في ثاني هجوم قتالي تشنه «الحوثي» منذ أيام على المواقع المحررة جنوبي مأرب، حاولت المليشيات تحقيق انتصار ميداني، إلا أنها اصطدمت بقوات العمالقة المنتشرة بإحكام على امتداد المحور القتالي.
فبعد شن مليشيات الحوثي هجوما غادرا جنوبي مأرب، كبدت قوات العمالقة الجنوبية، السبت، مليشيات الحوثي خسائر فادحة، فيما واصلت قبائل الجوف شن حربها الاستنزافية ضد الانقلابيين.
وفي بيان لها قالت قوات العمالقة، إنها “صدت هجومًا حوثيًّا بمديرية العبدية جنوبي محافظة مأرب، شرقي اليمن، وكبدت المليشيات خسائر فادحة بالعتاد والأرواح”.
وأشار البيان إلى أن مليشيات الحوثي شنت هجوما بريا من محورين على بلدة “الحفرة” في العبدية، في محاولة للتقدم الميداني لكنها تحطمت على صخرة قوات العمالقة التي كانت للانقلابيين بالمرصاد، وتم تكبيدهم خسائر كبيرة.
وأوضح أن “عشرات المهاجمين الحوثيين قتلوا وأصيبوا، وتم تدمير عتادهم، عقب هجومهم البائس”، مؤكدا إجبار المليشيات “على التراجع وهي تجر وراءها أذيال الذل والهزيمة”.
وفي الجوف (شمال شرق اليمن)، نجحت قبائل المحافظة في نصب كمين محكم للإطاحة بقيادي ميداني لمليشيات الحوثي في مديرية الخلق جنوب غربي المحافظة، في هجمات استنزافية مستمرة في عمق نفوذ المليشيات.
وقالت مصادر إعلامية إن القيادي الحوثي الميداني محمد أحمد المراني المُكنى أبو صابر المراني، تعرض لوابل من الرصاص، عندما كان يقود دوريته من قبل رجال القبائل الذين نصبوا له كمين محكم في مديرية الخلق، مما أدى إلى مقتله على الفور.
وقبل أيام، نفذ رجال القبائل هجوم استهدف دورية عسكرية لمليشيات الحوثي في بلدة معيمرة بمديرية المتون، ما أدى إلى مقتل اثنين من عناصر المليشيات وإصابة 3 آخرين.
وقال مصدر أمني، إن تقريرا داخليا لمليشيات الحوثي أظهر تنامي الكمائن والهجمات لرجال القبائل بشكل خطير في عمق نفوذ الحوثيين في الجوف، مشيرًا إلى أن هذه العمليات حصدت قتلى تخطت ما خسرته المليشيات في جبهات المحافظة، خلال الفترة الممتدة من يناير/كانون الثاني 2023 وحتى مارس/آذار 2024.
وأشار المصدر إلى أن مليشيات الحوثي باتت تعاني من حرج كبير، وخاصة بعد عجز ما يسمى مدير أمن الجوف محسن الشريف وفشله في كبح جماح القبائل والتي تخوض حربا استنزافية صامتة على خط إمداد المليشيات نحو الجبهات.
وتستفيد قبائل الجوف من سيطرتها على صحراء واسعة، في خوض حرب استنزاف ضد عناصر مليشيات الحوثي، من خلال الاعتماد على أسلوب الهجمات المباغتة في كر وفر يستهدف الإطاحة بالقادة الميدانيين للانقلابيين، وفقا لمراقبين.