يمن الغد – تقرير
للالتفاف على العقوبات الأممية والأمريكية والبريطانية، شيد زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي شبكة مالية سرية لتبييض الأموال وغسلها والتحكم بمفاصل اقتصاد اليمن.
الشبكة المالية المرتبطة بشكل مباشر بمكتب عبدالملك الحوثي ويديرها ما يسمى “جهاز الأمن والمخابرات” تضم 10 قادة يتولون مهام مزدوجة أمنية-اقتصادية، وتنشط في مختلف القطاعات لا سيما الأراضي والعقارات، والأدوية، والمستلزمات الزراعية، والسجائر، والمواد الغذائية، والنقل البحري والبري، والصرافة والمؤسّسات المالية.
وكان الحوثيون قد نصبوا هذه القيادات الأمنية في مختلف الشركات الحكومية والخاصة بهدف اكتساب الخبرة قبل تشييدهم شركات جديدة لـ”تبييض ملايين الدولارات ومليارات الريالات المحصلة من الضرائب والجمارك وعائدات النفط والغاز وأراضي وعقارات الدولة وأموال الأوقاف والموازنة المركزية والمحلية والصناديق الخاصة”.
وهنا ننشر معلومات عن قيادات الشبكة المالية الحوثية التي أوردها تقرير حديث بعنوان “اللصوص السريون في اليمن”، لمنظمة “P.T.O.C”، وهي وكالة غير حكومية تتولى تعقّب الجرائم المنظّمة وغسل الأموال في هذا البلد، وقد أكدت أن هذه القيادات أسست شركات للهروب من عقوبات مجلس الأمن وأمريكا وبريطانيا على الجماعة المصنفة منظمة إرهابية منذ مطلع العام الجاري.
1- محمد عامر:
تصدر القيادي الحوثي محمد عباس قاسم عامر المكنى “أبوخليل” قائمة القيادات المسؤولة عن تأسيس “كيانات وشركات ومجموعة مالية سرية جديدة” بغرض غسل الأموال والمرتبطة بشكل مباشر بزعيم المليشيات المصنفة إرهابيا.
ووفقا للمعلومات الواردة في التقرير فإن عامر الذي يشغل منصب “وكيل جهاز الأمن والمخابرات” والمشرف الرئيس على عملية تبييض الأموال والقطاع الاقتصادي للحوثيين، يتولى إدارة منظومة مالية واقتصادية معقّدة لتمويل الجانب الاستخباراتي للجماعة والمرتبط بشكل وثيق بإيران.
وإلى جانب رجل الظل الخطر وصهر عبدالملك الحوثي، عبدالإله الحمران، يعد عامر أبوخليل “من أهم وأخطر العناصر الأمنية والاستخباراتية الحوثية المتحكّمة في الوضع الاقتصادي السري للمليشيات الانقلابية”.
وكان قضاء اليمن العسكري أصدر حكما بإعدام عامر مع 173 قياديا، بينهم زعيم المليشيات لانقلابهم على الشرعية أواخر 2014, وتورطهم في جرائم حرب وضد الإنسانية.
2- حسن الكحلاني:
يشغل حسن أحمد الكحلاني المكنى “أبوشهيد” منصب وكيل القطاع الخارجي بجهاز الأمن والمخابرات، وكذا منصب وكيل ثانٍ في ذات الجهاز التجسسي، كما يتولى أيضا “مهام أمنية واقتصادية قمعية ضد الشخصيات التجارية والسياسية”، وفقا للتقرير.
ولم يرد التقرير مزيدا من التفاصيل عن أبوشهيد، إلا أن مصدرا أمنيا قال لـ”العين الإخبارية”، إن الكحلاني (40 عاما) يعد من أبرز المتورطين في جرائم التفجيرات والاغتيالات بصنعاء كجبهة أخرى إلى جانب حروب صعدة (2004-2009)، وأصبح يعمل كحلقة وصل مع قيادات استخباراتية في الحرس الثوري الإيراني.
3- أبوجعفر الطالبي:
يتولى القيادي الحوثي محمد أحمد الطالبي المكنى “أبوجعفر” مهام شراء وتخزين ونقل الأسلحة داخل المليشيات مستغلا منصبه كمدير للمشتريات في وزارة الدفاع الحوثية وعمله كمساعد لشؤون الدعم اللوجستي لوزير الدفاع الحوثي.
ووفقا لتقرير P.T.O.C فإن الطالبي “ينتمي إلى أسرة مقرّبة من عبدالملك الحوثي، يشغل معظم أفراد هذه العائلة مناصب حساسة في مجال تبييض وغسل الأموال عبر أكثر من قطاع، بمن فيهم عبد الله حسين الطالبي الذي يعمل معه مؤيد المؤيد شقيق القيادي الحوثي في لندن أحمد المؤيد”.
وكانت الحكومتان الأمريكية والبريطانية فرضت في يناير/كانون الثاني 2024 عقوبات على الطالبي إلى جانب 3 قادة حوثيين آخرين لتورطهم في مهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فيما أكدت دراسات دولية أن الرجل يملك “شبكة إعادة شحن تتولى نقل البضائع المھربة بالشاحنات إلى مواقع التخزین الخاصة بشبكات حوثية لوجستية خفية”.
4- خالد خليل:
يعد الضابط السابق في جهاز المخابرات اليمنية خالد محمد خليل هو “رئيس الدائرة الاقتصادية لجهاز الأمن والمخابرات لمليشيات الحوثي، ويتولّى “عملية جباية الأموال والضرائب من شركات الصرافة والشركات التجارية العاملة في اليمن بشكل عام”.
