فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على شبكة شراء الأسلحة للحوثيين، الإثنين، بالتزامن مع شن سلسلة من الغارات المتواصلة على مواقع للمليشيات غربي اليمن.
وأدرجت الخزانة الأمريكية 9 أفراد وكيانات وسفينة إلى قائمة العقوبات لارتباطها بشبكات شراء الأسلحة للحوثيين، بما في ذلك بعض الجهات العاملة في الصين، حيث تنتشر عشرات المكاتب الوسيطة المرتبطة بالمخابرات الإيرانية.
وضمت القائمة الجديدة من العقوبات قياديان حوثيان بارزان هما “علي الوزير” المقيم في الصين ويستغل التجارة لإخفاء نشاطه العسكري، و”معاذ الحيفي” المقيم في مسقط، سبق إدراجه مع إحدى شركاته في القوائم السوداء الفيدرالية من قبل مكتب الصناعة والتجارة (BIS) الأمريكي.
ووفقا للجانب الأمريكي، فإن الأشخاص والجهات المعاقبة “مكّنت مليشيات الحوثي من تحقيق الإيرادات والحصول على مجموعة من المواد اللازمة لتصنيع الأسلحة المتقدمة التي تستخدم في هجمات إرهابية مستمرة ضد المصالح الأمريكية وحلفائها، كان أبرزها قصف سفن الشحن”.
وقالت الخزانة الأمريكية في بيان” إن القيادي الحوثي “علي عبد الوهاب محمد الوزير” المقيم في الصين لعب “دورًا رئيسيًا في شراء المواد التي مكنت مليشيات الحوثي من تصنيع الأسلحة بالداخل اليمني”.
ووفقا لمعلومات الجانب الأمريكي فإن القيادي الحوثي المكنى بـ”الأمير” والمولود عام 1978، استخدم شركته ومقرها هونغ كونغ وتسمى “شركة قوانغتشو تسنيم التجارية المحدودة ( Guangzhou Tasneem Trading Company Limited) للحصول على هذه العناصر وشحنها إلى اليمن”.
وأدرج الوزير وشركته بموجب الأمر التنفيذي 13224، لتقديمه المساعدة المادية أو الرعاية والدعم المالي أو المادي أو التكنولوجي أو السلع أو الخدمات للحوثيين.
في السياق، أكدت الخزانة الأمريكية أن قادة مليشيات الحوثي شيدوا شركات استيراد وتصدير في بلدان ثالثة كعمان وتم استخدامها في نقل “المواد المستخدمة في صنع الأسلحة والتي تم شراؤها من الموردين المقيمين في الصين وغيرهم من الموردين الدوليين إلى اليمن”.
أحد أبرز هذه الشركات هي “الشركة الدولية للواجهات الرقمية الذكية المحدودة (ISDI)” والمملوكة للقيادي الحوثي “معاذ أحمد محمد الحيفي” المقيم في مسقط، وقد عمل على “شراء وتسهيل نقل مكونات صواريخ كروز ومعدات التصنيع وغيرها من المواد ذات الاستخدام المزدوج إلى اليمن بالتنسيق مع كبار القادة الحوثيين”.
وكشف الجانب الأمريكي عن استخدام مليشيات الحوثي عام 2020، صاروخ كروز من نوع “قدس” في الهجوم على منشأة أرامكو السعودية، حيث كان الصاروخ يحتوي على مكونات حصلت عليها الشركة الدولية للواجهة الرقمية الذكية المحدودة (ISDI) من مورد مقره في الصين.
وقالت الخزانة الأمريكية إن مليشيات الحوثي “حصلت على المكونات الحيوية لأسلحتها من شركات مقرها الصين، من بينها شركة Ningbo Beilun Saige Machine Co Ltd، التي نسقت معها المليشيات لشراء المواد الضرورية لتصنيع الطائرات دون طيار والأسلحة الأخرى”.
كما قامت قيادات حوثية بالتنسيق مع شركة Dongguan Yuze Machining Tools Company Limited للحصول على معدات بقيمة عشرات الآلاف من الدولارات لجهود إنتاج الأسلحة المحلية”.
إلى جانب العقوبات على الشركتين أعلاه، عاقبت واشنطن كذلك “السفينة OTARIA التي ترفع علم الكاميرون والتي تديرها شركة Stellar Wave Marine LLC، لتورطها في شحن سلع لشبكة سعيد الجمل أواخر مايو/أيار 2024”.
