تفاصيل المخطط الإيراني الذي يقوده وينفذه الحوثيون في اليمن لتشكيل نواة مسلحة في القرن الأفريقي

يمن الغد – تقرير

كشفت اعترافات مجند إرتيري، بثها الإعلام العسكري التابع للمقاومة الوطنية، السبت عن مخطط إيراني جديد، يهدف إلى تشكيل حركة مسلحة “شيعية” تابعة للحرس الثوري الإيراني، في القرن الأفريقي، عقب تأهيلهم عقائديًا وعسكريًا من قبل الحوثيين المُصنفة كـ”جماعة إرهابية”.
وبحسب المجند الإرتيري، الذي تمكنت قوات المقاومة الوطنية من القبض عليه في فترة سابقة، فإن طهران تسعى من خلال المخطط إلى استمرار تهديداتها للملاحة الدولية في البحر الأحمر، عبر حركتها المسلحة التي تعتزم تشكيلها في دول القرن الأفريقي.
وأشار المجند ويدعى (علي أحمد يعيدي)، إلى أن “الحوثيين، فتحوا معسكراتهم في المحافظات اليمنية الخاضعة لسيطرتهم لاستقبال العديد من أبناء قبائل العفر، الذين وصلوا عبر الممر الملاحي الدولي، لتأهليهم من خلال إقامة الدورات الثقافية (الطائفية) لهم، والتدريبات العسكرية”.
وأكد في اعترافاته أن “إيران حددت قبائل العفر الموزعة بين دول (إريتريا وجيبوتي وأثيوبيا)، لكي تكون منطلقًا لتأسيس الحركة واستنساخ تجربة الحوثيين فيها، نظرًا لموقعها الاستراتيجي المطل على مضيق باب المندب”.
وتعهدت لهم بأن: “يكون حجم الدعم المالي والعسكري أكبر من الدعم المقدم للحوثيين في اليمن ولحزب الله في لبنان، وأن تحقق لهم الانفصال بإقليم العفر عن إريتريا وجيبوتي وأثيوبيا”.
وقال المجند الإرتيري، كما جاء في بيان أوردته وكالة “2ديسمبر” الناطقة باسم المقاومة الوطنية، أرفقته مع اعترافاته المرئية: “فتحت إيران معسكرات لأبناء إقليم العفر من الدول الثلاث في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي باليمن، لتأهيلهم طائفيًا وعسكريًا، وإعادتهم إلى بلدانهم لتشكيل حركة مسلحة سرية تعمل بذات الكيفية التي عمل بها الحوثيون حتى تصبح الفرصة مواتية للانفصال بالإقليم”.
واستعرض، جانبًا من تجربته، وكشف عن كافة التفاصيل منذ اللحظة الأولى التي جرى فيها تجنيده إلى وصوله لليمن، لافتًا إلى أن شخصا يُدعى محمد موسى، وهو من أبناء إقليم العفر، نجح في استقطابه أثناء وجوده في دولة جيبوتي للعمل فيها، وأقنعه بالانتقال إلى معسكر لأبناء الإقليم في اليمن.
وبحسب “يعيدي”، فإن “موسى” الذي نجح في تجنيده، مسؤول ضمن شبكة واسعة يرتكز عملها على تحشيد أبناء العفر، واستطاع اقناع الكثيرين بالانضمام إلى الحركة والذهاب إلى اليمن.
وعقب موافقته جرى نقله ضمن دفعة مكونة من 9 أشخاص، إلى محافظة الحديدة شمال غرب اليمن، عبر الممر الملاحي الدولي، بعد أن انطلقوا من دولة جيبوتي، مشيرًا إلى أنه: “كان في استقبالهم المسؤول الأول على أبناء العفر في اليمن وهو (محمد علوسن) إلى جانب قيادات من الحوثيين”.
وبعد أن وصلوا إلى اليمن، “جرى نقلهم إلى معسكر على الساحل شمال مدينة الحديدة، ومكثوا فيه لمدة شهرين، تلقوا خلالها دورات وبعدها تم نقلهم إلى صنعاء لتلقي “دورة ثقافية متقدمة” استمرت شهرًا، وبعدها تم إعادتهم إلى الحديدة”.
واستندت الدورات في المقام الأول، على تغيير مذهبهم إلى المذهب الشيعي الإثني عشري، وكذا تأهيلهم لاستنساخ تجربة الحوثيين في اليمن، من خلال تشكيل نواة حركة مسلحة في إقليم العفر، على حدّ قوله.
وبيّن أن مهمتهم في المرحلة هذه تقتصر بعد رجوعهم إلى بلدهم، على “استقطاب أبناء الإقليم، مع التركيز على صغار السن من عمر 10 إلى 20 عامًا، وإقناعهم بنقلهم لتلقي دورات ثقافية وقتالية في اليمن وإعادتهم بعد ذلك إلى الإقليم”.
وبعد اتمامهم للدورات في صنعاء والحديدة، أخبرهم المسؤول عنهم في اليمن (محمد علوسن)، بأن: “موقع إقليم العفر بالنسبة للإيرانيين، في الوقت الراهن، يفوق في أهميته موقع اليمن ولبنان، وأن دعمها لهم بالمال والسلاح سيفوق دعمها للحوثيين وحزب الله”.
وذكر بأن “الدورات في اليمن للمجندين من أبناء إقليم العفر، محاطة بسرية تامة من قِبل الحوثيين”.
ولم يُفصح إعلام المقاومة الوطنية، عن تفاصيل العملية، التي تمكنت فيها من إلقاء القبض على المجند الإرتيري، التي استعرضت اعترافاته، وما إذا كان هو الوحيد لديها من إقليم العفر الذين جيء بهم لليمن لتجنيدهم من قبل الحوثيين، أم أن لديها أشخاصا آخرين.

Exit mobile version