وسط موجة غضب مجتمعي.. مطالبات بتعيين د. رجاء مديرًا للصحة وإحالة البيشي للتحقيق
أثارت إقالة مديرة مستشفى الصداقة د. رجاء علي أحمد، بقرار مرتجل وغير مسبب من مدير مكتب الصحة، أحمد البيشي.. موجة سخط واسعة في الوسط المجتمعي وبين الناشطين والسياسيين وصلت حد المطالبة بإحالة البيشي للتحقيق.
الأصوات التي استنكرت قرار الإقالة ورفضت طريقتها دعت إلى تعيين الدكتورة المقالة مديرًا لمكتب الصحة في عدن نظير نجاحها في إدارة مستشفى الصداقة ولما تمتلكه من مؤهلات علمية وخبرات.
في هذا السياق قال الصحفي عبدالرحمن أنيس على حائطه بموقع فيسبوك: إن “البيشي أصدر قرارًا بإقالة مديرة مستشفى الصداقة د. رجاء أحمد علي، وطبعًا الدكتورة رجاء معها قرار تعيين من رئيس الوزراء بناءً على ترشيح من المحافظ لملس”.
واستدرك أنيس قائلًا “لكن البيشي هذا مايصافطش، أول يوم يصدر قرارًا وثاني يوم يحرك أطقما عسكرية تقتحم مكتب المدير المقال، كما عمل مع مدير مركز الأطراف الصناعية”.
وعلّق الصحفي ياسر اليافعي على قرار الإقالة بالقول “في وقتنا الحالي، أنا متأكد تمامًا من أن المرأة في عدن تظهر مستوى عال من الإخلاص في أداء واجبها، بينما تحول العديد من المسؤولين الرجال، إلى مصادر فساد متنقلة، يسعون بشكل أساسي إلى تحقيق ثروات شخصية على حساب كرامة المواطنين وصحتهم، وذلك بسبب غياب الرقابة والمحاسبة، وموت الضمير”.
وأضاف “أتمنى تعيين الدكتورة رجاء كمديرة لمكتب الصحة في عدن، وأنا واثق تمامًا من قدرتها على تحقيق تقدم كبير في قطاع الصحة بالعاصمة، يجب الوثوق بقدرات المرأة وعدم الاعتماد كثيرًا على الرجال في هذا الوقت، خاصة في عدن، بالرغم من احترامي للشرفاء القلائل، فإن الحقائق خلال السنوات الماضية، تظهر زيادة في الثروات والممتلكات للمسؤولين في مختلف القطاعات، بينما يعاني المواطن من تدهور كرامته ومكانته بشكل ملحوظ”.
من جانبه قال الناشط جمال مقبل ناصر: “حسب ما تابعت الموضوع أن مدير الصحة بالعاصمة أقال الدكتورة رجاء أحمد علي من منصبها بسبب أن الدكتورة فضحت الفساد المستشري بالمستشفى من قبل تعيينها مديرًا عامًا عليه وبالتالي فمدير الصحة بالعاصمة تسرع بإقالتها قبل أن يصل الدور عليه كفاسد مشارك بفساد الصداقة يعني تغدى بها قبل ما تتعشى به”.
وأضاف: “المدير المذكور تجاوز الخطوط الحمراء للمحافظ ولوزير الصحة العامة والسكان كونهما هما المعنيين بأمر الإقالة من عدمها وبناءً على هذا الأمر والواجب قانونًا أن يحال مدير صحة العاصمة إلى التحقيق بأسباب إقالته للدكتورة رجاء وأيضًا لشبهات فساد تثار حوله حسب ما تابعت لبعض المدونين”.
وأكد الناشط أن الدكتورة رجاء علي هي “أرفع درجة علمية من المذكور وهامة علمية عملية وصادقة والوظيفة تتابعها وليس العكس نتمنى على جهات الاختصاص بالعاصمة ووزارة الصحة العامة توضيح الأمر للرأي العام بكل شفافية ومصداقيه وماهي الأسباب وجذور هذه القضية وإعطاء كل ذي حق حقه من الطرفين سواء سلبا أو إيجابا بعيدًا عن الانحياز والمجاملة مع ثقتي الراسخة أن الدكتورة رجاء ستنال الإنصاف وكل أبجديات الإيجابيات ونقاء شرف المهنة من الأخطاء والفساد وبلا أدنى شك”.
