تقرير دولي صادم عن شرطة الأخلاق الحوثية وكيف أحالت حياة الأقليات إلى حجيم؟
بات تضييق الخناق على الأقليات والمذاهب الدينية سمة مميزة للعاصمة اليمنية المختطفة صنعاء التي كانت رمزا للتعايش والانفتاح على الآخر.
ولم تنجُ جماعة دينية وأقلية باليمن، على ما يقول نشطاء ومراقبون، مما يسمى “شرطة الأخلاق” التي استنسخها الحوثيون عن إيران وباتت الجهاز القمعي المعني بمطاردة المسيحيين واليهود والبهائيين والبهرة وحتى السلفيين وبقية المذاهب الدينية الأخرى.
وبحسب تقرير حديث صادر عن السفارة الأمريكية في اليمن، فإن مليشيات الحوثي مارست أكثر من 1000 حالة قمع ديني في المناطق الواقعة تحت سيطرتها خلال الفترة من يناير/كانون الثاني 2020 إلى مارس/آذار 2022، في إحصائية مقلقة عن حجم الاضطهاد الموجهة ضد الأقليات.
التقرير، أكد أن “شرطة الأخلاق” التابعة لمليشيات الحوثي ارتكبت معظم أعمال القمع الحوثية بما في ذلك محاولة فرض أيديولوجية الحوثيين على القطاعين الديني والتعليمي وعلى المجتمع اليمني شمالا.
وذكر تقرير الحكومة الأمريكية أن “مليشيات الحوثي استهدفت الأقليات الدينية غير المسلمة بشكل غير متناسب، وكذا قامت بقمع الشعائر ذات الميول السنية”.
وأشار التقرير إلى أن 90% من ألف و109 حالات قمع ديني شهدها اليمن خلال 2020 و2022 وقعت في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي ومارس أغلبها الجهاز القمعي المعروف بـ”شرطة الأخلاق” التابع للجماعة المدعومة إيرانيا.
وسلط التقرير الضوء على الجريمة الحوثية المنسية منذ سنوات المتمثلة باختطاف المواطن اليمني ليوي سالم موسى مرحبي آخر من تبقى من اليهود اليمنيين في البلاد.
وقال التقرير إن مليشيات الحوثي “تواصل احتجاز المواطن اليمني اليهودي ليوي سالم موسى مرحبي، الذي يُعتقد أنه آخر يهودي متبقي في البلاد، الذي اختطفته المليشيات عام 2016، على الرغم من محاكمته وصدور حكم من محكمة “خاضعة للمليشيات” في عام 2019 بإطلاق سراحه.
وأكد التقرير أن عناصر تابعة لمليشيات الحوثي قامت “بتعذيب اليهودي اليمني ليوي مرحبي أثناء اختطافه، مما أدى إلى إصابته بالشلل الجزئي، نتيجة التعذيب” ولازالت تخفيه قسرا في سجونها السرية شمال اليمن.
وبحسب التقرير فإن مليشيات الحوثي مارست الاضطهاد ضد البهائيين ونفتهم خارج اليمن، فيما لا يزال في سجونها 5 بهائيين، بعد أن قامت عناصر تابعة لهم في مايو/أيار 2023، بمداهمة اجتماعا دينيا للبهائيين واختطاف 17 منهم بقوة السلاح، قبل أن يفرج عن 12 في وقت لاحق.
كما مارست المليشيات الحوثية المضايقات القضائية بتهمة الردة لمن ينتمي للمسيحية، بالإضافة إلى وسائل أخرى خارج نطاق القضاء مثل التهديدات والاعتداءات والاختطافات.
وقال التقرير الأمريكي إن مليشيات الحوثي عبر شرطة الأخلاق “فرضت قيودًا ذات دوافع أيديولوجية على لباس المرأة، وحرية الحركة، والحصول على العمل، والتعليم، والرعاية الصحية، والعمل في مجال الإغاثة”، والتي أثرت سلباً على إيصال المساعدات الإنسانية للمواطنين المحتاجين.
وأشار إلى أن الحوثيين استمروا في فرض ما فسروه على أنه متطلبات للحفاظ على “الهوية الإيمانية” عبر فرض لباس محدد للمرأة والتضييق على حرية الحركة وتكوين الجمعيات في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم في إطار أدلجة جماعية للسكان.
ولفت إلى أن الحوثيين استمروا بعمل معسكرات صيفية هذا العام؛ وذلك لتلقين الطلاب الأيديولوجية الحوثية، والعمل على تجنيد الأطفال في هذه المعسكرات المغلقة.
وأوضح أن “الحوثيين أجروا ما يقرب من 500 تعديل على المناهج المدرسية؛ وذلك لتعزيز أيديولوجيتهم ومطالبتهم بالحق الإلهي في الحكم استنادا للنسب العائلي.
كما حددوا هدفا لهذا العام- طبقا للتقرير- بتجنيد 1.5 مليون طفل في مخيماتهم الصيفية تحت شعار “التعلم والجهاد”، حيث تقدم المعسكرات الصيفية التلقين الديني، والتدريب القتالي للأطفال الذين جندهم الحوثيون.
وبلغت عدد المعسكرات الصيفية للحوثيين نحو 9 آلاف و100 معسكر في مختلف المناطق الواقعة تحت سيطرة المليشيات، وكلفت نحو 20 ألف رجل دين ومرشد ثقافي وديني بعضهم من إيران وحزب الله اللبناني، لأدلجة وغسل عقول الطلاب، وفقا لذات المصدر.