يتصاعد التوتر بين القبائل ومليشيا الحوثي الإرهابية، في ظل توسع دائرة الحرب الشعواء والممنهجة التي تشنها الأخيرة ضد عدد من شيوخ قبائل طوق صنعاء التي قابلتها بالمواجهة في خيار يعد الأقل كلفة.
وتمارس مليشيا الحوثي بحق شيوخ القبائل انتهاكات عديدة أبرزها محاولة تصفيتهم ومداهمة منازلهم أو اختطافهم ونهب أراضيهم بالقوة بغرض إخضاعهم وإذلالهم وإضعاف القبائل التي تعد آخر معسكرات مقاومة سطوة وهيمنة المليشيا في الداخل.
وفي أحدث تلك الانتهاكات، قامت المليشيا الحوثية بقيادة المنتحل صفة محافظ صنعاء القيادي عبدالباسط الزيلعي الملقب بـ”الهادي” ومدير الأمن بالمحافظة القيادي يحيى المؤيدي بإرسال حملة عسكرية داهمت منزل الشيخ أحمد صالح شديق أحد أبرز مشايخ خولان واختطافه مع أحد مرافقيه بعد نفاد الذخيرة إثر تصديهم لها واندلاع اشتباكات مع الحملة استمرت لساعات بحي دار سلم.
المليشيا أرجت اقتحام منزل الشيخ “شديق” إلى ضبط مطلوب أمني يدعى “عبدالوهاب طامش” بحجة استضافته من قبل “شديق” رغم أن “طامش” متواجد في صنعاء منذ اكثر من ستة اشهر ويتجول في شوارعها ويخرج ويدخل من بيته امام مرأى ومسمع الجميع على خلفية قتله ابن عمه.
وشهدت منطقة الشرزه احتشاداً مسلحاً من قبل قبائل خولان السبع التي وحددت مهلة 24 ساعة لإطلاق سراح الشيخ أحمد صالح شديق وأفرج عنه الحوثيون قبل انتهاء مهلة القبائل التي كانت تعتزم محاصرة معسكر العرقوب التابع للمليشيا، في وسيلة للضغط على الجماعة لإطلاق سراح الشيخ “شديق”.
وفي حادثة أخرى، احتشدت قبائل الحيمتين الداخلية والخارجية تلبية لدعوة الشيخ محمد شردة للنكف القبلي عقب تعرضه لمحاولة اغتيال من قبل مليشيا الحوثي بصنعاء إثر تصديه لمحاولة السطو على قطعة أرض تابعة له.
وأكدت مصادر مطلعة، أن مئات المسلحين والمجاميع القبلية احتشدت في إحدى صالات المناسبات بصنعاء للتنديد بمحاولة تصفية الشيخ محمد شردة عضو مجلس النواب بصنعاء أحد أبرز مشايخ الحيمة.
وتوافد مشايخ الحيمتين والعديد من مشايخ قبائل اليمن ومجاميع قبلية كبيرة للتضامن القبلي مع الشيخ شردة وتحديد موقف إزاء محاولة اغتيال الشيخ “شردة” لكن المليشيا قامت بإرسال الشيخ الموالي لها زايد الريامي كوساطة وقام بتحكيم الشيخ محمد شردة بقطعة سلاح آلي (بندق للصبر).
وكان تعرض عضو مجلس النواب عن الدائرة (218) بمديرية الحيمة الشيخ محمد شردة لمحاولة اغتيال مساء السبت الماضي في أحد شوارع صنعاء.
وذكر مصدر قبلي، أن سيارة الشيخ شردة تعرضت لوابل من الرصاص من قبل مشرف الحوثيين أبو حيدر زيدان المعين مندوباً لها بوزارة الدفاع التابعة لحكومة المليشيا في منطقة حدة جنوب غرب صنعاء.
ويأتي ذلك عقب تصدي البرلماني الشيخ محمد شردة ومرافقيه لمحاولة القيادي الحوثي “زيدان” بإيعاز قيادات حوثية السطو على أرض واسعة مملوكة له بصنعاء.
وفي السياق، حاولت مليشيا الحوثي عبر وجهاء موالين لها نزع المشيخ عن الشيخ يحيى بن يحيى القاضي عضو مجلس النواب أحد أبرز مشايخ بني حشيش، على خلفية تنفيذ حكم إعدام بحق متهم بقتل أحد أقربائه.
وقالت مصادر محلية، إن أسرة متهم بالقتل وبعض عقال ووجهاء بني حشيش لجأوا قبل أشهر إلى الشيخ يحيى بن يحيى القاضي عضو مجلس النواب واستنجدوه للوقوف معهم لإقناع أبناء عمومته أولياء الدم في العفو في قضية مقتل نجل عبدالوهاب القاضي، وسعى الشيخ يحيى القاضي بكل جهوده لإقناعهم بالعفو، وعرض عليهم 50 مليون ريال كغرامة، وقام بتأجيل الحكم من شهر رمضان الماضي، ورفض أولياء الدم العفو عن الجاني حتى نفذ فيه حكم الإعدام أول من أمس.
وبحسب المصادر فإنه بعد تنفيذ حكم الإعدام قامت أسرة الجاني وبعض وجهاء بني حشيش -موالين لمليشيا الحوثي- بإيعاز من مشرفين حوثيين بالمديرية بإعلان التبرّؤ من الشيخ يحيى بن يحيى القاضي وعدم تمثيله لهم في دولة أو قبيلة بسبب عدم عفو أولياء الدم عن الجاني.
واعتبر ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي ما قام به هؤلاء الوجهاء أمراً معيباً وتصرفاً غير مقبول ومخالفاً للأسلاف والأعراف القبلية، وسط إدانات واستنكار ورفض في الأوساط القبلية، معتبرين ذلك لا يمثل كافة أبناء قبيلة بني حشيش.
وبالمقابل، تدخلت وساطة محلية من بني حشيش يقودها الشيخ يحيى القاضي لمطالبة قبيلة أرحب بمهلة لقبيلة حاشد لتحضير الجناة في قضية مقتل “عبدالرزاق حمود الشرادي الثنائي” وأصهاره أبناء “الحيمي” على يد مسلحين حوثيين من بيت “الشيبري” وقد أعطت أرحب على لسان ممثلها الشيخ هشام ردمان مهلة أسبوع فقط لتسليم وضبط الجناة وتحقيق العدالة، وهو ما اعتبره مراقبون رسالة من مشايخ وأعيان بني حشيش بالتمسك بالشيخ يحيى بن يحيى القاضي كمراغة وشيخ لهم وممثلاً لهم في المواقف القبلية.
وخلال السنوات الماضية عمدت مليشيا الحوثي إلى اختطاف والاعتداء وتصفية عدد من شيوخ القبائل خاصة بعد فشلها في استقطاب المزيد من المجندين إلى صفوفها في المناطق الخاضعة لسيطرتها في إطار محاولاتها ومساعيها الرامية لتنصيب مشايخ جدد يدينون بالولاء لها بغرض التحكم بأبناء القبائل واستخدامهم لصالح تحقيق مشروعها الطائفي.