كما طالت العقوبات قيادي يحمل الجنسية العراقية يدعى “حيدر مزهر مالك الصعيدي ويلقب بـ”الغراوي” وهو من مواليد 1978 لارتباطه بشبكة حوثية في الصين تعمل في تسهيل شراء المواد لأسلحة المليشيات ونقلها إلى اليمن.
وقالت مصادر مطلعة بالأنشطة الحوثية الخارجية، أن “شبكة تجار لبنانيين وعراقيين وفلسطينيين محسوبين على المخابرات الإيرانية يقومون بأخذ كميات كبيرة من المواد الاستهلاكية من الصين وتركيا وماليزيا وبيعها على تجار يمنيين على أن يتم دفع القيمة ماليا لمليشيات الحوثي في صنعاء”.
وأكدت المصادر أن هذا النوع من النشاط “جاء لتسهيل وصول الدعم مباشرة للحوثيين من غير عوائق” والالتفاف على العقوبات الأمريكية المفروضة على كيانات إيرانية وحوثية وأخرى من شركات تتبع أذرع طهران بالمنطقة.
ووفقا للمصادر فإن مليشيات الحوثي تعتمد على “مكاتب وساطة في الصين للقيام بالتنسيق بين التجار اليمنيين هناك ومندوبين يتبعون المخابرات الإيرانية والحرس الثوري” لتسهيل وصول الدعم المالي للانقلابيين في صنعاء.
من جهتها، قالت مصادر محلية إن “عدة مواقع حوثية في محافظة الحديدة تعرضت لسلسلة من الغارات العنيفة من قبل الولايات المتحدة ما أدى إلى وقوع انفجارات لا سيما في جزيرة كمران المطلة على خطوط الملاحة”.
واعترفت مليشيات الحوثي بتعرض مواقعها العسكرية في جزيرة كمران شمالي المحافظة ومطار الحديدة الدولي جنوبي المدينة لنحو 10 ضربات، واتهمت أمريكا وبريطانيا بشنها دون تقديم مزيد من التفاصيل عن الخسائر.
وتعد كمران التي تم قصفها بـ4 غارات من قبل الولايات المتحدة بمثابة خط الدفاع الأول للحوثيين على الصليف.
وتعتبر منطلق للزوارق المفخخة، كما يتواجد فيها أماكن عسكرية محظورة عن الاقتراب من قبل السكان منها قصر الملكة”، بحسب مصدر عسكري.
وفي وقت سابق، الإثنين، قالت مصادر أمنية يمنية رفيعة إن “عدة ضربات أمريكية مركزة خلفت 39 قتيلا بينهم خبراء أجانب وقيادات رفيعة فيما يسمى بـ”القوات البحرية” و”القوات الجوية”، للحوثيين كانوا يتواجدون في مخبأ سري تحت الأرض.
وأكدت المصادر مقتل 4 خبراء أجانب مختصين في شبكات أنظمة الرادار وأجهزة التعقب والاستشعار البحرية، بينهم إيرانيان من أعضاء الحرس الثوري وثالث في حزب الله وهو من جنسية أفريقية”، وذلك في ضربات استهدفت موقعا حساسا للمليشيات البحرية الحوثية في الجبانة شمالي الحديدة.
وبحسب إحصائية، من بيانات القيادة المركزية الأمريكية، فإن الضربات التي استهدفت مواقع مليشيات الحوثي في الحديدة وصنعاء وريمة منذ 1 وحتى 15 يونيو/ حزيران دمرت 32 زورقا ورادارا وصاروخا ومنصة إطلاق وطائرة مسيرة.
وتأتي هذه العقوبات والضربات عقب تصاعد هجمات مليشيات الحوثي بشكل بالغ الخطورة مؤخرا منها هجوم على سفينة الفحم اليونانية إم في تيوتر بقارب مفخخ قبالة الحديدة والتي بدأت بالغرق فعليا.
كما بدأت ناقلة البضائع “فيربينا” الأوكرانية بالغرق هي الأخرى بخليج عدن بعد تعرضها لهجوم حوثي بصاروخين مضادين للسفن.
وشن الحوثيون منذ 19 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أكثر من 190 هجومًا منها هجوم أدى إلى غرق سفينة روبيمار في البحر الأحمر وسقوط قتلى وجرحى ومفقودين من سفن أخرى.