ويؤكد التقرير أن خليل “مارس انتهاكات بشعة بحق تجّار ورجال أعمال وصرافين رفضوا تبييض أموال لمليشيات الحوثي، حيث تقدّمه المليشيات للواجهة بحكم تخصّصه في القطاع المالي لجهاز الأمن القومي سابقا”.
5- عبدالله المتميّز:
أكد التقرير أن عبدالله المتميز المكنى “أبوقاسم” الذي يتولّى مهام دائرة المشتريات المالية لجهاز الأمن والمخابرات التابع للحوثيين، يرتبط بشبكة مالية معقّدة واسعة، مبنية على شراء الأصول العقارية والممتلكات باهظة الثمن للقيادات الحوثية.
وكشف التقرير أن القيادي الحوثي (عبدالملك محمد عاطف) هو من يساند المتميز في هذه المهمة، مشيرا إلى أن الرجل أحيل مؤخرا للتحقيق في قضايا فساد مرتبطة بقيادات حوثية.
6- عبدالله الحوثي:
قال التقرير إن عبدالله حسين الحوثي، نجل الأكبر لمؤسسة الجماعة الأول (حسين الحوثي)، يدير مهام سرية بالغة التعقيد في تبييض الأموال للجماعة ويتنقل بشكل دائم بين إيران واليونان وإحدى الدول الإقليمية المساندة للحوثي.
7- عبدالملك عاطف:
قدم التقرير معلومات صادمة عن الأدوار الخفية للقيادي الحوثي “عبدالملك محمد صالح عاطف”المرتبط بشبكة غسل وتبييض أموال الحوثيين عبر شراء عقارات وأصول لقيادات مليشيات الحوثي المدعومة من إيران.
ووفقا لذات المصدر فإن عاطف يعد أحد المسؤولين البارزين في “لجنة الأراضي” التي اشتهرت بمصادرة آلاف الهكتارات من أراضي المواطنين والمعارضين لمليشيات الحوثي، بقيادة القيادي “أبوحيدر جحّاف” الذي يعمل في الشرطة العسكرية الحوثية.
وأشار إلى أن عاطف يرتبط بشكل وثيق “بمؤسّسات ومصالح مختلفة، أبرزها شركة النفط اليمنية التي منحته امتيازات عدّة بشكل سري، ومنها تعيين أحد أبنائه “علي عبدالملك” في أعمال ومهام شركة النفط للمتاجرة بها وجني الأموال.
ولفت إلى أن عاطف “عُرف عن ارتباطه بعمليات غسل وتبييض أموال الحوثيين عبر شركة الروضة للصرافة، المنضوية تحت مظلة شبكة “سعيد الجمل” الإيرانية التي تغذي مليشيات الحوثي بالأموال والأسلحة الإيرانية.
وكشف التقرير استغلال عبدالملك عاطف مؤسّسة خيرية تدعى “بيت الإنسانية” للتغطية على أنشطته في عمليات غسل الأموال وتبييضها لصالح قيادات جماعة الحوثي، فضلا عن السيطرة على حصص الإغاثة من المنظّمات الدولية بالتنسيق مع”آلية سكمشا” أو ما يسمى “المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية والتعاون الدولي”.
8- عبدالله النعمي:
قال التقرير إن النعمي يعد أحد المسؤولين عن عمليات غسل وتبييض الأموال ونقلها من وإلى إيران، إضافة إلى نقل المعلومات اللوجستية، ويعمل في منصب صوري فيما ما يسمى “المجلس الأعلى لتنسيق الشؤون الإنسانية”.
وفيما أشار التقرير إلى عمل النعمي في مواقع أخرى داخل حكومة الانقلاب غير المعترف بها، أكد امتلاك المنظمة تفاصيل وفيديوهات حصرية توثّق زياراته إلى إيران مؤخرا.
9- أحمد العنسي:
كشف التقرير أن القيادي الأمني لمليشيات الحوثي أحمد عبدالكريم أحمد العنسي (الشرعي) والمكنى “أبويوسف”، هو من يدير شبكة المسؤولة عن تهريب المعدات والأجهزة التي تحتاج إليها المليشيات الحوثية من دولة إقليمية على حدود اليمن الشرقية إلى صنعاء، كما يهرب “مبالغ مالية وبضائع” للحوثيين كجزء من عملية غسيل أموال منظمة.
10- زيد الشرفي:
يعتبر القيادي الحوثي “زيد علي يحيى حسن الشرفي”، أحد أبرز تجار المليشيات ومن أهم المسؤولين الماليين داخل الجماعة إثر إشرافه على عدد من الشركات الاستثمارية التابعة لعدد من قيادات الصف الأوّل للمليشيات.
ومن أهم الشركات والاستثمارات التي يشرف عليها الشرفي التابعة للقيادي النافذ “محمد علي الحوثي”، ابن عم زعيم المليشيات والمتزوج شقيقة زيد الشرفي.
وذكر التقرير أن الشرفي شيد شركات تعمل لصالح المليشيات الحوثية ومسجّلة بأسماء أشخاص آخرين، من هذه الشركات “يمن كرود للتجارة والخدمات النفطية” و”مستر أويل للتجارة والاستيراد” و”ستار بلاس للصناعات الدوائية”.
وأشار إلى أن مستر أويل تأسّست عام 2018، وتعمل لصالح المليشيات الحوثية في مجال الخدمات النفطية والغاز، وقد عملت الشركة لفترة في تجارة النفط، ولم يرصد لها نشاط خلال الفترة الأخيرة، مرجحا توقفها عن العمل فيما تأسست شركة ستار بلاس عام 2020 كإحدى شركات المليشيات التي لا يقتصر نشاطها على الأدوية، إنما هي يد خلفية للأنشطة المشبوهة.