عودة ناقلة نفط بعد تعرضها لهجوم في البحر الأحمر ومليشيات الحوثي تتبنّى مهاجمة 3 سفن وتدمير 5 طائرات
أوضح مركز المعلومات البحرية المشترك في البحر الأحمر وخليج عدن اليوم (الثلاثاء) أن الناقلة «تشيوس ليون» التي ترفع علم ليبيريا حولت اتجاهها لطريق العودة بعد تعرضها لهجوم من جماعة الحوثي اليمنية أمس (الاثنين) لتقييم الأضرار والتحقيق في تسرب نفطي محتمل، وفقاً لوكالة «رويترز».
وأعلن الحوثيون أنهم استهدفوا ثلاث سفن، بينها ناقلة نفط، في البحرين الأحمر والمتوسط بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة وزوارق ملغومة.
حيث تبنّت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران مهاجمة 3 سفن إحداها في البحر المتوسط، بينما أعلن الجيش الأميركي تدمير 5 طائرات من دون طيار، في سياق التصدي للهجمات البحرية التي توشك أن تطوي شهرها الثامن.
وتشن الجماعة منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) هجماتها في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي؛ إذ تدعي أنها تحاول منع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل بغضّ النظر عن جنسيتها، وكذا السفن الأميركية والبريطانية، كما تزعم أنها تقوم بهجمات في البحر المتوسط وموانئ إسرائيلية بالاشتراك مع فصائل عراقية مسلحة، وهي الهجمات التي لم تؤكد وقوعها أي تقارير غربية أو إسرائيلية.
وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية يحيى سريع إن جماعته استهدفت 3 سفن، بينها ناقلة نفط، في البحرين الأحمر والمتوسط بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة وزوارق مفخخة.
وتبنى المتحدث الحوثي في بيان متلفز مهاجمة السفينة «بنتلي 1» والناقلة «تشيوس ليون» في البحر الأحمر، وهي الهجمات التي أكدتها تقارير أمن بحري بريطانية، كما أكدها الجيش الأميركي دون الحديث عن أي إصابات.
وزعم المتحدث العسكري الحوثي أن جماعته هاجمت بالاشتراك مع فصيل عراقي مسلح موالٍ لإيران السفينة «أولفيا» في البحر المتوسط، وهو الهجوم الذي لم تؤكده أي تقارير غربية أو إسرائيلية.
وكانت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية وشركة «أمبري» للأمن البحري ذكرتا، الاثنين، أن سفينتين تعرضتا لهجمات في البحر الأحمر قبالة مدينة الحديدة اليمنية، وأن إحداهما أبلغت عن تعرضها لبعض الأضرار، وأن السفينتين وطاقمهما بخير، وتتجهان إلى ميناء التوقف التالي.
ضربات دفاعية:
على وقع الهجمات الحوثية المستمرة ضد السفن، أعلن الجيش الأميركي في بيان تدمير 5 طائرات حوثية من دون طيار، وأكد وقوع هجومين ضد سفينتين في البحر الأحمر دون أضرار.
وأوضحت القيادة المركزية الأميركية أن قواتها نجحت في تدمير 5 طائرات من دون طيار تابعة للحوثيين المدعومين من إيران، 3 منها فوق البحر الأحمر و2 فوق المناطق التي تسيطر عليها الجماعة في اليمن.
وتقرر أن هذه الطائرات من دون طيار – وفق البيان – تمثل تهديداً وشيكاً للولايات المتحدة وقوات التحالف والسفن التجارية في المنطقة، وأنه جرى اتخاذ الإجراءات لحماية حرية الملاحة، وجعل المياه الدولية أكثر أماناً.
