ايش يشتوا الأخوان؟!

 


مشوار الحياة مع أي جماعة دينية عادة ما يكون ثقيل وممل ومليء بالكذب وبالخرافات، ولكنه مع الإخوان، إضافة إلى كل ذلك، يكون مشواراً مليئاً بالمقالب التي تطرحك أرضاً وتخليك بين الناس تايه ومغبون ومحتار ومش عارف هولا الجن مايشتوا بالضبط؟!


بالنسبة لي محد ربشني في الدنيا مثلما ربشوني الإخوان .


تربشني تناقضاتهم وتقلباتهم ولا أتفاعل مع أي شي يقولوه عن سعادة الانسان، لأنهم يكذبون ولاعندهم ذرة احساس بالحياة أو بالإنسان .


وعلى قدر الفرص الوفيرة التي اتيحت للإخوان لتطوير الإنسان وإسعاده في مجتمعاتهم المحلية ، والله ولاعملوا لمجتمعاتهم حتى فسيسة سعادة ، وكيف بيعملوا على اسعاد الناس وهم اساسا قوم يشعرون بأن وظيفتهم الاساسية في الحياة أن يربشوك ويكدروا عليك حياتك قدر المستطاع.


اشتي اذكر شيء واحد بهيج عملوه للناس ومش ملاقي بصراحة غير التطرف والغلو والضجر والمكارحة وطولة اللسان ومابلا قولهم وإلا قولهم وإلا انت بطال ولايخلوا بك شي سلم ولاشي مليح ويربشوا الناس حولك .


ربشوا لنا التعليم وخلوا المدارس نشاط خيري وما خلونا نتهنى بملعب ولا بسينما ولا خلونا نتهنى بحصص الرسم والموسيقى ولا برحلاتنا الجامعية ولا خلونا نتهنى بالأغاني ولا خلونا نرقص، ولا خلوا لنا مسرح ولا خزق الا وعكموه بخبابيرهم وحتى حتى قصص ميكي ماوس يا الله الأخوان شلوها علينا من المكتبات ، وادوا لنا بدالهن كتيبات عذاب القبر وكملونا فجاع بالشجاع الاقرع وما خلونا نهنى في حياتنا بشيء كان موجود.


33 سنة وهم يمكنونا «عفاش» أحسن واحد، وهو القوي الأمين، وكانوا سراويله وصابونته التي يعتسل بها من ادرانة ، ولما كنا نعارضهم على ذلك كانوا يشتمونا وصدقهم الناس.


في 2011 اختلف عليهم المرقد وخرجوا إلى الشوارع ليقولوا لنا بأن عفاش مش كويس، وبأن صحبته بطالة وصعلكة ينبغي القضاء عليها، وصدقهم الناس ولكنهم لم يقبلوا احد الى جوارهم في الميدان ولما انتقدناهم شتمونا وسبونا واتهمونا بكل خبيث وصدقهم الناس.


جاءت المبادرة الخليجية تقاسموا غنيمة السلطة مع الشيطان وقالوا لنا بأنها الحل لإنقاذ اليمن ، ولما رفضنا التسوية والتقاسم شتمونا في كل محفل وصدقهم الناس.


ولما اقتحمت مليشيا الحوثيين العاصمة صنعاء كان الإخوان أول من بارك اتفاق السلم والشراكة وقالوا لنا بأن ذلك حفاظا على الوطن ، ولما انتقدناهم على ذلك الاتفاق شتمونا وقالوا بأننهم ليسوا ابو فاس .


ولما قوى عود الحوثيين وسيطروا بعد الانقلاب على صنعاء ، قال لنا الأخوان بأن الحوثيين اعداء الثورة والوطن وبأن التحالف العربي حبوبين وعيال ناس جو يخلصوا اليمن من المد الإيراني، وصدقهم الناس !


الآن الإخوان حانبين في زوتهم يكيلون الأمور بمكيالين وشفنا إخوان قطر الآن وهم يشتمون التحالف الذي باركوه، وصاروا بقدرة قادر يحصون أخطائه، ومن صبح الله وحتى المغيب وهم متعسكرين في قنواتهم وفي وسائل التواصل الاجتماعي في مهمة جديدة هذه المرة لمهاجمة الإمارات بوصفها المحتل الأكبر لليمن، ولكن الآن ماعد أحد يصدقهم لأن الإمارات أصغر من أن تحتل اليمن، والإخوان يهاجموها بهذه الضراوة مش لأنهم ضد العدوان الذي دمر البنية التحتية للبلد، ولكن لأن الإمارات لا تطيق الإخوان وتعرف ما الذي يريدونه بالضبط.


انا شخصيا كمواطنين يمنيي اسأل : ايش يشتوا الاخوان بالضبط ؟ بعد أن كانوا هم السلطة وهم الثورة الشبابية وهم في الجيش وهم في القبيلة وهم في الثروة وهم في كل زوة من البلد؟


لا يقولون لنا ما الذي يريدوه؟ ولا عندهم استعداد يوضحوا لنا اساسا ، ولا عندهم استعداد يكونوا مواطنين يمنيين يدافعوا عن الدولة وعن مؤسسات الدولة وعن حاجة الناس إلى جيش عقيدته الوطن مش زعطان وفلتان، وإلى مجتمع مدني متآلف ومتعايش ومتخلص من تفاهات مراقبة العورات. وبدلاً من أن يواجه الإخوان سلطة الحوثيين بخطاب يناسب قناعات الناس ضد الإنقلاب خرجوا لنا بخطاب سمج مكنوناً عبره «هولا عيال المتعة، هولا الروافض، هولا المجوس» وكل شبر يتحرر في البلد من سلطة الانقلابيين يتحول بفضل جشع الإخوان وتهافتهم وطريقتهم ذاتها في الأداء إلى صورة آخرى من ممارسات وتصرفات الإنقلابيين . وكل تصورات الأخوان عن المستقبل المنشود عموما تؤكد بأنهم والحوثيين جحرين في لباس.


………………..


موقع العربي


 

Exit mobile version