الحوثي.. دجال العصر وكذاب أشر

على مدى تسع سنوات لم يتوقف الحوثي عن خداع اليمنيين بشعاراته الرنانة حول الكرامة والشرف والنضال ضد أمريكا وإسرائيل وقوى الاستكبار حسب زعمه، لكنه في الحقيقة لم يكن سوى كاذب أشر، يستخدم هذه الادعاءات كغطاء لمشروعه الطائفي في اليمن، فقد أثبتت الأحداث الأخيرة بما لا يدع مجالاً للشك أن أمريكا وإسرائيل ليست سوى ذريعة يستغلها الحوثيون لإخضاع الشعب اليمني، بينما هم في الواقع مجرد أداة في محور إقليمي لا علاقة له بتحرير فلسطين أو مواجهة أمريكا وإسرائيل.
كان ومازال الحوثي يكرر مقولته الشهيرة: “افتحوا لي الحدود لأذهب لمقاتلة إسرائيل!”، محاولاً إقناع اليمنيين بأنه العدو الأول للصهاينة، وأن كل جرائمه داخل اليمن مبررة بحجة المواجهة الكبرى مع إسرائيل، لكن عندما سنحت له الفرصة لإثبات ذلك، لم يرسل مقاتليه لتحرير القدس، بل أرسل الآلاف منهم إلى لبنان لتشييع حسن خذل الله!! هناك عند حدود فلسطين المحتلة، حيث يفترض أن يكون الحوثيون في مواجهة عدوهم المزعوم، لم نرَ أي مقاومة أو عمل عسكري، بل رأيناهم يصرخون من بعيد، يلتقطون الصور التذكارية، ويعيشون لحظات سياحية في الضاحية الجنوبية، متباهين بوجودهم هناك، لم يطلقوا رصاصة واحدة تجاه إسرائيل، لكنهم لم يترددوا في ضرب اليمنيين واعتقالهم وسجن نسائهم والاعتداء عليهن بأبشع الأساليب.
إذا كان الحوثيون صادقين في عدائهم لإسرائيل، لماذا لم يشاركوا في أي معركة حقيقية ضد الاحتلال خصوصاً وأنهم يستطيعون الوصول الى فلسطين؟ الإجابة واضحة: إسرائيل ليست سوى شماعة يعلقون عليها جرائمهم ضد اليمنيين؛ لقد استخدموا هذه الذريعة لتبرير تسلطهم على الشعب، لفرض الجبايات، لتجنيد الأطفال، ولإرهاب المواطنين، تحت شعار (الموت لأمريكا وإسرائيل)، قتلوا اليمنيين، دمروا مؤسسات الدولة، ونهبوا ثروات البلاد، بينما لم يتسببوا بأي ضرر لإسرائيل نفسها؛ ولكن الشعب اليمني يدرك تماماً أن الحوثي ليس سوى أداة طائفية هدفها إبقاء اليمن في حالة ضعف وفوضى، حتى يظل تابعاً لمن يمول ويدعم مشروعه التخريبي، وفي الواقع الجميع يدرك أن هذه السياسة لن تدوم طويلاً، فالشعب الذي عانى تحت حكمهم لن يصبر إلى الأبد، والانتفاضة ضدهم قادمة لا محالة.
المضحك المخزي لم يتوقف الحوثي عن الحديث عن الكرامة والشرف، لكنه نفسه بلا كرامة ولا شرف، ففي الوقت الذي رأينا فيه جماعته ينحنون أمام النساء في لبنان، ويلتقطون الصور معهن وكأنهم مراهقون في رحلة سياحية، نجدهم في اليمن يعتدون على النساء، يضربونهن، يسجنونهن، بل ويمارسون بحقهن ما لم تفعله إسرائيل بالأسيرات الفلسطينيات، كيف لمن يدّعي الشرف أن يعتدي على حرائر اليمن؟ كيف لمن يزعم أنه صاحب مشروع ديني أن يمارس أبشع الانتهاكات ضد النساء، بينما يتفاخر بالوقوف ذليلاً أمام النساء في لبنان؟ هذه ليست سوى فضيحة أخرى تثبت أن الحوثي مجرد أداة قذرة، لا يملك أي مشروع حقيقي سوى إذلال اليمنيين وإخضاعهم.
اليوم لم يعد الشعب اليمني بحاجة إلى مزيد من الأدلة ليدرك أن الحوثي يكذب عليه، لم تعد الشعارات تنطلي على أحد، ولم يعد هناك من يصدق أن الحوثيين في مواجهة مع إسرائيل، بل على العكس لقد أثبتوا بأفعالهم أنهم في تحالف غير معلن مع قوى إقليمية لا يعنيها تحرير فلسطين، بقدر ما يعنيها السيطرة على اليمن وإبقاؤه في حالة حرب دائمة؛ ولذلك فإن اليوم الذي سينتفض فيه الشعب اليمني على هذه العصابة أقرب مما يتخيلون، الشعب اليمني ليس ساذجاً ليبقى تحت حكم جماعة تتاجر بشعارات زائفة، وتستخدم الدين كوسيلة للنهب والقمع، لن يستمر هذا الوضع طويلاً، وستكون نهايتهم على يد اليمنيين الذين ضاقوا ذرعاً بجرائمهم.
أما بالنسبة للحديث عن خلافهم مع إسرائيل، فأنا لن أصدق أنهم في مواجهة حقيقية معها، إلا إذا رأيت اللبنانيين يأتون لتشييع عبدالملك الحوثي ويبكون عليه، ويقبلون أيدي جماعته في صعده! حينها فقط، قد أفكر في تصديقهم، لكن حتى ذلك الحين، سيبقون مجرد كذابين دجالين، يتاجرون بالشعارات بينما يواصلون إذلال اليمن وأهله.

Exit mobile version