صعقت غارات إسرائيل على ميناء “الحديدة” مليشيات الحوثي التي توعدت الرد وشرعت تُرتب وضعها الأمني لاستيعاب أي ضربات مقبلة خاصة في شمال وغربي اليمن.
ولم يتوقع الحوثي ومن خلفه إيران ردا اسرائيليا سريعا في اليمن البعيد بعد هجوم تل أبيب، الذي خلف قتيلا و10 جرحى إثر سقوط طائرة مسيرة حصلت عليها المليشيات حديثا عبر التهريب، ولا تزال تخضع لاختبار خبراء إيرانيين، وفقا لمصادر أمنية في صنعاء لـ”العين الإخبارية”.
وأكدت المصادر أن الغارات الإسرائيلية التي استهدفت منشآت عسكرية وأخرى للطاقة في الحديدة، يوم السبت الماضي، دفعت مليشيات الحوثي لتكثيف استعداداتها للمواجهة واتخذت تدابير أمنية غير مسبوقة لحماية قياداتها خاصة في محافظتي الحديدة وصنعاء.
وقالت مصادر أمنية خاصة في صنعاء إن “مليشيات الحوثي كلفت وحدة أمنية بمهمة إدارة الغطاء الأمني الخاص بقياداتها ووجهتهم برفع الاحتياطات الأمنية وعدم الظهور في العلن، حتى تلقيهم إخطارا أو إشعارا من قبل هذه الوحدة المسؤولة بتعزيز حمايتهم.
وأكدت المصادر أن أهم التدابير الأمنية لمليشيات الحوثي تضمنت توزيع القيادات الكبيرة للمليشيات على عدد من “الأنفاق المخصصة للطوارئ، وهي أنفاق تكشف عنها المليشيات لأول مرة، ودخلت الخدمة بعد استكمال تجهيزها”.
وكشفت المصادر أن هناك أنفاقا كبيرة أخرى مخصصة لتخزين السلاح بمختلف أنواعه، وتختلف عن أنفاق “الطوارئ المنتشرة بشكل خاص في العاصمة صنعاء، التي كشفت عنها مليشيات الحوثي هذه المرة بعد أن تم تجهيزها بشكل مكثف خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة”.
وتتوزع “شبكة الأنفاق المخصصة للطوارئ وتحصين قيادات الحوثي الكبيرة على شمال وجنوب وشرق صنعاء، بالإضافة إلى أنفاق صغيرة وسط الأحياء السكنية، وهناك نفق مركزي يقع تحت كليات جامعة صنعاء في المساحة الخاصة التي تربط بين شارع الستين وخط الدائري”، وفقا للمصادر.
وطبقا للمصادر فإن المليشيات الحوثية شيدت أيضا “أنفاقا كبيرة في المساحة التي تربط سفح جبل نقم بمواقع عسكرية تفصل المعسكرات عن الشارع الرئيسي”، ويطل جبل نقم الاستراتيجي على شرقي صنعاء ويقع فيه وبمحاذاته أهم معسكرات الحوثيين كمعسكر الحفا، وهو قاعدة رئيسية يحتفظ فيها الحرس الثوري الإيراني بأسطول طائراته المسيّرة في البلاد.
وقالت المصادر الأمنية في صنعاء” إن مليشيات الحوثي “أبقت على مجموعة صغيرة لإدارة المهام والوجود بشكل علني في المشهد العام”، في إطار رفع المليشيات الجاهزية الأمنية بشكل غير مسبوق لحماية قياداتها بعد غارات إسرائيل على ميناء الحديدة.
وأضافت المصادر أن “مليشيات الحوثي تتوقع عمليات وغارات إسرائيلية جوية ضد قياداتها في صنعاء والحديدة، وهو أمر جعلها تستخدم الأنفاق لحماية هذه القيادات”، التي حظرت تحركاتها المعتادة للمرة الأولى منذ سنوات.
وكشفت المصادر أن مليشيات الحوثي نقلت قياداتها المهمة من محافظة الحديدة، حيث “استدعت قيادات أمنية وعسكرية كانت في المحافظة الساحلية للعودة إلى صنعاء من أجل توفير الغطاء الأمني لها”، وذلك فور وقوع الغارات الإسرائيلية على منشآت الطاقة بالميناء.
وتعكس أنفاق الطوارئ المخصصة لتحصين القيادات الحوثية استراتيجية واحدة لوكلاء إيران في المنطقة، وسبق وأظهرت صور الأقمار الاصطناعية حفر المليشيات أنفاقا كبيرة لتخزين الأسلحة والصواريخ في قاعدة الحفا، ودار الرئاسة السابق، ومجمع التلفزيون، ومنشأة المخازن العسكرية قرب “الدبر” بصنعاء، وفقا لتقارير دولية.
كما تشير الاستعدادات الحوثية في صنعاء والحديدة إلى أن المليشيات تتجه للتصعيد، وقد توعدت أن الرد على إسرائيل “آت”، وأنها في حرب “مفتوحة بلا حدود وبلا خطوط حمراء أو أي قواعد اشتباك”، في إشارة إلى أن الجماعة ستهاجم مصالح إسرائيلية بالمنطقة وستنسق مع أذرع إيران هجمات “الجبهات المتعددة”، بحسب مراقبين.