الحوثي يتأهب لعمل عسكري كبير ومصادر أمنية وعسكرية تكشف المخطط
نقل أسلحة ضخمة بينها صواريخ باليستية وعشرات الطائرات تحت غطاء الإغاثة..
قالت مصادر أمنية وعسكرية مطلعة إن جماعة الحوثي تجري تدريبات وتنقل أسلحة إلى مدينة الحديدة غرب اليمن في مؤشر على عمل عسكري مرتقب، فيما العين على إسرائيل.
وكان الحوثيون قد تعهدوا بالرد على غارة إسرائيلية على ميناء الحديدة قبل شهر أودت بحياة 16 شخصا، وركزت على مصافي النفط ومحطات كهرباء.
وقالت إسرائيل بدروها إن الغارة رد على هجوم بمسيرة حوثية على تل أبيب أدت إلى مقتل شخص، وكذا عمليات استهداف جنوب إسرائيل وسفن تتعامل معها في البحر الأحمر.
وأوضحت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها” أن مليشيات الحوثي تجري ترتيبات كبيرة “استعدادا لعمل عسكري مرتقب تعد له” وسط ترجيحات أن عين الجماعة على إسرائيل.
وكشفت عن نقل مليشيات الحوثي “عدد من الصواريخ البالستية وعدد كبير من الطائرات المسيرة إلى مواقع متفرقة في الحديدة” ضمن استعداداتها للعمل العسكري المرتقب.
ووفقا للمصادر فإن مليشيات الحوثي “نقلت عدد كبير من الطائرات المسيرة بقوافل حركتها تحت غطاء إغاثة المنكوبين والمتضررين من الفيضانات في مديريات الحديدة” التي شهدت منذ 7 أغسطس/ آب الجاري منخفض جوي وأمطار غير معهودة منذ 40 عاما.
وأكدت المصادر أن مليشيات الحوثي استغلت تأثير الفيضانات والأمطار الغزيرة واستخدمت القوافل الإغاثية غطاء لتحركاتها العسكرية على الأرض في الحديدة.
ورجحت المصادر أن تكون الجماعة “تعد لإطلاق عدد كبير من الطائرات المسيرة من على متن زوارق بحرية، إذ نشرت بالفعل هذه الزوارق المخصصة كمنصات إطلاق في مساحة واسعة على ساحل المحافظة”، المطلة على البحر الأحمر.
وتتوقع المصادر أن “تكون استعدادات جماعة الحوثي للمشاركة في عملية استهداف متزامنة لإسرائيل تعد لها إيران وأذرعها في المنطقة وبدرجة رئيسية مليشيات الحوثي”.
وكانت إيران تعهدت بالرد على اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران خلال مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الجديد.
وتتهم طهران تل أبيب بالمسؤولية عن اغتيال هنية. ولم تؤكد إسرائيل مسؤوليتها ولم تنفها أيضا.
وتركت إيران معطيات الرد مفتوحة مشيرة إلى احتمال أن يكون الرد بمشاركة ما بات يسمى بمحور المقاومة.
وتأتي هذه التحركات متسقة مع حديث زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، والذي جدد تعهداته بالرد على إسرائيل، وأرجع اتخاد القرار لكل جبهات ما يسمى “محور المقاومة” أو لكل جبهة لوحدها كـ”ضرورة للردع”، على حد قوله في خطابه المسجل الخميس الماضي.
وبرزت 4 محافظات في خارطة الانتشار الجديد لمليشيات الحوثي، من المتوقع استخدامها كساحة لانطلاق الصواريخ بعيدة المدى في العمل العسكري المرتقب.
وقالت المصادر” إن مليشيات الحوثي نقلت دفعة من 8 صواريخ باليستية إلى الحديدة، وحركت دفعات أخرى من الصواريخ إلى 3 محافظات وهي حجة والمحويت وتعز”.
وأضافت المصادر أن “مليشيات الحوثي قررت استخدام صواريخ إيرانية لأول مرة في الهجوم المرتقب، حيث لم يسبق للجماعة أن استخدمت هذا النوع من الصواريخ في أي هجوم سابق”.
وأكدت المصادر أن “التحركات العسكرية المكثفة للمليشيات في محافظة الحديدة على مدى الأيام الماضية نسقها خبراء غير يمنيين” ووصفتهم المصادر بأنهم “عسكريين” في إطار عملها العسكري المزدوج.
وأوضحت المصادر أن “توقيت العمل العسكري لمليشيات الحوثي لا زال مرتبط بالقرار الإيراني”.
ونشطت الولايات المتحدة خلال الأسبوعين الماضيين من أجل التوصل إلى هدنة في غزة وتبادل للرهائن في محاولة لإقرار وقف إطلاق نار في القطاع، ما يفسح المجال لاحتواء التصعيد المحتمل في حال قررت إيران الهجوم على إسرائيل.
وكانت إسرائيل شنت ضربات غير متوقعة على ميناء الحديدة ومحيطه في 20 يوليو/ تموز ما أسفر عن مقتل 16 عنصرا و94 مصابا وتدمير منشآت تخزين وقود تتسع لـ150 ألف طنا وذلك ردا على طائرة حوثية قصفت تل أبيب وخلفت قتيل و10 جرحى.
وتتمتع الحديدة بموقع استراتيجي بالغ الأهمية، إذ يطل ساحلها البالغ طوله 300 كيلومتر على البحر الأحمر، وتعد القاعدة الوحيدة للحوثيين لإطلاق الزوارق المفخخة نحو السفن، بالإضافة لاستخدامها النشط في إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، وقد تعرضت لأعلى معدل من الضربات الأمريكية البريطانية منذ يناير/ كانون الأول 2024 ضمن تحالف متعدد الجنسيات لحماية الملاحة.