يمن الغد – تقرير
يُرجح خبراء عسكريون يمنيّون أن تذهب مليشيات الحوثي في اليمن نحو التهدئة إن لم يكن الإيقاف الكلي لعملياتها العسكرية، سواء باتجاه إسرائيل أو باتجاه خطوط الملاحة الدولية، وذلك على وقع اتفاق إيقاف إطلاق النار بين تلّ أبيب وميليشيا حزب الله، الذي دخل حيّز التنفيذ فجر الأربعاء.
ويرى الخبراء أن استمرار ميليشيا الحوثي في الهجمات من عدمه يعتمد بشكل جذري على ما تمليه عليها طهران من أوامر، والتي تستند فيها على مصالحها الذاتية، وما تُريد تحقيقه من مكاسب في الملف النووي الخاص بها.
صفقة متكاملة:
وفي هذا الإطار، قال المحلل العسكري والخبير الإستراتيجي، العميد ركن ياسر صالح، “إن مقتل حسن نصر الله قد رفع الحرج كثيرًا عن الميليشيا الحوثية في عملية إسناد لبنان، وبالتالي شاهدنا إسنادًا أقل من المتوقع”.
ويرى صالح في حديثه لـ”إرم نيوز”، أن “توقف عمليات ميليشيا الحوثيين ربما يندرج في إطار صفقة متكاملة على مستوى المنطقة، وما مدى رضوخ إيران في الملف النووي وخفض التصعيد، كما جاء ذلك على لسان الرئيس الإيراني. وهي إشارة إلى أن الميليشيا الحوثية ستذهب في اتجاه التهدئة، بعيدًا عما يحدث في غزة”.
الملاحة الدولية:
واستدرك صالح بأنه “لإضفاء المصداقية على شعاراتها المتمثلة في إسناد غزة، قد تستمر بعض العمليات الخفيفة غير المؤثرة، والتي ستقتصر على استهداف الملاحة الدولية، ولكنها ستكون بوتيرة أقل بكل تأكيد”.
وبحسب الخبير العسكري، فإن: “الميليشيا الحوثية تسعى إلى التوقيع على خارطة طريق قبل وصول الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى سُدة الحكم، لتجنب العواقب التي من الممكن أن تحدث في قادم الأيام”، مضيفًا: “أتصور أن يكون هناك شيء من التهدئة، ولكن وقف عمليات الميليشيا الحوثية يعتمد في الأساس على التوجيهات الإيرانية وما ستؤول إليه التفاهمات أو الصراع الدولي مع إيران”.
ولفت ياسر صالح، إلى أن “توقف العمليات مرتبط بالاتفاق والوصول إلى طاولة مفاوضات في الملفات العالقة الإيرانية مع المجتمع الدولي، وعلى ضوء ذلك ستتوقف الميليشيا الحوثية عن هذه العمليات، أو حتى عن التهديد بشكل عام، وما دون ذلك تظل الأمور ما بين المد والجزر في العمليات العسكرية”.
تظاهر بالجاهزية:
وتابع بأن “الميليشيا الحوثية تتحسب لأي عمليات تتم في اتجاهها، ولكن تصعيدها في الداخل المحلي يعطي إشارات على أنها تحاول الظهور بجاهزيتها للسيناريوهات كافة، بما فيها استكمال مخططها داخل اليمن”، لافتاً إلى أن “الملف اللبناني هو واحد من الملفات الشائكة المرتبطة بالأجندات الإيرانية وميليشيا الحوثيين”.
ويضيف “أن الهدوء سيسود نوعًا ما، ولكن لا نعلم أين ستصل مرحلة وقف إطلاق النار بين إسرائيل وميليشيا حزب الله، هل سيُنفذ؟، أم ستعود عجلة الحرب؟”، وأضاف “ما زالت الكثير من الأمور محل شك وعدم توافق بين كثير من الأطراف”.
ووفق المعطيات الظاهرة يتوقع صالح وقوع انشقاقات داخل ميليشيا حزب الله، “كون بعضهم غير راضين عن اتفاق وقف إطلاق النار؛ إذ يعتبرونه بمثابة استسلام، وهو ما ينذر بعودة التصعيد مجدداً”.
القرار بيد طهران:
من جهته، يقول الخبير في الشؤون الإستراتيجية والعسكرية العميد ثابت حسين، إن “ميليشيا الحوثيين عندما أعلنت مهاجمة إسرائيل بالطيران والصواريخ، ادعت أن ذلك تضامنًا مع غزة، بغض النظر عن صحة ما إذا كانوا فعلًا هاجموا إسرائيل وأصابوا أهدافًا حيوية ومحددة فيها”.
وأضاف حسين “بعد ذلك تطور الموقف إلى التضامن مع ميليشيا حزب الله”، مؤكداً أن “كلًّا من ميليشيا الحوثيين وميليشيا حزب الله، ومثيلهما في العراق جميعهم أذرع إيرانية تتوجّه من عمليات الحرس الثوري الإيراني”.
وأوضح حسين في حديثه لـ”إرم نيوز”، أن “هذا يعني أن القرار بيد إيران، وتحديدًا بقيادة الحرس الثوري الإيراني”، لافتًا إلى أن: “قرار وقف مهاجمة إسرائيل من قبل ميليشيا الحوثيين بعد الاتفاق الموقع مع ميليشيا حزب الله، أو استمرار الهجمات، مرهون بإيران”.