أما رئيس نقابة الصحفيين الجنوبيين بعدن عدنان الأعجم فقد تساءل في منشور له عن أسباب إقالة مديرة مستشفى الصداقة من منصبها، قائلا: هل بعد تصريحاتها التي أغضبت المسؤولين في الصحة بسبب انتشار مرض الكوليرا؟
وقال “مراقبون يصفون القرار بالتعسفي، فهل يوضح الدكتور البيشي، مدير عام مكتب الصحة بعدن سبب الإقالة؟”.
غمدان الشعيبي، صحفي، كتب قائلا “قدم مدير عام مكتب الصحة بعدن أحمد البيشي إلى مكتب مدير عام مستشفى الصداقة أ. د رجاء أحمد علي مسعد يأمرها بمغادرة المستشفى وتسليم الإدارة لشخص آخر، بأسلوب همجي تتجاوز صلاحيات محافظ العاصمة عدن ووزير الصحة ودولة رئيس الوزراء. الإقالة جاءت على خلفية كشف مدير عام مستشفى الصداقة الفساد الحاصل في مكتب الصحة والوزارة والمنظمات الدولية”.
وأضاف الشعيبي “البروفيسور الدكتورة رجاء، أول مدير عام مستشفى حكومي في العاصمة عدن يتكلم دون خوف أو قلق، في زمن ارتفعت فيه أصوات المجاملات والكذب، وطغت على حياة الناس، وغُيب الحق مقابل الزيغ والباطل
كان آخرها على قناة الحدث العربية.. والذي تسبب بإقالتها”.
وتابع “بالمجمل، يظهر القرار بإقالة د. رجاء أن هناك ردود فعل متباينة حوله، حيث ينادي البعض بضرورة توضيح الأمور بشكل أكبر وإجراء تحقيق شفاف حول أسباب هذا القرار، بينما يرى آخرون أنه يجب التحرك بشكل أكثر جدية لمكافحة الفساد في القطاع الصحي”.
إلى ذلك أكد عبدالرؤوف زين السقاف، وكيل محافظة عدن لشؤون الشباب وعضو رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، أنه لم يقم بالتدخل في أي قضية تخص التغذية في مستشفى الصداقة أو إقالة مديرة المستشفى، موضحًا بأنه قد قام بموجب توجيهات صادرة من محافظ عدن بالنزول إلى مكتب الصحة بعدن للوقوف على مدى جاهزة مكاتب وأجهزة الصحة لمواجهة انتشار مرض الكوليرا وتلبية احتياجاتهم في هذا الجانب، حيث تصادف ذلك النزول مع وجود متعهد التغذية والذي سبق وأن تقدم بشكوى لمحافظة عدن بتعرضه لإجراءات تعسفية وظلم فتم على هامش النزول التفقدي إلى مكتب الصحة العامة مناقشة شكوى المتعهد الشاب.
وأوضح عبدالرؤوف السقاف قائلًا:”بالنسبة لقضية التاجر نوضح بأنه ليس تاجرًا كما تم الترويج له بل متعهد بالتغذية ولديه عقد قانوني مع المستشفى، وقد سبق وأن تقدم بشكوى للمحافظة وخلال نزولي لتفقد استعدادات مكتب الصحة لمواجهة مرض الكوليرا وبعد ذلك قمت بالتحقق مما ورد في شكوى المتعهد الشاب انطلاقًا من مسؤوليتي كوكيل للمحافظة لشؤون الشباب وللتأكد من الالتزام بكافة الشروط القانونية التي ينص عليها العقد المبرم مع المتعهد والتعامل مع الشكوى وفقا للقانون”. بحسب الايام.
وأضاف وكيل محافظة عدن لشؤون الشباب:”نرجو من القائمين على مكتب الصحة العامة الالتزام بحل هذه القضية بأسرع وقت ممكن فلا يمكن أن يستقيم أي حكم بني على ظلم”.
واختتم الوكيل السقاف بمطالبة كافة الجهات الرسمية في العاصمة عدن بمضاعفة الجهود للإسهام بفاعلية في تطوير أوضاع المحافظة لما لذلك من أهمية في تحسين أوضاع المواطنين.