تحمل شهادة إسبانية.. تهريب قطعة أثرية يمنية نادرة وبيعها في فرنسا

انتقد باحث وخبير في شؤون الآثار اليمنية، تجاهل الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً والجهات المختصة لعمليات تهريب آثار اليمن إلى الخارج وبيعها في مزادات علنية عالمية.

وكشف الباحث، عبدالله محسن، عن بيع قطعة أثرية نادرة وهي “شاهدة جنائزية أثرية من الفخار “التراكوتا”، تم منحها شهادة أصلية صادرة من وزارة الثقافة الإسبانية. القطعة، بحسب الباحث، وصلت إلى فرنسا وجرى فحصها من قبل شركة متخصصة في فحص الآثار والتحقق منها، حيث أكدت الشركة الفرنسية أن التحفة تعود لليمن ما بين القرن السابع والسادس قبل الميلاد.

وقال محسن، في منشوره على صحفته في فيسبوك: “إن القطعة أثرية ونادرة من الفَخَّار عمرها 2800 عام، هُربت إلى فرنسا وفحصت هناك في العام 2008م في معامل أرتشيولابز إل تي، وهي شركة فرنسية متخصصة في فحص الآثار والتحقق منها، بغض النظر عن طريقة الحصول عليها”.

وأضاف: “القطعة منحت شهادة الضيائية الحرارية التي أكدت أصالة الطين وأن آخر حرق له كان ما بين 2100 و2800 سنة من الفحص، وحددت أنها تعود لليمن ما بين القرن السابع والسادس قبل الميلاد”.

وقال الباحث عبدالله محسن: “بيعت في فرنسا لمجموعة إنجليزية خاصة، ثم عرضت في مزاد الخريف للآثار في 2017م في إسبانيا من قبل جي بي أركيولوجيا الفن القديم، مصحوبة بشهادة أصالة صادرة عن وزارة الثقافية الإسبانية. ومؤخراً بيعت في مزاد آرس هيستوريكا إسبانيا في 13 أكتوبر 2020م”.

وبحسب ما نشره المزاد فإن “التحفة الأثرية، لوحة من الفَخَّار على شكل رأس إنسان مع عيون كبيرة وحواجب محفورة بشكل واضح، والأنف بارز وكبير أيضا، والفم صغير ومتقوس في ابتسامة خفيفة. وتم تحديد الأذنين بوضوح على جانبي الوجه”.

وقال خبير الآثار اليمني إنه يمكن العثور على هذا النوع من التراكوتا أو الجص في كل من المتحف الوطني في صنعاء والمتحف البريطاني، ولكن هناك عددا محدودا منها في الوجود. تبدو قطع مثل هذه، على عكس القطع المصنوعة من الحجر الجيري أو المرمر، وكأنها تخدم غرضا مشابها كعناصر من شواهد جنائزية كبيرة إلى حد ما، والتي تم ربط هذه الوجوه بها”.

وانتقد الباحث والخبير في شؤون الآثار، عبدالله محسن، تجاهل الحكومة اليمنية وعدم المتابعة في إيقاف هذا العبث، موضحاً: “عبرت هذه الشاهدة الجنائزية حدوداً وجمارك دول، وفحصت وروج لبيعها وبيعت. واللي ما تتسمى لم تفكر بالتحرك ولا بالمتابعة، هل تعرفونها؟”.

وفي منشور سابق أكد محسن، أن عمليات تهريب الآثار اليمنية إلى الخارج، “كبيرة جداً” وتحتاج إلى تدخل حكومي فاعل للتخفيف من حدة الظاهرة، موضحا “أن حجم ظاهرة تهريب آثار اليمن إلى إسرائيل وفرنسا وأوروبا عموما والولايات المتحدة، كبير جدا”.

وأضاف إن النشر في مواقع التواصل والصحافة لم يعد كافيا للتخفيف من حدة الظاهرة، وأن الأمر “يحتاج لتدخل الحكومة اليمنية بشكل عملي وفاعل”.

Exit mobile version