مقالات

(المقاومة أخلاق)

 


رسالتي اليوم موجهة لكل من يعتبر نفسه مقاوماً من هذا الطرف أو ذاك، فكل طرف يدعي أنه مقاوم ويقاوم ومقاومة،


المهم عليكم أن تعرفوا أن المقاومة أخلاق قبل أن تكون حملا للسلاح وقتلا وقتالا وهجوما ودفاعا…


ولهذا كان النبي، صلى الله عليه وسلم، يذكّر أصحابه قبل تحرك الجيش لخوض المعركة بالأخلاق والإنسانية والرحمة..


قالت لي إحدى صديقاتي إنها ذهبت إلى تعز لتفقد منزلها هناك، وكانت الرحلة شاقة ومتعبة ومخيفة… ورغم ذلك كله كان شوقها لتعز وسعادتها بزيارتها أكبر من كل المشاق والتعب.


وما جعلها تتألم هو ما رأته في مدينتها الغالية على قلبها


قالت: دخلت منزل جار لنا للاستراحة فيه قبل أن أذهب لتفقد منزلي، وكانت المفاجأة: وجدت بعضاً من أثاث منزلي وأجهزتي الكهربائية عندهم بل وأثاث بعض الجيران الذين كانت تربطني بهم صلة وثيقة.


فلما قلت له: هذه الأجهزة لي..


أنكر وقال إن أحدهم تركها عنده أمانة؟


حينها دعت الله بحرقة: (الله يجعل له لغم ماشينهب بيوت الناس).


هذا وقد أخبرها البعض أن هذا الشاب المحسوب على المقاومة وإلى جانبه بعض من شباب الحارة قد استأجروا مخزناً لما ينهبونه من أثاث الحارة التي يحرسونها


وعلى قولة المثل: (من سرقك يا فارس؟ قال الحارس!)..


ومن المضحك المبكي أنهم منعوها من إخراج إبريق الشاي بحجة أنها (لازم تطلع تصريح).


شعرت أنا بالألم والحزن والخيبة، وأيقنت أن الفرج بعيد وأن الحرب ستطول.. فالله لا ينصر أحداً إلا إذا صدقت نيته


وأخلص عمله، وكان من المتقين.. ولاينصر الخائنين ولا ينصر الظالمين.


وما فائدة أن تحارب وتنتصر على عدوك ثم تمارس ما كان يمارسه العدو (يعني كل ما حدث مجرد ديمة خلفنا بابه أو كيف)..


وعلى قناة بلقيس وغيرها من قنوات المقاومة يشكو أبناء تعز من الأفعال الإجرامية التي تمارس في حقهم من قبل من ينتسبون للمقاومة من تعسف، وتقطع، ونهب، وسرقة، وتكسير أقفال، واحتلال المنازل، وفرض الجبايات على المحلات والمطاعم والتجار، واستحداث نقاط لتفتيش السيارات، وفرض الإتاوات عليهم بالترغيب تارة وبالترهيب تارة أخرة.


وهنا لابد أن نذكركم أن للاختلاف أخلاقاً، وللحرب أخلاقاً


وللمقاومة أخلاقاً… وليس كل من حمل السلاح مقاوماً، وليس كل من قُتل شهيداً..


وتذكروا أن نَفَراً مِنْ صَحَابَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أقبلوا عليه فَقَالُوا: فُلاَنٌ شَهِيدٌ. فُلاَنٌ شَهِيدٌ. حَتَّى مَرُّوا عَلَى رَجُلٍ فَقَالُوا: فُلاَنٌ شَهِيدٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: «كَلاَّ. إِنِّي رَأَيْتُهُ فِي النَّارِ. فِي بُرْدَةٍ غَلَّهَا. أَوْ عَبَاءَةٍ»


غلها أي أخذ من الغنائم قبل توزيعها.


فيا خطباء ويا علماء ويا أهل الإعلام والأدب..


الله الله في نشر الفضائل والأخلاق والقيم.


 


 

زر الذهاب إلى الأعلى