مصادر تكشف تفاصيل الانفجار الذي خلف عشرات الضحايا من الأطفال بالعاصمة صنعاء
أصيب عشرات الأطفال اليمنيين الأحد، بعد انفجار عبوة ناسفة من مخلفات تدريب سابق نظمته مليشيات الحوثي في مدرسة القليس بمديرية بني مطر محافظة صنعاء، تحت مسمى دورة “طوفان الأقصى”.
وقالت مصادر معنية بحقوق الطفل، إن “٣٤ طفلًا (١٨ ذكرا و١٦ أنثى) من طلاب الصف الأول ابتدائي بمدرسة “القليس” في مديرية بني مطر، جنوب غرب أمانة العاصمة اليمنية صنعاء، أصيبوا بجراح متفاوتة، خمسة منهم بحالة الخطر، ونقلوا جميعًا إلى مستشفى 26 سبتمبر بالمديرية”.
وأكدت المصادر، أن “مبنى المدرسة الذي وقع فيه الانفجار، استُخدم من قبل ميليشيا الحوثي خلال الأشهر الماضية حتى بداية أغسطس/ آب الجاري، لإقامة دورات تدريبية عسكرية للمئات من المقاتلين الجدد، ضمن عمليات التجنيد التي تقوم بها منذ مطلع العام”.
وأشارت إلى أن “دورات الحوثيين العسكرية المفتوحة، كانت تقام خلال الفترة الصباحية، قبل أن يتم تغيير وقت الدورة الأخيرة التي شهدتها عزلة جبل النبي شعيب بمديرية بني مطر منتصف يوليو/ تموز المنصرم إلى الفترة المسائية، إثر انطلاق العام الدراسي الجديد في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي”.
من جهتها، اكتفت ميليشيا الحوثي بالقول في بيان مقتضب، إن “الانفجار ناجم عن مقذوف ناري من مخلفات الحرب”، دون الإشارة إلى مزيد من التفاصيل.
وأدان وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني، واستنكر بأشد العبارات الجريمة النكراء التي ارتكبتها مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران.
وقال معمر الإرياني، في تصريح صحفي: “إن هذه الجريمة النكراء تُذكر بجريمة استغلال مليشيا الحوثي الإرهابية للعملية التعليمية والمدارس وفصول الدراسة في المناطق الخاضعة بالقوة لسيطرتها، واستخدامها مقاراً لها ومعسكرات للتجنيد والتدريب على السلاح، ومخازن للأسلحة والذخيرة والألغام والعبوات الناسفة، دون اكتراث بأرواح الأطفال الأبرياء”.
وأشار إلى أن مليشيا الحوثي الإرهابية تحاول بكل قبح واستخفاف التنصل من هذه الجريمة عبر الادعاء أن الجسم المنفجر من مخلفات الحرب، مؤكداً أن الحقيقة يعرفها أبناء المنطقة التي لم تشهد أي مواجهات عسكرية ولم تكن منطقة عمل عسكري، وأن المدرسة لم تتعرض لأي استهداف ولم تكن مهجورة، وظلت مفتوحة وتستقبل الطلبة طيلة الأعوام الماضية.
وطالب الإرياني المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان وحماية الأطفال وفي المقدمة منظمة اليونيسيف بإصدار إدانة واضحة لهذه الجريمة النكراء، وممارسة ضغوط حقيقية على مليشيا الحوثي لوقف عسكرة التعليم، وتعريض أرواح مئات الآلاف من الأطفال للخطر، والشروع الفوري في تصنيفها “منظمة إرهابية عالمية”.
وأثارت الحادثة تساؤلات الناشطين اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ قال الناشط الموالي للحوثيين هاشم سفيان، في تعليق على بيانهم عبر منصة “إكس”، إن “الأخبار المبتورة والناقصة عدمها خير من وجودها لأنها تثير الغموض والتساؤلات وتؤدي غرض عكسي”.
وتساءل الناشط ماجد المعمري، في تدوينته عن الكيفية التي وصل بها المقذوف إلى فصل دراسي ولم ينفجر إلا اليوم.
وقال: “الحقيقة أنهم يستخدمون المدارس في الأرياف كمخازن أسلحة ومراكز لتدريب الأطفال على الموت”.