يمن الغد – عبدالرحمن أنيس:
– تم إجلاء جميع الجنسيات باستثنائهم والقنصل اليمني حظر أرقامهم ..
– غادرت جنسيات عربية وغير عربية من قطاع غزة وبقي “ابو يمن” يتجرع لعنة الجنسية التي يحملها
العالقون بغزة :
– كل السفارات الأجنبية اهتمت بكل فرد يحمل جنسية البلد لكن نحن للأسف لا أحد مهتم بنا
– انعدام تام لأساسيات الحياة ، لا خيام ولا حمامات ولا ملابس ولا أكل ولا شرب
“أخي عبدالرحمن نحن الوحيدون العالقون هنا” .. رسالة وصلتني من رقم خارجي ، ليتضح أنه يعود لمواطن يمني عالق في مدينة غزة .
كل الجنسيات من مختلف الدول غادرت القطاع المدمر ، إلا من ابتلوا بحمل الجنسية اليمنية ، اكتفت سفارتهم في القاهرة بإصدار بيان صحفي قبل أشهر قالت فيه إنها تتابع إجراءات إخراجهم ، ثم قام موظفوها بحظر أرقام العالقين بعد ان تعذر إجلاؤهم ، وفقاً لإفادة العالقين.
وبقي ” أبو يمن ” :
في بداية الحرب تواصل العالقون وعددهم يتجاوز المائة شخص ، 90% منهم نساء وأطفال ، مع السفارة اليمنية في القاهرة ، وسجلوا اسماءهم ، ظلت السفارة ترد عليهم كلما تواصلوا معها بأنهم قد أعطوا الأسماء للوسطاء العرب الذين لهم تواصل مع الكيان، ولكن لم يستلموا بعد رداً منهم ، لأنه لابد من موافقة الكيان الإسرائيلي على خروجهم.
غادرت جنسيات عربية وغير عربية من القطاع ، وبقي “ابو يمن” يتجرع لعنة الجنسية التي يحملها.
القنصل حظرني :
يقول علي خالد وهو يمني من مواليد اليمن وأمه يمنية : “كنت على تواصل مع القنصل في القاهرة وحين طال الوقت ولم يتم إخراجنا ، وقام بحظر رقمي”.
عاش علي حياته كلها في اليمن ، أبوه فلسطيني هاجر من غزة في الثمانينات وبقي خارج فلسطين، فلم يتم إعطاؤه الجنسية الفلسطينية ، ظل علي وعائلته في اليمن التي ولد فيها وحمل جنسيتها إلى العام 2014 حين قررت عائلته الذهاب إلى غزة أرض والده والعيش فيها هرباً من شبح الحرب اليمنية الذي لاح في الأفق حينها.
إهمال دبلوماسي يمني :
كان العالقون اليمنيون يتجمعون قبل 10 أشهر في مدينة رفح على أمل الخروج مثل بقية الرعايا العرب الأجانب ، وبقيوا في الانتظار إلى ان اقتحمت إسرائيل المدينة بريا ، وتفرقوا.
” كل السفارات الأجنبية اهتمت بكل فرد يحمل جنسية البلد ، لكن نحن للأسف لا أحد مهتم بنا ” ، ويضيف علي ” عائلة الأسطل وهي عائلة يمنية عالقة حالياً في غزة ، وقد كانت تعيش حياة كريمة في غزة قبل الحرب ، ولديهم منزل كبير وسيارة وعمل ، وكانوا يشتغلون في مجال الزراعة ، وجاءت الحرب فلم يبق لهم أو لغيرهم شيء.
“أيام مرعبة :
نزح العالقون اليمنيون عدة مرات من منطقة إلى منطقة وسط انعدام تام لأساسيات الحياة ، لا خيام ولا حمامات ولا ملابس ولا أكل ولا شرب ، كل سبل الحياة معدومة.
هناك أكل وشرب محدود متوفر لكنه غالي جداً ، كيس الحفاظات الخاص بالأطفال والذي كان يباع بـ 4 دولار قبل الحرب أصبح سعره الآن بــ ” 100 ” دولار ، أما كيلو الطماطم فسعره أن وجد يصل إلى 20 دولارا .
أما الرعاية الصحية فحدث ولا حرج ، لا أدوية متوفرة ، ولو وجدوا مستشفى ميداني يعطوهم مهدئات ويقولون لهم إن الأولوية لحالات الجرحى والمبتورين في ظل الإمكانيات المحدودة.
أيام مرعبة يعيشها العالقون اليمنيون في غزة ، شاهدوا جثثا تأكلها الكلاب والقطط دون ان يدفنهم أحد.
حال أسرة علي خالد كحال العشرات من العائلات اليمنية في غزة التي تنام ولا تعرف أن كانت ستصحى حية أم لا !!
يذكر أن ثلاثة عائلات يمنية فنيت عن بكرة أبيها في غزة ؛ وتحديداً في جباليا وبيت لاهيا.
إلى الخارجية اليمنية :
أملنا كبير في وزير الخارجية د. شائع محسن الزنداني في التحرك ومتابعة قضية العالقين اليمنيين في غزة ، والتنسيق مع سفارات مصر والإمارات والأردن وقطر لإجلائهم .
سنبقى متابعين لهذه القضية ، وأن تحفظنا هذه المرة على اسم الدبلوماسي الذي حظر أرقام العالقين ، فسنذكر اسمه للملأ ان تعرضوا لأي عرقلة أو إجراءات انتقامية جراء شكواهم لنا ، وأساسا لن يفكر في الانتقام من عالق مستضعف هو وأطفاله إلا من مسخت آدميته وتوحشت بشريته ، وهو ما لا نتوقعه في أي دبلوماسي يمني مهما بلغ به التقصير في مهامه.”