بين متفائل ومتشائم وغير مكترث انقسم الشارع في الشرق الاوسط وايران وخاصة في المناطق الملتهبة وبينها اليمن التي فيها أحد أكبر اجنحة ايران (الحوثي)، بعد فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية، حيث تتجه أكثر الأنظار إلى إيران التي هي في وضع حرج للغاية، مع توقعات بتسارع تصعيد الأزمة في المنطقة، وتحديدًا في اليمن، حيث ينذر هذا التحول بمرحلة جديدة من التوترات السياسية والعسكرية.
وحول هذا كتب الكاتب اليمني خالد سلمان مقالا يعيد (يمن الغد) نشره كما ورد:
حدث ما كانت تخشاه إيران :
ترامب رئيساً للولايات المتحدة ، وعليها أن تلفلف نفسها من المنطقة ، وتكتب بيان نعي أذرعها وتستعد لأسوأ سنوات أربع عجاف ستعصف بها، من فرض المزيد من العزلة والمزيد من العقوبات وتجفيف النفوذ .
ومع أنه قدم نفسه على أنه ليس رئيساً للحروب ، إلا أن توجهه في ولايته الأولى أثبتت عدم تسامحه مع كل مايمس المصالح الأمريكية، ولأنه يحمل عقلية الصفقة فهو لا يقبل بالخسارة ، ولايقدم التنازلات مع من يحمل مسدساً ويضعه على راسه ، كما هو حال صناعة إيران للحوثي على تماس مع أكبر مصالح إمريكا :النفط والغاز والممرات المائية الدولية.
لاءات ترامب تجاه طهران واضحة لاتحتاج تفنيد وقراءة تنبؤية :
لا لايران نووية ما يعني إطلاق يد إسرائيل ،وتحريرها من ضغوط الإدارة السابقة حيال عدم استهداف البنية التحتية النووية، ولا لإيران دولة إقليمية توسعية ، مايعني خنقها إقتصادياً وإغراقها بالأزمات الداخلية وإعدام ملفها النووي ، وتغليظ العقوبات على من يتعامل مالياً معها، أو يسهل شراء النفط منها ،أو يتعاون عسكرياً مع السلطة الحاكمة في طهران .
حوثياً ستعود الجماعة إلى الخانة الأكثر جدية كجماعة إرهابية ، ستجفّف مواردها ، ستراقب الخزانة الإمريكية حركة تدفق الأموال والشركات الوهمية ، سيُفرض الطوق حول شبكات تهريب الأسلحة ، وسيضرب رؤوسها القيادية في حال لم تكف عن مهاجمة السفن، أو لم تتوقف عن قصف إسرائيل، او لم ترفع مظلتها الصاروخية ، عن تهديد منابع إنتاج النفط في السعودية ودول الخليج.
إذا كان ترامب قد قذف بقاسم سليماني وهو الشخصية الثانية في النظام إلى الجحيم ،دون أن يرف له جفن عين ، فإن إلحاق عبدالملك به ، تحصيل حاصل وتصفيته لايحتاج الوقوف مطولاً ،أمام حساب التداعيات وردود الأفعال ، هو مجرد نكرة في في نظر القوة الترامبية.
السعودية ستتنفس الصعداء ،ستجد نفسها في وضع مريح لجهة تهافت الحوثي على الإنخراط بالتسوية كخيار هروبي ، وإيران أقل لؤماً ، وستجد نفسها محمية بإتفاقات أمنية وعسكرية إستراتيجية مع إدارة ترامب، وإن كانت مدفوعة الثمن ، لتاجر يجوب على الدول القلقة ، وفي حقيبته بضاعة الحماية مقابل المال والتنازلات السياسية كالتطبيع مع الكيان .
في العهدة الرئاسية الثانية، عادة يكون الرؤساء أقل تحفظاً في إتخاذ القرارات الصعبة، حيث لم يعد لديهم حسابات ومحاذير الترشح ثانية ، ومن هنا سنجد ترامب أكثر صرامة وربما توحشاً في إدارة الملفات ، وفي رأس أولويات إدارته تمكين إسرائيل أكثر في قيادة المنطقة، وتصفية مابقي من القضية الفلسطينية ، وضرب إيران أعمق واعنف ، وتصفية إمتداداتها الطائفية في المنطقة ، وحسم الحرب الروسية الأوكرانية ، والمواجهة مع الصين وغيرها من أجندته الإنتخابية.
في اليمن مايعنينا إن الحوثي سينكشف ، ستُجفّف موارد مرجعيته إيران، سيُحاصر تسليحياً ستضرب صفوفه القيادية وسيغدو أقل خطراً وأضعف.