لا يمكن وصف حملة اختطاف الصحافي والناشط خالد العراسي، فجر السبت، من منزله في صنعاء، إلا أنها تعبير عن غضب ميليشيا الحوثي الإرهابية، ذراع إيران في اليمن، من تداعيات فضيحة “المبيدات المحظورة”.
ولم يشفع ولاء العراسي للجماعة وتناوله للقضية بخطابه المحترم الى رئيس مجلس حكم الميليشيات مهدي المشاط، في تجنيبه حملات الاختطاف والتهديد التي مارستها الميليشيات ضد الصحفيين والنشطاء الذين تفاعلوا مع القضية وفضحوا هذه الكارثة.
وبالعودة إلى منشور العراسي، فإنه تحدث عن السماح بدخول مبيد اسرائيلي محظور استيراده بعد مرور أكثر من عام ونصف على احتجازها في الراهدة ومدخل صنعاء.
وأوضح العراسي، في منشوره، أنه يهدف إلى إيصال هذه المعلومات إلى رئيس مجلس الميليشيات المشاط بعد فشله في إيصاله عن طريق ثلاثة أشخاص هم أحد اعضاء المجلس وأحد المستشارين وشخص ثالث يقول بانه يلتقي بالمشاط أحيانا.
وكان يعتقد العراسي أن المشاط لا علم له بحقيقة هذا المبيد الذي دخل بأوامر مباشرة منه، متناسياً أن هذه المبيدات يستوردها تاجر من أبناء صعدة مقرب من زعيم الميليشيات وينتمي لعائلة تشتهر بتهريب المتفجرات والمبيدات السامة والخطرة، وهو القيادي الحوثي دغسان أحمد دغسان.
ويعد دغسان، الذي ينحدر من قبائل “آل عمار” في مديرية الصفراء بمحافظة صعدة، معقل الحوثي، أحد أبرز القيادات التي جندتها مليشيات الحوثي باكرا، وتلقت تدريبات إيرانية مكثفة لتعمل في الظل منذ 3 عقود.
وبحسب منشور العراسي، فإن المبيد الذي سمح بدخوله هو (بروميد الميثيل) إسرائيلي المنشأ ومحظور وممنوع دوليا، وايضا منتهي الصلاحية وهو ما يجعله (نفايات كيميائية صهيونية)، حد قوله.
وتطرق العراسي، في منشوره، إلى مذكرة وزارة الزراعة الحوثية التي اكتفت بالحديث عن استحالة منح أي تاجر ترخيصا لادخال هذا النوع من المبيد، كونه محظورا وممنوعا دوليا.
وأضاف، إن الوزارة لم تذكر أن المبيد “إسرائيلي المنشا”، ولم تذكر تأثير هذا المبيد في نشر امراض السرطان وقتل الارض الزراعية وتلويث البيئة، مشيرا إلى أن الوزارة لم تذكر في مذكرتها أشياء كثيرة جدا باعتبار ما ذكروه يكفي لالغاء أي تفكير بادخاله.
وبشكل عام، فقد أثارت طريقة الاختطاف سخطا شعبيا واسعا في مناطق الميليشيات وتساؤلات حول تورط التاجر دغسان فيها، لافتين الى أن هذه الحادثة تؤكد أن نفوذ دغسان يفوق سلطة المشاط الذي تؤكد الأحداث أنه مجرد واجهة منزوعة الصلاحيات للوبي حوثي فاسد.