من نوع أخر حيث أنها تكتظ بالإبرياء ،وليس هناك فرق بين من يدخل هذا السجون فكلهم مجرمون وفي كل الأحوال فإنهم سيقتلون، إلا أن الذين لديهم طابع معارض أوناقد أو من يقف بوعي بعيداً عن الانخراط في سياسة الحوثيين، فهؤلاء أخطر من ترى اليهم الجماعة بعدائية وتسعى للقضاء عليهم .
العديد من المعتقلين والسجناء قتلوا في السجون الحوثية، وعندما تم مطالبة اهلهم واقربائهم بالمجىئ لإخذ الجثة، كانت آثار التعذيب تغطي على جسم ووجه الضحايا.
أدوات محرمة في الاستجواب:
يوضح سامي عبد العزيز ناشط حقوقي يمني ليمن الغد أن الذين قتلوا داخل سجون الحوثي، تعرضوا لتعذيب يفوق احتمالهم حيث يتجمع العديد من المحققين الحوثيين، ويقومون بضرب المعتقل والأسير، ويستخدمون الأدوات المحرمة في الاستجواب، ويظلون يقومون بالضرب والتعليق ولا يدعونه ليرتاح، ولا يسمحوا له ليهرب حيث كل واحد من المجرمين الحوثيين يقوم بالتعذيب ،حتى يتحول السجين لجثة هامدة .
وقال سامي” السلوك الوحشي والاجرائي الحوثي يثبت اجرامية هذه الجماعة، فهي تستمد هذا الشكل الوحشي من أرث الجماعة وسياسة القتل البعيد عن القانون، وكذلك اعتماد الجماعة سياسات القتل بحق المعتقلين وذلك وفق سياسة ثابتة، وهي أنها لا تقوم على قانونية عملها في كل نشاط تقوم به، كما أن الجماعة تنتقم ضد من له معارضة أو نقد لها وتعتبر الجميع خطر عليها .
وتتخذ مليشيات الحوثي اجراءات أكثر وحشية، وهي وفق المعايير الدولية تمثل تعمد المليشيات الحوثية لإرتكاب جرائم حرب، حيث يرتبط مثل هذا الاجراء، غير في تجاوز المليشيات الواقع القانوني والدستوري بعد انقلابها على الدولة .