مقالات

كوارث الحرب.. لعنة ضمائر متفحمة

 


 المتاجرة بدماء اليمنيين المسفوكة صارت الآن اللعبة المفضلة لساسة اليمن وقد صاروا مصاصي دماء في حرب تحولت لتجارة ولبورصة دماء واشلاء في مزاد القبح واللاضمير واللانتماء_ لا لوطن ولا لأرض ولا لآدمية_


المتاجرة في الحرب بدماء الضعفاء جردت السياسيين من كل آدمية وضمير بحيث لم تعد قضيتنا الحرب بحد ذاتها بل صارت قضية الضمير المتفحم والمشوه لهؤلاء الساسة. إذ كيف لمن يحمل في داخله مثقال ذرة من ضمير ان يرى كل هذا الهدر للدماء اليمنية والقتل اليومي الممنهج دونما ان تحركه الانسانية ولو حتى قليلا وتزحزح جبال الصمم عن بصيرته ويسعى لايجاد مخارج تقي اليمنيين محارق القتل واخاديد الاحتراق المتوالية.


 لعنة الحرب وويلاتها اصابت الوطن في مقتل، والقتل والدمار والتشريد والتمزق وحدهم من يرسمون صور الضياع لوطن تشتت وتفرق دمه بين الناهشين من كل حدب وصوب.


 صحيح ان الحرب لعنة حلت علينا بحرائقها وزمهريرها واغتالت فينا كل فرص الحياة الآدمية، غير ان هناك لعنة اكبر منها تدمينا وتقتل ما تبقى فينا من بقايا، انها لعنة الضمائر المتفحمة للممسكين بزناد البنادق والذين ورغم خسائر البلد الكارثية إلا انهم مصرون على السير فوق الاضرحة بأقدام من لهب، مصرون على العنت العظيم بعدم الجنوح للسلام والاتفاق والتنازل عن نرجسيتهم قليلا من اجل اليمن.


يرون شلالات دماء اليمنين التي تسفك كل ثانية لكنها لم تحرك فيهم اي رحمة او ضمير _و الارض التي تنتهك من الغريب والقريب، والمدن التي صارت مقابر لأهلها، الدمار التشريد، العداء, الضغينة الطائفية, الارهاب, الجوع, المرض الجهل.. التدهور الحاصل في كل المجالات وصولنا لأقصى مراحل التدهور، كل هذا لا يكترثون له لا يلتفتون إليه سوى بعنت عظيم. الكبر والغطرسة والنكاية بالآخر اغلى واثمن من وطنهم القتيل.


  لم يحركهم وطن يموت, وشعب يُقتل واطفال تيتم وشباب يقتلون ونساء تُرمل واسر تشرد وبنية تحتية تنتهك ودولة ضاعت.


  اي ضمير نتحدث عنه وكل هذه المآسي تحدث ومازالوا ممسكين بفوهات السلاح وعليهم غشاوة لكنها لا تعمى إلا القلوب التي في الصدور.


ولك الله ياوطني.


 

زر الذهاب إلى الأعلى