تفاصيل جديدة تكشف لأول مرة حول سبب وتداعيات إحراق امرأة يمنية لزوجها في السعودية

نقل الناشط عبدالله فرحان، تفاصيل جديدة حول وقائع جريمة صادمة، كتبت النهاية على حياة أسرة يمنية، تعيش في السعودية.
وتعود أحداث الجريمة المأساوية إلى منتصف شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إذ أقدمت سيدة يمنية على إحراق زوجها، عقب تطليقه لها، من خلال العودة إلى المنزل في فترة متأخرة من الليل، خاصة أنها كانت لا تزال تمتلك نسخة مفاتيح باب المنزل، وقامت بتنفيذ جريمتها عبر صبّ كمية من الزيت المغلي، على رأسه، وتمريره على كامل جسده، حتى وصلت إلى قدميه، أثناء خلوده للنوم.
حينها جرى إسعاف الزوج المغدور به إلى المستشفى، لتلقي العلاج، إلا أنه توفي بعد ذلك، فيما اقتادت السلطات الأمنية السعودية زوجته الشابة إلى السجن، بغرض التحقيق معها، ومحاكمتها، وإصدار العقوبة التي تستحقها، وتكفّل فاعل خير سعودي برعاية طفليهما اللذين مازالا لم يتجاوزا السادسة من عمرهما.
إحراق الزوجة لزوجها، هو آخر فصول الرواية تلك، إلا أنه تكشفت، مؤخرًا، الفصول الأولى، والتي أدّت حبكتها إلى وقوع تلك الخاتمة المأساوية.
وسرد الناشط عبدالله فرحان، الذي ينحدر من ذات المنطقة التي ينتمي إليها الزوجان، وهي مديرية شرعب غربي محافظة تعز جنوب غربي اليمن.
وبحسب فرحان، فإن الزوج المجني عليه، قد رحل إلى السعودية حتى يتمكن من تحسين دخله المادي، فيما بقيت الزوجة البالغة من عمرها 24 عامًا برفقة طفليهما في منزلهما الواقع في منطقة الحوبان شرقي تعز.
وتمكن الزوج، قبل نحو 3 سنوات، وفق فرحان، من نقل زوجته والطفلين، إلى حيث يعيش في المدينة المنورة، ليلتئم شملهم ويعيشون حياتهم معًا، بعد سنوات من الفراق.
فرض واقع عيش الزوجة في مدينة الحوبان، قبل مغادرتها لليمن، والتحاقها بزوجها في السعودية، كثرة التنقل والسفر إلى منطقة شرعب لزيارة أهلها.


ويشير فرحان، إلى أنه “خلال تلك الفترة، تعرفت الزوجة، على مالك إحدى السيارات، التي تعمل على خطوط السفر، لنقل المواطنين بين مديريات ومناطق المحافظة، وكذلك للانتقال إلى السفر باتجاه محافظات أخرى.
تبادل الطرفان أرقام بعضهما البعض، كما نوه إلى ذلك الناشط اليمني، وكانت بينهما حالة من التواصل استمرت حتى مع رحيل الزوجة إلى السعودية والتحاقها بزوجها.
وذكر عبدالله فرحان، بأن حالة التواصل بينهما وصلت إلى تبادل المكالمات المرئية عبر تطبيق “الإيمو”، وهو ما استغله الرجل، إذ كان خلال تلك المكالمات يقوم بأخذ لقطات من الشاشة أثناء إجرائهما المكالمة.
وقال عبدالله فرحان: “استغلّ الرجل، والذي يُدعى ياسر الطويل، تلك الصور التي احتفظ بها، ومارس الابتزاز ضدها، من خلال إجبارها على إرسال الأموال له عبر مكاتب الحوالات المصرفية، وإلا سيقوم بنشر الصور، بل توصيلها إلى زوجها”.
خضعت الزوجة لتلك التهديدات، وقامت بتحويل الأمول المطلوبة إليه، مع تعهده لها بحذف الصور من هاتفه النقال، إلا أنه لم ينفذ تعهده وظل محتفظًا بالصور متابعًا ابتزازه لها، للحصول على المزيد من الأموال.
وفي أحد الأيام تعرض الطويل، إلى حادث سير مروري، تسبب بأضرار كبيرة في السيارة التي يعتمد عليها في نقل المواطنين والسفر بهم نحو وجهتهم، حينها طلب منها الأموال حتى يتمكن من شراء سيارة جديدة، وطلب مبلغًا كبيرًا، عجزت الزوجة عن توفيره له، ما أجبرها على تحديه، وعدم الاستجابه لمطلبه.
ومع محاولته الضغط على الزوجة، وتهديداته المستمرة بفضحها إن لم تنفذ أوامره، أخبرته بأنها لا تستطيع تحويل المبلغ له، وليصنع بالصور ما يشاء.
قام الطويل بنشر صورتين للزوجة منال خالد، على صفحته في “فيسبوك”، مرفقًا إيّاهما بتعليق يشير من خلاله إلى أنه اشتاق لها كثيرًا، وأنه، قريبًا، سيصل إلى المدنية المنورة، لأداء العمرة، متمنيًا مقابلتها خلال تلك الفرصة.
وصلت صور الزوجة، إلى مرأى أعين زوجها واسمه إدريس عبدالله مهيوب، ليقوم على إثر ذلك بضربها وتطليقها وطردها من المنزل، التي باتت بموجبه في الشارع إذ ليس لها أحد من أقاربها في السعودية، لتعود منتصف الليل مستغلةً امتلاكها لنسخة مفتاح باب المنزل، وتدخل إلى زوجها أثناء نومه وتقوم بتنفيذ جريمتها.
وذكر فرحان، بأن جريمة إحراق الزوجة لزوجها، جعل الطويل وهو المبتزّ لها إلى المسارعة لحذف منشوره وصور الزوجة التي أدرجها معه، لكن الأجهزة الأمنية في محافظة تعز ألقت القبض عليه، حتى تتم محاكمته.
وخلال التحقيقات الأمنية التي أُجريت معه، نفى نفيًا قاطعًا معرفته أو تواصله مع الزوجة، أو حتى فضحه لها، ونشر صورها على صفحته الشخصية، وفق ما أفاد به الناشط اليمني عبدالله فرحان.

Exit mobile version