الصواريخ على قدر الألم

 


أكاد أتخيل مستوى الهستيريا التي أصابت، على دفعتين، مَن دفع باتجاه إطلاق سبعة صواريخ على عدة مدن سعودية مساء الأحد، ذلك أنه لا بد من أن مرّ بدرجات عالية من الهستيريا ابتداء لكي يتخيل أنه يستطيع أن يمس المملكة الشقيقة أو يرعبها بمثل هذه المحاولة اليائسة.


الهستيريا الأولى لا بد من أن تكون من مشاهدة النجاحات المتتالية دبلوماسياً وسياسياً واقتصادياً لزيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الممتدة للولايات المتحدة وتعزيز الشراكة الاستراتيجية مع الأمريكان بمشاركة إماراتية فاعلة مثلها حضور سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني.


فمن كان يقف وراء ترويج الكثير من الافتراءات والأكاذيب عن المملكة وولي عهدها الشاب في الإعلام الأمريكي وحتى في أروقة الكونغرس ومنظمات اللوبي المختلفة، بما فيها اللوبيان الإسرائيلي والإيراني، كان يطمح بلا شك إلى تخريب أجواء الزيارة أو على الأقل تحويلها إلى مجرد زيارة روتينية بلا نتائج.


لكن عندما تفسد كل هذه المخططات من أول مقابلة تلفزيونية لولي العهد وأول اجتماع مع الرئيس ترامب، لا يكون الحل إلا بالهستيريا التي أرادت من خلال إطلاق سبعة صواريخ باليستية دفعة واحدة على مناطق مختلفة من المملكة إيصال رسالة وهمية للشركات الأمريكية التي يجتمع معها الأمير محمد بن سلمان أن المملكة غير آمنة للاستثمارات الأجنبية. ولكن هيهات أن ينالوا ما يتمنون، فكانت شبكة الدفاع الجوي السعودية على أهبة الاستعداد ليس فقط لتسقط الصواريخ السبعة وإنما لتلطم مَن وراءها على أقفيتهم القذرة التي لا تتعلم من أخطائها السابقة.


ولعل هذا هو ما سبّب الموجة الثانية من الهستيريا كما عبرت عنها وسائل إعلام المتآمرين الذين تصرفوا بمنطق «كاد المريب يقول خذوني». فموجة الأكاذيب التي انطلقت في إعلام تنظيم الحمدين والإعلام الإيراني بأذرعه المختلفة بمجرد الإعلان عن صفعة إسقاط الصواريخ الباليستية السبعة، وما يتوافر لدى السلطات السعودية الشقيقة من أدلة حول مصدر هذه الصواريخ، نقول إن هذه الموجة تقدم دليلاً لا يقبل الشك على مصدر الهستيريا التي دفعت بالحمقى الحوثيين لإطلاق هذا العدد من الصواريخ دفعةً واحدةً ضد المملكة.


كنا نقول في ما مضى إن الصراخ على قدر الألم، ولكن يبدو أننا اليوم سنتعامل مع هستيريا على قدر ألمهم من أي نجاح تحقق المملكة وشقيقاتها، ويبدو أن الهستيريا ستصل أحياناً إلى إطلاق عدة صواريخ على قدر الألم، لكن سدىً ستذهب صواريخُهم وجهودُهم لأن الواثق بالله ينصره الله، أما المتآمرون والخونة فيذهبون إلى مزبلة التاريخ هم وصواريخهم وقنواتهم معهم.


حمى الله دولة الإمارات العربية المتحدة والشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية والدول الشقيقة في التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن من كل مؤامرة وردّ عنها كيد الكائدين وخبث الخائنين وشرور الصغار الذين أدمنوا التخريب لا لشيء إلا لمجرد إثبات أنهم موجودون.


وسيبقى الكبار كباراً بإذن الله، أما الصغار فيبقون؛ لا وجود لهم حتى بالنانو سكوب، لأنك عندما تكون صغيراً في ذاتك، لا يمكن لشيء أن يجعلك مرئياً!


 


 

Exit mobile version