مقالات

إستراتيجيات معركة الساحل، ودقة الخطط المحنكة

 


إن العملية العسكرية الواسعة التي إجتاح بها أبطال الجيش مدينة الحديدة، لم تأخذ حقها من التسميات والشرح ﻷن المهم هو مايتم تحقيقه على الأرض بالنسبة لقيادات الجيش الذي يحكم قبضته على المدينة الآن .


ولكن من خلال مرتكزاتها واستراتيجياتها ومخططها ومحاورها الرئيسية والفرعية، ومن خلال الدقة والإحكام اللذان جرت بهما العملية وكمية الدهاء العسكري الذي تمتعت به القيادات، وبالتالي المخططات ومن ثم الخطوات التنفيذية، فإنها تستحق تسميتها بمعركة اليمن التاريخية، أوما يوازي أو يزيد على ذلك، فقد توافرت فيها عناصر فتك بالعدو الكهنوتي حتى بات الأمر الحاصل مذهل للشعب وللمهتمين بوضع اليمن من كافة الأقطار ولكل من يقراء أو يرى أو يسمع عن هذه المعركة الجزلة بكل معان القوة والدهاء والعمل العسكري الفذ.


ولو دققنا في استراتيجيتها التي ارتكزت منذ انطلاق معارك ميناء الحيمة وصولا الى مابعد شارع ٧ يوليو ، على تجنب الأماكن المدنية، واستدراج العدو للمواجهة في مناطق مفتوحة خارج المدن حفاظا على المدنيين، وجز رؤوس قياداتهم عبر العمل الاستخباراتي والذي كان منهكا لهم،


والأهم هو مايحدث من خنق للعدو واجباره على الفرار من المدن السكنية من خلال تنفيذ التفافات عسكرية على المدن ذات الكثافة السكانية وهنا المحك في دهاء الخطة العسكرية.


حتما لن تلخص الكلمات وصف المعركة كما هي على الأرض، مهما اجتهدنا في التوصيف والتقريب، إلا أن التاريخ سيتكفل بذلك النقل الحي المنصف من خلال الكتب والكلمات وإنعكاسات المعركة التي ستبلغ مرامها قريبا بتحرير الحديدة، ومن ثم مايليها حتى تتطهر هذه البلدة الطيبة من هذا الإحتلال الخبيث.


سيكتب التاريخ عن دهاء وشراسة هذه المعركة وسيتكفل بتسميتها كما يجب وكما تستحق، وستقراء للأجيال في بلدان العالم، وسيعلمون أن الحديدة تحررت من الكهنوت المتخلف وانتصرت لنفسها وفتحت أبواب الحرية لباق المحافظات المحتلة .


في وقت كان العالم كله يجمع عدته وعتاده لإضعاف الشعب والجيش وتمويل العدو الكهنوتي وتقويته، ولكن الحق إنتصر وأعز الله جنده، الذين دافعوا عن أرضهم ووطنهم وهويتهم العربية الإسلامية السمحة من دنس الإحتلال الكهنوتي الإيراني الفارسي النابي والبغيض وتلك الثقافة والعقيدة النشاز عن ديننا وعروبتنا وكرامتنا، الداعية لتأليه البعض وعبودية البعض الآخر .


 سيكتب التأريخ يوما أن الحديدة لفضت هذه الفئة الحاقدة على اليمن السعيد وجعلت منه تعيسا مدمرا، وأن أبطال كانوا هاهنا سطروا ملحمة عريضة واستعادوا وطنهم وهزموا جيوش الفرس ومن والاهم ورفعوا راية الحرية والجمهورية والسلام .


إن هذا الإستنزاف الذي يقوم به الجيش الآن من كافة المحاور للمليشيا إنما هو الضربة القاسمة لهم والتي لن تمنحهم فرصة في التقاط أنفاسهم ومعاودة السير ، وبهذه الخطة التي يراها البعض بطيئة ستنهك المليشيا وتخسر كافة الجبهات تباعا، ويسهل حماية أوساط المدن والأحياء والمدنين الأبرياء من تبعات الحرب وآثار المعارك الحاصلة.


إلى الآن خسرت المليشيا كثير من قياداتها وعناصرها وعدتها ومناطق سيطرتها، ومازال القادم يحمل لهم أيام استئصال كامل من وجه البسيطة، وتطهير خالص لهذا الوطن، وسترفع راية النصر والمجد قريبا بإذن الله تعالى “.


 


 

زر الذهاب إلى الأعلى