وأضاف البيان أن الحوثيين شنوا هجمات متعددة على السفينة «إم تي بنتلي 1» وهي سفينة ناقلة ترفع علم بنما، وتملكها إسرائيل، وتديرها موناكو في البحر الأحمر، وتحمل زيتاً نباتياً من روسيا إلى الصين، حيث استخدم الحوثيون 3 زوارق في هذا الهجوم، أحدها زورق مسيّر، ولم يجرِ الإبلاغ عن أي أضرار أو إصابات في هذا الوقت.
وفي وقت لاحق، طبقاً للبيان الأميركي – أطلق الحوثيون صاروخاً باليستياً مضاداً للسفن من منطقة يسيطرون عليها فوق البحر الأحمر باتجاه السفينة «إم تي بنتلي1»، ولم يجرِ الإبلاغ عن أي أضرار أو إصابات في هذا الوقت.
وبشكل منفصل، هاجم الحوثيون بزورق مفخخ ناقلة النفط الخام «تشيوس ليون»، في البحر الأحمر، وهي ناقلة نفط خام مملوكة لليونان، وترفع العلم الليبيري، وتديرها اليونان؛ ما تسبب في حدوث أضرار، ولم يجرِ الإبلاغ عن أي إصابات.
ووصف بيان القيادة المركزية الأميركية هجمات الحوثيين بـ«المتهورة» وقال إن هذا السلوك «يهدد الاستقرار الإقليمي، ويعرِّض حياة البحارة عبر البحر الأحمر وخليج عدن للخطر»، متوعداً بالاستمرار في عمل القوات الأميركية في «العمل مع الشركاء لمحاسبة الحوثيين، وتقويض قدراتهم العسكرية».
170 سفينة:
ومنذ بدء التصعيد في نوفمبر الماضي، تبنت الجماعة الحوثية مهاجمة نحو 170 سفينة في البحر الأحمر وخليج عدن، كما أقر زعيمها عبد الملك الحوثي بتلقي أكثر من 570 غارة منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي، معترفاً بسقوط 57 قتيلاً و87 جريحاً، جراء الضربات.
وأصابت الهجمات الحوثية، حتى الآن، نحو 30 سفينة منذ بدء التصعيد، غرقت منها اثنتان؛ إذ أدى هجوم في 18 فبراير (شباط) إلى غرق السفينة البريطانية «روبيمار» في البحر الأحمر، قبل غرق السفينة اليونانية «توتور»، التي استُهدفت في 12 يونيو (حزيران) الماضي.
كما أدى هجوم صاروخي في 6 مارس (آذار) الماضي إلى مقتل 3 بحارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف في خليج عدن سفينة «ترو كونفيدنس» الليبيرية.
وإلى جانب الإصابات التي لحقت بالسفن، لا تزال الجماعة تحتجز السفينة «غالاكسي ليدر» التي قرصنتها في 19 نوفمبر الماضي، واقتادتها مع طاقمها إلى ميناء الصليف، شمال الحديدة، وحوّلتها مزاراً لأتباعها.
وأثّرت هجمات الحوثيين على مصالح أكثر من 55 دولة، وفقاً للجيش الأميركي، وهدّدت التدفق الحر للتجارة عبر البحر الأحمر، وهو حجر أساس للاقتصاد العالمي؛ إذ دفعت الهجمات أكثر من 10 شركات شحن كبرى إلى تعليق عبور سفنها عبر البحر الأحمر، ما تسبب في ارتفاع أسعار التأمين على السفن في المنطقة.
وتسبّب تصعيد الحوثيين في إصابة مساعي السلام اليمني، التي يقودها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ بالجمود؛ إذ تسود المخاوف من انهيار التهدئة الهشّة المستمرة منذ عامين، وعودة القتال على نطاق أوسع.
وتقول الحكومة اليمنية إن الحل ليس في الضربات الغربية الدفاعية ضد الحوثيين، وإن الوسيلة الأنجع هي دعم قواتها المسلحة لاستعادة الحديدة وموانئها وكل مؤسسات الدولة المختطفة وإنهاء الانقلاب المدعوم إيرانياً.