مقالات

هادي “التفكيكي “من الحوثي إلى الإصلاح (1)

 


يكرر الرئيس عبدربه منصور هادي نفس أخطاءه التي اقترفها مع الحوثيين قبل عاصفة الحزم مع التجمع اليمني للإصلاح الآن..


انتهت أخطاء هادي مع الحوثيين بوضعه تحت الإقامة الجبرية ثم هروبه متخفياً إلى عدن ومنها إلى خارج البلاد طالباً تدخلاً من المملكة العربية السعودية بعد أن كان طوال عام كامل يقول أن “إيران لن تتعامل مع صعاليك بل مع دولة” في إشارة إلى الحوثيين وأنه بالنسبة لإيران أهم منهم، ومعه سيتم التفاوض بعد أن يتيح المجال للحوثيين بتصفية من يقفون أمام كرسي الحكم من الرئيس الراحل صالح، إلى على محسن، نائبه الحالي، وحزب الإصلاح، وبيت الأحمر ومشائخ القبائل عموماً..


 


لقد تخاذل هادي في إنقاذ هيبة الدولة وصنعاء والجمهورية بمساندة القشيبي في عمران التي زارها بعد ذلك قائلاً عبارة الخِزي التي سيحاسبه عليها التاريخ “لقد عادت عمران إلى حضن الدولة”.


وبعد أن كانت عمران خطاً أحمر افتتحت شهية هادي للتخلص من صالح وعلي محسن والإصلاح والرئيس مطمئناً إلى اعتقاده الراسخ أن إيران ستمد يدها له كرئيس للدولة وليس للصعاليك وزاد يقينه بذلك بعد ضمانة قدمت له من دولة قطر..


لكن بعد وصول الحوثيين إلى مخدعه تغيرت القناعات مع الإهانات له وإجباره على إصدار تعيينات في أهم المناصب بالدولة ومنها الأمن القومي.


 


لقد جاء تدخل السعودية وقيادتها للتحالف العسكري متأخراً وبعد أن تغلغل الحوثيون في كل الدولة وسيطروا على المعسكرات وتوسعوا جنوباً إلى قرب حضرموت والسبب عبدربه منصور هادي واعتقاده أن إيران لن تتعامل مع الصعاليك بل معه كرئيس للدولة التي كان قابلاً أن يظل فيها رئيساً للبلاد على الطريقة الإيرانية..


وبينما كان الرئيس عبدربه منصور يلعب بسذاجة حتى دخل الحوثيون صنعاء كانت المملكة العربية السعودية ترسل الوفود والمبعوثين إليه للتدخل أو اتخاذه قرار عسكري بحماية صنعاء ومواجهة الحوثيين بالجيش واستعدادها للتدخل لمساندته ودعمه لكنه كان يماطل ويتذاكى ويتهرب ويصور الأمر على أنه بسيط ولا داعي للدخول في حرب وسفك الدماء وأن الجيش يجب أن يظل محايداً وأنها حرب بين مليشيات.. إلى آخر تلك المبررات التي كانت نهاياتها دخول البلاد فيما بعد مرحلة اللادولة وتفتت الجيش وانهارت المؤسسات، وما نعيشه اليوم من مآسي وأزمات في كل الجوانب..


 


وحتى اليوم يدفع اليمنيون والمجتمع الإقليمي والدولي الثمن لاعتقادات هادي الخاطئة والغبية، بعد أن كان كل العالم ومجلس الأمن الذي عقد اجتماعه بصنعاء تاكيداً لهذا الدعم ينظر باهتمام لليمن ومستعد للقيام بأي شيء من أجل دعم الرئيس هادي ومنع انهيار الدولة، لكن كل هذا الحماس والاستعداد الإقليمي والدولي قوبل بعدم اكتراث وبرود وخبث من هادي الذي ظن أنه الأذكى وأن سكوته والتزامه الحياد سيكون موضع تقدير من إيران التي ستبقيه رئيساً، وأن علاقاته بعدها بالمملكة العربية السعودية سيكون ندياً وبشروط، ويجعله في موقف هم من يحتاجون له وليس العكس، وهو تفكير بليد يليق بالرئيس هادي..


