شهدت محافظة البيضاء، وسط اليمن، اليوم الخميس، مواجهات عنيفة بين ميليشيا الحوثي من جهة، ومسلحين قبليين، أدت إلى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين، وسط قصف عنيف يستهدف السكان.
وقالت مصادر محلية إن الحوثيين أرسلوا تعزيزات عسكرية، إلى بلدة “حنكة آل مسعود” بين مديريتي رداع والقريشية، غربي محافظة البيضاء، بهدف فرض حصار على البلدة، في سياق تحركات الميليشيا المتخوّفة من اندلاع انتفاضة داخلية متزامنة مع عملية عسكرية واسعة ضدها، تحظى بدعم دولي.
وأكدت المصادر، أن الحوثيين طلبوا من المشائخ والوجاهات القبلية والاجتماعية التوقيع على اتفاق وتعهّد، يضمنا عدم وجود أي تحركات مناهضة من قبل البلدة وطلاب العلم الذين يرتادون أحد مراكزها العلمية الدينية، وهو ما قوبل بالموافقة من قبل القبائل.
مشيرة إلى أن ميليشيا الحوثي، في أثناء اجتماع عدد من قياداتها بممثلي البلدة القبليين صباح الخميس، شنّت قصفًا عليها بالمعدات العسكرية الثقيلة والطيران المسيّر، على الرغم من الجهود الاجتماعية لاحتواء التوتر المتصاعد، ما فجّر اشتباكات عنيفة بين الطرفين.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو لقصف الحوثيين بواسطة الدبابات ومدفعيات “الهاون” بلدة “حنكة آل مسعود” المأهولة بالسكان، وسط تحليق متواصل للطائرات المسيّرة في سماء البلدة.
وأفادت المصادر المحلية، بأن الحوثيين اقتحموا أطراف البلدة، وباشروا اقتحام عدد من المنازل والمساجد، بحثا عن طلاب العلوم الدينية، وسط مقاومة من قبل القبليين، ليسفر ذلك عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.
وبحسب المصادر، فإن ميليشيا الحوثي قلقة من البلدة وموقعها الاستراتيجي القريب من معسكرين تابعين لها، وتتخوف من تحركات مضادة في إطار مزاعمها بوجود تحضيرات عسكرية دولية واسعة لاجتثاثها من مناطق سيطرتها التي تشهد نشاطا لهجماتها العسكرية ضد السفن التجارية.
ودأب الحوثيون خلال العام الماضي، على شنّ عمليات عسكرية هجومية تجاه ممرات الملاحة الدولية في مياه البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي.
وتستخدم الميليشيا مناطق المرتفعات الجبلية الجنوبية في محافظة البيضاء، كمنصة إطلاق صاروخي نحو مياه خليج عدن والبحر العربي، رغم ابتعاد المنطقة على الشاطئ بمسافة تتعدى الـ60 كيلومترا، تفصلها محافظة أبين، الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا.