أعادت قوات العمالقة الجنوبية ضبط إيقاع المعركة جنوبي محافظة مأرب، بينما نددت الحكومة اليمنية بتصعيد مليشيات الحوثي وحذرت من “العودة لمربع الحرب”.
واستعادت قوات العمالقة عدة مواقع مهمة في بلدة “الجفرة” في مديرية العبدية، جنوبي مأرب، منها جبل استراتيجي كانت قد تراجعت منه إثر هجوم مباغت لمليشيات الحوثي قبل أن تعود لفرض السيطرة عليه، بحسب مصادر عسكرية.
وأكدت المصادر يوم الثلاثاء، أن قوات العمالقة “استعادت السيطرة على جبل عراش الاستراتيجي بعد ساعات من سقوطه في قبضة مليشيات الحوثي، كما سيطرت على عدد من المواقع الجديدة التي كانت خاضعة لسيطرة الانقلابيين”.
وكانت مليشيات الحوثي قد دفعت بتعزيزات كبيرة إلى جبهة الجفرة وشنت هجوما واسعا تحت تغطية نارية كثيفة بالمدافع والطائرات المسيرة، الإثنين الماضي، وهو ما دفع قوات العمالقة لاحقا للرد بهجوم مضاد لتأديب الجماعة المدعومة من إيران وإعادة ضبط إيقاع المعركة ميدانيا.
ونجحت قوات العمالقة في الإطاحة بالقيادي الحوثي المدعو أبو أحمد القيسي قائد الهجوم للمليشيات على “الجفرة”، الذي قتل بجانب عشرات العناصر آخرين، فيما قتل عدد من جنود العمالقة ومحور سبأ، وفقا للمصادر.
وأشارت المصادر إلى أن مليشيات الحوثي ردت بعد مقتل قائدها الميداني وخسارة مواقعها القتالية بقصف انتقامي هستيري وعشوائي على القرى والمناطق السكنية في الجفرة لحمل الأسر مجددا على النزوح بعيدا عن منازلها.
وخلال اليومين الماضيين، صعد الحوثيون هجماتهم الميدانية في عدة جبهات قتالية ما فجر معارك عنيفة لاسيما في جنوب مأرب ومدينة تعز والحديدة، مما أدى إلى سقوط خسائر بشرية ومادية من الطرفين للمرة الأولى منذ أشهر.
ووقع أشد هجوم في محور سقم إحدى الجبهات المحورية في الساحل الغربي، حيث حاولت مليشيات الحوثي التقدم وأطلقت نحو 5 صواريخ غراد وأمطرت المنطقة بالقذائف لكن قوات العمالقة تصدت ببسالة “للهجوم الغادر وكبدت المليشيات خسائر كبيرة وأجبرتها على التراجع وهي تجر أذيال الهزيمة”.
وحذرت الحكومة اليمنية من تصعيد مليشيات الحوثي في الجبهات والذي يعيد الأوضاع لمربع الحرب ويقوض أي تقدم في مشاورات مسقط حول ملف الأسرى والمختطفين.
وقالت الحكومة المعترف بها دوليا، على لسان وزير إعلامها معمر الأرياني، إن “مليشيات الحوثي صعدت بشكل واسع في جبهات مأرب وتعز والحديدة تزامنا مع انطلاق جولة جديدة من المشاورات بشأن تبادل الأسرى والمختطفين في العاصمة العمانية مسقط برعاية مكتب المبعوث الأممي”.
وبحسب الارياني فإن التصعيد الكبير “يكشف مساعي الحوثي لتقويض أي تقدم في الملف الإنساني الخاص بالأسرى والمختطفين، ويعد استهتارا بالجهود التي تبذلها الدول الشقيقة والصديقة للتهدئة وإحلال السلام في البلاد”.
وأضاف: “هذا التصعيد الخطير والمتواصل في مختلف الجبهات يؤكد استمرار مليشيات الحوثي في استثمار التعاطف الشعبي مع مأساة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لحشد وتعبئة المقاتلين وجمع الأموال والأسلحة، وتوجيه تلك الإمكانات لنسف فرص التهدئة وإعادة الأوضاع لمربع الحرب، وقصف المدن والقرى وقتل اليمنيين”.
وفيما دعا الأرياني المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومبعوثها الخاص إلى “مغادرة مربع الصمت وإدانة هذا التصعيد الخطير للحوثيين”، جدد التأكيد على أهمية “الشروع الفوري في تصنيف المليشيات “منظمة إرهابية” وتجفيف منابعها المالية والسياسية والإعلامية”.
كما دعا المجتمع الدولي “لتقديم الدعم الحقيقي للحكومة اليمنية لاستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب وفرض سيطرتها وتثبيت الأمن والاستقرار على كامل الأراضي اليمنية”.