اليوم وبعد أن دخلت الحرب عامها الرابع مايزال عبدربه منصور هادي ثقيلاً على الداخل والإقليم والعالم وهو يجلس غير آبه بما يحدث وكأنه لا يعنيه بل إنه يتمنى أن تطول الحرب وأن لا ينتصر التحالف كي يظل يحتاجه كضرورة..


واليوم ايضاً غالبية اليمنيين بمختلف توجهاتهم وانتمائاتهم أصبحوا يدركون أن عبدربه منصور كارثة ومشكلة وليس حلاً مثلما أصبح التحالف والعالم على قناعة كاملة بأنه ليس رجل المرحلة أو يمكن أن يعول عليه في قيادة الدولة وإعادة الشرعية..


واليوم أيضاً مايزال هادي يمارس التفكيك للأحزاب وما جرى اليون في عدن من اجتماع باسم حزب المؤتمر الشعبي العام هو مواصلة للسير في نفس طريق الغَاوِين بدعم قطري ..


 


لا يجب أن يبتزكم عبدربه منصور هادي بالوظيفة العامة والمال العام.. ولايجب أن تُخدعوا مرتين من رجل لا يجيد سوى التفكيك والهيكلة وتدمير المؤسسات والكيانات السياسية وهو يجلس مسترخياً كغوريلا منتفخة الأوجان في الرياض..


 


* هل يريد عبدربه إرسال رسالة للتحالف والسعوديه والإمارات تحديداً أنني من مقر إقامتي أستطيع أن أسبب لكم الأذى وأمارس الابتزاز وأعمل على خلط الأوراق وتعقيد المشهد العام بالجنوب كما دفعتم الثمن جراء ما قمت به بالشمال حين أوصلت الحوثيين إلى صنعاء وكافة المحافظات وتركتهم يجرون المناورات العسكرية على حدود المملكة العربية السعودية وأنا حينها في قصر الحكم المحاصر بغبائي في صنعاء.


 


* يقدم عبدربه منصور وشلته أنفسهم وحدويون بينما بالحقيقة يكشف ما قاموا به من اجتماع في عدن باسم المؤتمر الشعبي العام أنه ليس سوى مسرحية هزلية يراد منها استفزاز الإمارات وإثبات عداء ضد الوحدة ومايقوم به طارق محمد عبدالله صالح من تجهيز ألوية عسكرية لمواجهة الحوثيين.


 


* اليوم يقف عيدروس الزبيدي الذي يتهمونه بالانفصال مع طارق صالح الشمالي ويقف إلى جانبه لمواجهة الحوثيين ويقف هادي وجماعته العليلة مشغولين بإدراج عيدروس الزبيدي في قائمة العقوبات الدولية كما استعجل في إدراج اليمن تحت الفصل السابع انتقاماً من علي عبدالله صالح الذي كان يقف بجانبه مثل فسيفساء لا تجيد سوى هز الرأس..


 


* عبدربه منصور نكبتنا المستمرة، رجل لا يجيد سوى التفكيك وهو يمارس الابتزاز على الجميع معتقداً أنه كلما تعقدت الأزمة وطالت الحرب باليمن كلما بقى رئيساً قسرياً لليمنيين أمام العالم..


 


* بقى الجزء الآخر من النص: كيف يكرر هادي أخطاءه مع الحوثيين حالياً مع الاصلاح؟


وكيف سيمارس التفكيك ضد الإصلاح رغم أن ملامح مشروعه بان وعليه الأمان؟


ومن سيستدعي بالغد لمواجهتهم إذا كرروا معه نفس سنياريو الحوثيين؟


وهو ما سيكون له وقفة خاصة لاحقاً..


 


المقال خاص بيمن الغد


 


 

زر الذهاب إلى الأعلى