الصواريخ الإيرانية.. شر وإجرام وسوء نية!!
قال الشاعر:
والشر إن تلقه بالخير ضقت به
ذرعا وإن تلقه بالشر ينحسم
يقول المثل (اتق شر الحليم إذا غضب) فقد أطلقت الميليشيات الحوثية سبعة صواريخ باليستية إيرانية يوم الأحد 25 مارس الجاري على عدة مناطق في السعودية وهي الرياض وجيزان ونجران وخميس مشيط وهي تطلق من حين إلى آخر صواريخ باتجاه مكة المكرمة والمدينة المنورة حيث الهدف النهائي الداعم الرسمي للإرهاب الدولي النظام الإيراني هو السيطرة على الأماكن المقدسة أو تدويلها وطبعا هذا الهدف خط أحمر.
الكويت أدانت بشدة هذه الهجمات الصاروخية وقد بعث صاحب السمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد حفظه الله ببرقية إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان يستنكر فيها الهجمات الصاروخية على السعودية وقد طالبت الكويت مجلس الأمن حيث إنها عضوا فيه للتحرك الفوري لوضع حد لاستمرار تلك الهجمات وأن الكويت تؤكد وقوفها التام إلى جانب المملكة العربية السعودية وتأييدها في كل ماتتخذه من إجراءات للحفاظ على أمنها واستقرارها.
صاحب السمو الملكي ولي العهد وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان قال في مقابلة أجرتها معه قناة (سي بي اس) الإخبارية الأمريكية ضمن برنامج (60 دقيقة) بمناسبة زيارته للولايات المتحدة الأمريكية أن إيران ليست ندا للسعودية فجيشها ليس من أقوى خمسة جيوش في العالم الإسلامي والاقتصاد السعودي أقوى من الاقتصاد الإيراني وأن إيران بعيدة أن تكون ندا للمملكة العربية السعودية ولذلك على إيران أن تصحو من الوهم الذي تعيشه أنها قادرة على تنفيذ مشروعها وهو إحياء الإمبراطورية الفارسية.
نعتقد أن سكوت السعودية على هذه الهجمات الصاروخية واكتفائها فقط بالرد بصواريخ الدفاع الجوي والقيام بضربات للطيران السعودي والتحالف لمواقع الحوثيين التي انطلقت منها الصواريخ لم يعد حلا كافيا بل سوف يشجع ميليشيا الحوثي ومن ورائها النظام الإيراني على التمادي وسوف تزداد هذه الهجمات الصاروخية في الأيام القادمة وينبغي أن يكون هناك حل لإبعاد الميليشيات الحوثية عن الحدود السعودية مما يمكن الصواريخ من الوصول إلى مدن المملكة.
كثير من الدول التي هي في موقف مشابه للمملكة العربية السعودية من تهديد لحدودها تقوم بإنشاء مناطق آمنة حدودية بعمق 20 أو 30 كيلومتر وذلك لحماية الحدود وتأمينها وتوفير كذلك مناطق آمنة للنازحين وهو عمل إنساني وإذا لم تتطور الأمور بهذا الاتجاه سوف تكون مدن المملكة العربية السعودية مكشوفة للصواريخ الإيرانية.
أيضا المطلوب من الولايات المتحدة الأمريكية التي تعتبر حليفا استراتيجيا للمملكة العربية السعودية أن يكون لها دعم لوجستي بحيث تكشف الأقمار الصناعية وأجهزة التجسس لديها عن أماكن المنصات التي تطلق الصواريخ حتى يتم تدميرها قبل أن تطلق الصواريخ باتجاه السعودية.
السؤال الذي يطرح نفسه بقوة كيف تستطيع السعودية أن تنفذ رؤية 2030 في وجود تهديد خطير لأمن واستقرار السعودية من خلال الصواريخ الباليستية الإيرانية التي متوقع أنها سوف تزداد ضراوة وذلك لتحويل الحرب إلى حرب استنزاف تدمر الاقتصاد السعودي وتعرقل خطط التنمية وتنفيذ رؤية 2030.
أيضا ينبغي إعطاء الأولوية لمنع وصول وتهريب هذه الصواريخ الإيرانية عبر البحر للميليشيا الحوثية من خلال السيطرة على ميناء الحديدة وبعض الموانئ الصغيرة التي تطل على البحر الأحمر وهناك أيضا طرق برية تصل من خلالها تلك الصواريخ ولذلك لابد من إغلاق كل المنافذ التي تصل منها تلك الصواريخ وإلا كما يقول المثل (إن النار تشتعل من مستصغر الشرر) .
إن هذه الصواريخ الباليستية لو استمرت وتصاعدت سوف تؤدي إلى مواجهة سعودية إيرانية مما يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة ولهذا نقول أن الراعي الرسمي للإرهاب الدولي النظام الإيراني يلعب بالنار في مهاجمة أراضي المملكة العربية السعودية بالصواريخ وهناك صبر وقدرة على التحمل ولكن للصبر حدود فسوف يأتيه الرد مزلزلا إذا لم يعيد حساباته وكما أن الصواريخ الإيرانية تصل إلى الأراضي السعودية فهناك أيضا صواريخ سعودية تصل إلى الأراضي الإيرانية ناهيك عن التفوق الجوي الذي تتميز به السعودية والعاقل من اتعظ بغيره.